أنواع المصنفات في الحديث

حول أنواع المصنفات في الحديث ومراتبها.

نبذة عن المصنفات في الحديث


نبحث في مقالنا هذا عن أنواع المصنفات في الحديث، حيث أن الكتب  التي صنفت في الحديث النبوي كثيرة جدا، منها من وصل لإلينا ومنها

من لم يصل، ومازال بعضها الآخر مخطوطا يحتاج من ينفض عنها الغبار ويعيدها للحياة لإغناء التراث الإسلامي الكبير.

والسبب في كثرة المصنفات في الحديث هو كثرة الأحاديث النبوية، حيث لا يمكن لمصنف واحد أو اثنين مهما بلغ، أن يجمعها ويضبطها في

كتاب واحد، فمسند أحمد الذي قاربت أحاديثه الأربعين ألف حديث، اختارها من بين سبعمائة وخمسين ألفا حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

• حاول الإمام السيوطي أن يجمع الأحاديث النبوية في كتاب واحد سماه “جمع الجوامع”، فجمع منها مائة ألف حديث ومات قبل أن يتم تصنيفه، وكان السيوطي يقول: “أكثر ما يوجد على وجه الأرض من الأحاديث النبوية، القواية والفعلية، مئتا ألف حديث ونيف”.

مراتب وطبقات كتب الحديث

أما هذا المقدار العظيم من الأحاديث النبوية كتبت مصنفات كثيرة في أعصر مختلفة، لكن لا يمكن النظر إلى هذه الكتب على أنها في مرتبة واحدة، لذلك اصطلح العلماء على تقسيم الحديث بالنسبة للحصو والحسن والضعف إلى طبقات:

  • 1- الطبقة الأولى

وهي أعلى المراتب من حيث الصحة، وتشمل صحيح البخاري وصحيح مسلم وموطأ الإمام مالك، وتحتوي هذه الكتب أقسام الحديث: المتواتر والصحيح الآحادي، والحسن.

  • 2- الطبقة الثانية

تشمل جامع الترمذي، وسنن أبي داوود، ومسند أحمد، ومجتبى النسائي، كذلك كتب هذه الطبقة لا تصل إلى درجة الصحيحين وموطأ مالك.

و مصنفي هذه الكتب لم يتساهلوا في شروطهم لكتابة الحديث وقبوله، لكن لا تخلو مع ذلك من الحديث الضعيف، كما أن الأمة تلقت هذه الكتب بالقبول وأخذت أكثر الأحكام والعلوم منها.

و يعتمد المحدثون على مصنفات الطبقة الأولى والثانية لاستنباط أصول العقيدة والشريعة.

  • 3- الطبقة الثالثة

تحتوي مصنفات هذه الطبقة على أنواع الحديث الضعيف من شاذ ومنكر ومضطرب، مع استتار حال رجالها وعدم تداول ما شذت به او انفردت.

ومن كتب هذه الطبقة: مسند أبن أبي شيبة، ومسند الطيالسي، ومسند عبد بن حميد، ومصنف عبد الرزاق، وكتب البيهقي والطبراني والطحاوي.

لا يمكن الاعتماد على كتب هذه الطبقة لاستمداد الأحكام منها إلا من قبل علماء مختصين يميزون بين أحاديث هذه الكتب.

  • 4-الطبقة الرابعة

كتب جمعت من أفواه القصاص والوعاظ وأصحاب البدع والأهواء والمؤرخين غير العدول، وكتب هذه الطبقة هزيلة لا يعتمد عليها

أحد من الذين لهم علم بالحديث النبوي لهزالتها.

و من هذه الكتب: تصانيف ابن مردويه، وابن شاهين، وأبي الشيخ.

أهم أنواع المصنفات في الحديث بالتفصيل

تعددت أنواع كتب الحديث، فقد اختلف المصنفون في طريقة جمعه للحديث وترتيبها ضمن الكتاب، ومن أشهر

هذه الأنواع في تصنيف الحديث كما يلي:

 

أولا- الكتب المصنفة على الأبواب

هذا النوع من أنواع المصنفات في الحديث يعتمد على طريقة جمع الأحاديث ذات الموضوع الواحد تحت عنوان يجمعها، مثل كتاب الطهارة، كتاب الزكاة، ثم

توزع الأحاديث على أبواب،  يسهل هذا النوع من التصنيف الوصول للحديث من خلال موضوعه، فيختار تحت أي عنوان

هو فيحدد له الكتاب والباب، وتختلف كتب التصنيف على الأبواب بطرقها فمنها كما يلي:

 

1- كتب الصحاح

وهي الكتب التي تعتمد رواية الأحاديث الصحيحة غالبا، مع وجود الضعيف في بعضها، وسميت بالصحاح على سبيل التغليب.

كما أن  كتب الصحاح هي الكتب الستة صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي، وهذه الخمسة متفق عليها،

واختلفوا في السادس فقوم قالوا: ابن ماجه، وقال ابن الأثير إنه موطأ مالك، وقال ابن حجر العسقلاني: هو مسند الدارمي.

لكل من أصحاب هذه الكتب ميزة يعرف بها، فصحيح البخاري في التفقه، ومن أراد التعليقات ففي صحيح مسلم، وفي الازدياد في

فن التحديث فعليه بسنن الترمذي، وفي سنن أبي داود أحاديث الأحكام، وفي حسن التبويب فسنن ابن ماجه، والنسائي قد جمع كل المزايا السابقة.

كتب الصحاح ليست على مرتبة واحدة، فيأتي صحيح البخاري ومسلم أولا، ثم يأتي موطأ مالك، ثم السنن.

2- كتب الجوامع:

الجامع في الاصطلاح: هو كتاب الحديث المرتب على جميع أبواب الحديث الذي وعددها ثمانية أبواب رئيسية هي: العقائد والأحكام، والسير،

والآداب، والتفسير، والفتن، وأشراط الساعة، والمناقب.

ومن أشهر هذه الكتب المصنفة على الأبواب: الجامع الصحيح للبخاري، والجامع الصحيح لمسلم، والجامع للترمذي.

3- كتب السنن

تعريف السنن: هي الكتب التي تجمع أحاديث الأحكام المرفوعة مرتبة على أبواب الفقه.

ومن أشهر الكتب المسماة السنن: سنن أبي داود، وسنن الترمذي، وهو جامع الترمذي، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجه.

4- كتب المصنفات

كتب مرتبة على الأبواب لكنها تشتمل على الحديث الموقوف والحديث المقطوع، بالإضافة إلى الحديث المرفوع.

و من أشهر المصنفات مصنف عبد الرزاق بن همام الصنعاني، ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة.

5- كتب المستدركات

تعريف المستدرك: هو ما استدرك فيه ما فات المؤلف في كتابه على شرطه.

و من أشهر المستدركات: مستدرك الحاكم النيسابوري على الصحيحين، فالبخاري ومسلم لم يستوعبا كل الأحاديث الصحيحة و

لم يلزما أنفسهما بذلك، فجاء الحاكم ليعتني بأحاديث هي على شرطهما أو شرط أحدهما ولم يخرجاه في كتابيهما فخرجها في المستدرك.

الحاكم في كتابه المستدرك ألزم الشيخين بأحاديث لا تلزمهما لضعف رواتها عندهما.

 

6- كتب المستخرجات

تعريف المستخرج: هو أن يأتي المصنف إلى الكتاب فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب، فيجتمع معه في شيخه أو من فوقه.

و من أشهر المستخرجات: مستخرج أبي بكر الإسماعيلي على البخاري، ومستخرج أبي عوانة على مسلم، ومستخرج أبي علي الطوسي على الترمذي.

ثانيا: الكتب المرتبة على أسماء الصحابة

وهي كتب تجمع الأحاديث التي يرويها كل صحابي في موضع خاص يحمل اسم راويها الصحابي.

تفيد هذه الطريقة في معرفة عدد مرويات الصحابي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم – وطبيعتها، وتسهيل اختبارها، كما تفيد في

استخراج الحديث بمعرفة اسم راويه من الصحابة، فضلاً عن كونها إحدى الطرق المفيدة في استخراج الحديث بمعرفة الصحابي الذي يرويه.

وهنا نورد الكتب المصنفة على حسب أسماء الصحابة كما يلي:

  • 1-كتب المسانيد:

مسانيد هي جمع مسند، وهوما تذكر فيه الأحاديث على أسماء الصحابة حسب السوابق الإسلامية، أو تبعا للأنساب.

وكان  أول من ألف في المسانيد أبو داود الطيالسي، حيث كتب “المسند”، ومسند الطيالسي يمكن أن يسمى مصنفا أيضا لأنه رتب أحاديث

كل صحابي على أبواب الفقه.

و من أشهر المسانيد وأوسعها وأوفاها، مسند الإمام أحمد، الذي انتقاه من سبعمائة وخمسون ألف حديث، واحتوى أحاديث صحيحة لم تخرج في الكتب الستة.

  • 2-كتب الأطراف:

تعريف الأطراف: مفرده طرف وهو طرف الحديث الدال عليه، أو العبارة الدالة على الحديث، مثل حديث الأعمال بالنيات، وحديث الغلام

والملك، وحديث سؤال جبريل.

و كتب الأطراف تقتصر على ذكر جملة من الحديث ولا تذكر متن الحديث كاملا، ثم تذكر السند، ولا يشترط أن يكون الجزء المذكور من النص الحرفي للحديث.

ومن أشهر كتب الأطراف تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ الإمام أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي، وذخائر المواريث في

الدلالة على مواضع الحديث تصنيف الشيخ عبد الغني النابلسي.

 تفيد طريقة كتب الأطراف في سهولة معرفة الأسانيد كونها مجموعة في مكان واحد، ومعرفة من أخرج الحديث من أصحاب المصادر الأصول.

ثالثا- كتب المعاجم

كذلك تعتبر كتب المعاجم من أنواع المصنفات فب الحديث، حيث يعرف المعجم بـأنه كتاب تذكر فيه الأحاديث بناء على

ترتيب الشيوخ، وفي الغالب يكون بحسب ترتيب حروف الهجاء.

ومن أشهر كتب المعاجم كما يلي:

  •  المعجم الصغير والمعجم الأوسط لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وكلاهما مرتب على أسماء شيوخه.
  •  المعجم الكبير: وهو على مسانيد الصحابة، مرتبة على حروف المعجم.

 

رابعا- كتب المجامع

ومن أنواع  المصنفات في الحديث المصنفات الجامعة هي الكتب التي تجمع أحاديث عدة كتب في كتب الحديث.

وطريقة تصنيف المجامع تكون كما يلي:

  • 1- تصنيف على الأبواب: ومن أشهر هذه المجامع: جامع الأصول من أحاديث الرسول، لابن الأثير الجزري، جمع فيه أحاديث الصحيحين

والموطأ والسنن الثلاثة، وكتاب “كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال”، لعلي بن حسام المتقي الهندي. جمع فيع أحاديث كتب كثيرة بلغة ثلاثة وتسعين كتابا.

  • 2- تصنيف على ترتيب الأحاديث بحسب أول كلمة من الحديث حسب ترتيب المعجم: ومن أشهر هذه الكتب: كتاب “جمع الجوامع”

أو الجامع الكبير للإمام السيوطي، والجامع الصغير لأحاديث البشير النذير”، للسيوطي.

 

خامسا- مصنفات الزوائد

هي مصنفات تجمع الأحاديث الزائدة في بعض كتب الحديث على أحاديث كتب أخرى، دون الأحاديث المشتركة بين المجموعتين.

و من أشهر كتب الزوائد كما يلي:

  • 1- جمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، جمع فيه ما زاد عن الكتب الستة من مسند أحمد و

مسند أبي يعلى ومسند البزار والمعاجم الثلاثة للطبراني.

  • 2- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.

 

سادسا- كتب الأجزاء

تعريف الأجزاء : هي تأليف الأحاديث المروية عن رجل واحد من الصحابة أو من بعدهم، أو التي تجمع الأحاديث

المتعلقة بمطلب من المطالب.

و من أشهر كتب الأجزاء جزء أبي بكر، وجزء مالك، وجزء قيام الليل للمروزي، وجزء صلاة الضحى للسيوطي.

 

سابعا- كتب التخريج

كتب التخريج هي الكتب التي تعنى بتخريج الأحاديث الواردة في كتاب معين.

ومن أشهر كتب التخريج نذكر كما يلي:

  • 1- كتاب “نصب الراية لأحاديث الهداية” لعبد الله بن يوسف الزيلعي، خرج فيه أحاديث كتاب الهداية للمرغيناني الحنفي.
  • 2- كتـاب ” المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار”، للحافظ العراقي، خرج فيه الأحاديث الواردة في
  • كتاب “إحياء علوم الدين” للغزالي.
  • 3- كتاب “التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير”، للحافظ ابن حجر، خرج فيه أحاديث كتاب
  • ” الشرح الكبير” للرافعي الشافعي.

You might also like