أزمة سراييفو

نبذة عن سراييفو

في مقالنا حول أزمة سراييفو لابد أن نعلم أن سراييفو هي إحدى المدن الكبرى التابعة للبوسنة والهرسك وهي العاصمة بالإضافة إلى أنها تعد مركزا ثقافيا وسياسيا واجتماعيا ودينيا .

مدينة سراييفو (  الموقع – التركيب السكاني – أصل التسمية )

سراييفو هي المدينة التي انطلقت الشرارة الأولى للحرب العالمية الأولى وعرفت بأزمة سراييفو في وقتها

وسراييفو هي عاصمة البوسنة والهرسك وإحدى مدن يوغسلافيا قديما تقع في مركز البلاد الشرقي وتطل على نهر ملياكا

وهو أحد أهم روافد نهر الدانوب شرق جبال الألب وشمال البحر الأسود

يبلغ عدد سكان المدينة ما يقارب النصف مليون نسمة وتمتلك خليط سكاني لامثيل له في غيرها من مدن العالم

حيت يتوزع السكان فيها إلى    المسلمون البوسنيون  44%     والصرب 31%    والكروات 17%

أما ال 8% المتبقية فهي مزيج من الأتراك والنمساويين والألبان والألمان .

أما أصل كلمة سراييفو فهو يعود إلى الكلمتين التركيتين  ” سراي  و اوفاسي ”  والتي تعني حول القصر .

معلومات عن سراييفو

  • تقع المدينة في وسط البوسنة والهرسك وهي تتوسط جبال الألب الدينارية ولكنها شهدت توسعا عمرانيا واضحا بعد الحرب العالمية الثانية ترتفع 500 م  عن سطح البحر وتمر فيها العديد من الأنهار والجداول .
  • تتمتع سراييفو بمناخ قاري ومعتدل  وأعلى درجة حرارة سجلت فيها هي  26 درجة مئوية .
  • يعمل سكانها بالزراعة وخاصة حول مجاري الأنهار ويزرع فيها الشعير والقمح والقطن والذرة والخضروات والفواكه والأشجار المثمرة وتشتهر بتربية الأغنام والماعز
  • وتشتهر المدينة باستخراج المعادن والفحم الحجري ومن صناعاتها صناعة المواد الغذائية والسجاد

والأواني الخزفية والحرفية التقليدية .

  • تعتبر مدينة متطورة صحيا واجتماعيا وتعليميا ويقصدها الطلاب من كافة دول العالم .
  • يوجد في وسط المدينة  مسجد المدينة الكبير الذي بني في القرن السادس عشر والذي يعد من أهم معالم المدينة الدينية والذي يزهو بالسجاد الفاخر القادم من بلاد فارس .
  • جذبت المدينة اهتمام العالم كله فهي أول مدينة أوروبية وثاني مدينة عالميا بعد مدينة فرانسيسكو

جهزت بالقطار الكهربائي وذلك في عام  1885م.

  • في عام 1984م  استضافت مدينة سراييفو دورة الألعاب الأولمبية الشتوية .

سراييفو عبر التاريخ

قبل الوصول إلى اللحظة التي انطلقت فيها أزمة سراييفو  كان لابد من معرفة المدينة قبل هذه اللحظة

  • سراييفو في العصور الوسطى

كانت جزءا من إقليما فرها البوسني بالقرب من مركز المدينة المعتاد وكان فيها سوقا صغيرا ولكنه ليس بالأهمية الكبيرة بالنسبة للتجار .

*سراييفو في العصر العثماني

كان الغازي خسرو بيك هو من شغل منصب والي البوسنة عام 1541م  وما يدل على تعلق هذا الوالي بمدينة سراييفو على وجه التحديد هو انشغاله بالبناء العمراني للمدينة والذي كانت وصيته أن يدفن داخل المسجد الكبير في المدينة

وإلى جانب المسجد هناك مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم .

العام  1914م  وأزمة سراييفو

في سنة 1914م اغتيل أمير النمسة وزوجته وأدت هذه الحادثة إلى ادلاع الحرب العالمية الأولى

وأزمة سراييفو هي أنه قام ستة أشخاص كانوا يتبعون لتنظيم يسمى ( اليد السوداء السرية )

وهم ( سيفيتكو بوبوفيتش ـ نيديلكو كابرينوفيك ـ محمد بايك ـ تريفكو غاربير ـ غافريلو برينسيب ـ وفاسوكبرفيك )

قام هؤلاء الستة بالتخطيط والتنفيذ لاغتيال ولي العهد النمساوي ( الأرشيدوق فريناند ) وزوجته أثناء زيارة لمدينو سراييفو وكان لهم ما أرادوا في 28 يونيو 1914م وفي تمام الساعة العاشرة صباحا وفي أحد الشوارع التي كان سيمر بها ولي العهد النمساوي وألقى  نيديليكو القنبلة على سيارته عندما اقتربت منه هذا الأمر الذي أدى فقط إلى إصابة أحد ضباط الشرطة وعدد من المتجمعين في الشارع وحاول الآخرون اغتيال ولي العهد ولكن سيارته كانت بسرعة كبيرة ولم ينجحوا في ذلك .

وبعد هذه الحادثة بساعة واحدة فقط عاد ولي العهد وزوجته لزيارة أحد ضباط الشرطة المصابين ولكن سيارته مرت بمنعطف خاطئ وكان ينتظره  غافريلو   الذي أطلق رصاصتين الأولى أصابته والثانية أصابت زوجته وأدت إلى وفاتهما

ونتيجة طبيعية لهذه الحادثة ازداد الحقد والغضب والكره عند النمساويين تجاه الصرب

وهنا أرسلت حكومة النمسا للحكومة الصربية رسالة مفادها عشرة أمور بمثابة تهديد للصرب الذين وافقوا على الشروط ماعدا شرطا واحدا تم رفضه وعدم الموافقة عليه .

فأعلنت النمسا الحرب على صربيا عام  1914م وبدأت أوروبا بالعمل

روسيا أعلنت نصرتها لصربيا والحرب على النمسا  والمانيا أعلنت الحرب على روسيا ثم على فرنسا

وقامت المانيا بغزو فرنسا من بوابة بلجيكا وتدخلت بريطانيا وأعلنت الحرب على الألمان وأعلنت النمسا بدورها الحرب على روسيا  بينما بقيت ايطاليا على موقف الحياد مما يحدث

وهنا جاء الدور على العثمانيين الذين أعلنوا الحرب على روسيا وبدأوا بقصف الموانئ الروسية من البحر الأسود

كل هذه الأمور وعدم تفاهم الدول دبلوماسيا  أدت إلى نشوب الحرب العالمية الأول والتي استمرت حتى عام 1918م وراح ضحيتها ما يقارب ال 21 مليون مقاتل  و13 مليون مدنيا  لاعلاقة لهم بالعمليات العسكرية .

غافريلو برينسيب

هو قومي صربي قام عام 1914م بقتل ولي عهد النمسا وزوجته  الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى

ألقي القبض عليه هو ورفاقه من قبل القوات المسلحة الصربية .

كان برينسيب يسكن في البوسنة وانخرط  في الحركة البوسنية الشابة والتي أغلب من ينتمي إليها من الصرب

وأثناء محاكمته صرح وقال :

(  أنا يوغوسلافي قومي أهدف لتوحيد جميع اليوغوسلاف ولا يهمني شكل الدولة ولكن يجب أن نتحرر من النمسا )

عوقب بالسجن لمدة 20عاما بدلا من إعدامه لأنه لم يبلغ سن الرشد وضع في سجن يخلو تماما من مقومات الصحة

ومات في زنزانته عام 2018م  وقد كتب على جدار زنزانته :

( ستبقى أشباحنا تجول في فيينا وفي القصور والأمراء يرتجفون )

ودفن في مقبرة سان ماركو في البوسنة وتحديدا في سراييفو وكتب على قبره ( هذا قبر الذي أشعل الحربيين )

هو بطل قومي في صربيا حرر الدول السلافية ولا يتعدى كونه مجرد إرهابيا في النمسا تسبب في انهيار البلاد .

وقبره لايزال في مقبرة سان ماركو حتى اليوم.

شعلة النار الأبدية

وهي نصب تذكاري للضحايا العسكريين والمدنيين الذي قتلوا في الحرب العالمية الثانية في سراييفو

وقد شُيد عام 1946م في الذكرى السنوية الأولى لتحرير سراييفو وانهاء الاحتلال .

قد يهمكم المقال التالي: حقيقة معركة عين جالوت.

 

You might also like