أحكام اللقيط

مقدمة عن أحكام اللقيط في الإسلام

في الحديث عن أحكام اللقيط في الإسلام يتبين لنا محافظة الإسلام على الإنسان وكرامته، حتى أولئك الأطفال الذين لا يعرف نسبهم، وكيف أن الإسلام تكفل هم وشرع لهم ما يحميهم ويحفظ كرامتهم.

ما هو تعريف اللقيط

من هو اللقيط؟ اللقيط في اللغة هو ما يلتقط من الأرض أي يرفع منها.

واللقيط في الشرع: هو الطفل المفقود الذي يلقى في الأرض عادة هربا من إعالته أو من تهمة الزنا والريبة، فلا يعرف له نسبا لأمه ولا لأبيه.

ما حكم الشرع في اللقيط

من أحكام اللقيط في الإسلام من وجد طفلا على الأرض لا يعرف أهله ماذا يفعل؟ وما هي كيفية التعامل مع الطفل اللقيط

شجع الإسلام على أخذ اللقيط وعدم تركه، واعتبر ذلك فرض كفاية عن جمهور الفقهاء على كل مسلم أن يأخذ اللقيط، وإن خشي عليه الهلاك لو تركه أصبح أخذ اللقيط ورعايته فرض عين عليه، لأن في ذلك إحياء نفس.

ويرى الحنفية أن أخذ الطفل اللقيط مندوب إليه وليس فرضا، ويكون فرض كفاية عند الحنفية إن غلب على ظنه هلاك الولد لو تركه.

أحكام تتعلق باللقيط

هذه أحكام فرعية من أحكام اللقيط في الإسلام:

• الملتقط للطفل هو أولى بإمساكه من غيره إن أراد التبرع بتربيته ورعايته، وله أن يرفع أمره للحاكم ليأمر أحدا آخر بتربيته والإنفاق عليه من بيت المال.
• أن وجد مع الطفل اللقيط مالا تصبح نفقته من ماله، وإن لم يوجد له مال يكون ما أنفق عليه تبرعا لا يرجع عليه المنفق بعد البلوع.
• اللقيط يعتبر كاللقطة، أمانة في يد الملتقط.
• ليس للملتقط الولاية على اللقيط في ماله أو نفسه وتزويجه، إنما هي للقاضي، ويدفع مهر اللقيط إن زوجه القاضي من بيت المال، ويدفع له ما يحتاجه من كسوة ونفقة ودواء.
• اللقيط حر مسلم طالما وجد في بلاد المسلمين، ولأن الأصل في الإنسان أنه حر، وقيل بحسب الواجد فإن كان الذي وجده مسلما فهو مسلم وإن كان ذميا كان ذمي.

صفات اللقيط

يعتبر اللقيط حرا مسلما طالما الذي التقطه مسلم، أو التقط في بلاد المسلمين وذلك لأن الأصل في الإنسان الحرية، فإن مات يغسل ويكفن ويصلى عليه كمسلم، لكن إن وجد في كنيسة أو دير اعتبر ذميا نسبة للمكان.

كيف يتم نسب اللقيط

لمن ينسب اللقيط؟ لقد فصل الإسلام في أحكام اللقيط، حيث يعتبر اللقيط مجهول النسب طالما لم يعترف به أحد، فإن ادعى أحد نسبة هذا الطفل له تصح دعواه وينسب الطفل إليه، ويثبت له النسب ولا يحتاج لبينة، وذلك جريا مع مصلحة اللقيط.

وإن ادعى رجلان مسلمان أن الطفل لهما، فإن تقدم أحدهم بوصف علامة فيه وجهل الآخر صفاته ينسب لمن عرفه بوصفه. والآن يمكن تجاوز هذا بإثبات النسب لأحدهما عن طريق التحاليل الوراثية.

لكن كيف يكتب اسم اللقيط؟

من أحكام اللقيط يجوز لمن وجد طفلا لقيطا أن يسميه بأي أسم يكون مشروعا، دون أن ينسبه إليه، فيمكن أن يسميه عبد الله أو عبد الرحمن فذلك صحيح، وتوجهت القوانين إلى تسميته باسم رباعي وهمي حفاظا على مشاعر الطفل، إلا إذا جاء من يدعي نسبة الطفل إليه فيمكن نسبته إليه وتسميته باسمه.

زواج اللقيط

الحاكم هو الولي بتزويج اللقيط، ويدفع مهره من بيت مال المسلمين، كما أن النفقة عليه من ملبس ومسكن وعلاج من بيت المال، لأن بيت المال يقدم للفقراء والمحتاجين ما يغطي حاجاتهم.

الفرق بين اللقيط ومجهول النسب

مجهول النسب يعرف بانه الشخص الذي ضاع أهله لم يلتحق بأبيه ولا بأمه ولا بأحدهما، فيصبح مجهول الهوية أو مجهول النسب.

أما اللقيط هو الطفل الذي وجد ملقى على الأرض لا يعرف أبويه.

وقيل إن الفرق بينهما أن اللقيط لا يعرف نسبه إطلاقا، بينما مجهول النسب هو الذي تعرف أمه لكن لا يعرف أباه.

حكم تبني اللقيط

كما أن من حكم تبني اللقيط من أبرز أحكام اللقيط، حيث بين الإسلام أحكام اللقيط حيث يحرم التبني تحريما قاطعا لأن فيه تغيير نسب الولد، وادعاء نسب كاذب وفي ذلك ضياع للأنساب والحقوق أيضا، وقد وردت أدلة من القرآن والسنة ببيان تحريم ذلك، منها قول الله تعالى: {وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم}، ومن السنة جاء حديث اللقيط الذي يبين حكم نسبته وتسميته قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام).

إلا أن تحريم التبني لا يعني أن يترك الطفل دون رعاية وتربية وحماية وتعليم، بل إن الفقهاء جعلوا حكم أخذ اللقيط والعناية به وحمايته فرض كفاية كما مر معنا، ومن تطبيقات السنة لذلك رعاية رسول الله لزيد بن حارثة، لكن لا يجوز نسبته إليه.

قد يهمك الاطلاع على مقال: الإحسان في الإسلام