أول قائد مسلم حارب الفرس

من هو أول قائد مسلم حارب الفرس

أول قائد مسلم حارب الفرس هو المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان وهو من العرب العدنانيين

وكان هو وأهله أهل ترحال لا مدن ولا ملك لهم يتنقلون في الجزيرة بحثا عن الكلأ والماء ويتبعون نظام القبيلة

العربية لغتهم والأوثان عبادتهم .

وكان يعيش في زمانه رجال يذكرهم التاريخ في صفحاته ومنهم هانئ بن قبيصة ( واقعة ذي قار )

ومنهم مرة بن ذهل بن شيبان وابنه جساس ( المتسبب في حرب البسوس ) وغيرهم من الرجال الذين هزموا الفرس وفتحوا العراق .

في هذه البيئة نمت نفس وروح المثنى نشأ غلى الإيمان بالمبدأ والجود بالنفس وعلى الصدق والصبر والتحمل

والشجاعة والتمرس على فنون القتال .

صفات المثنى بن حارثة وحاله في الجاهلية

كان المثنى أول قائد مسلم حارب الفرس يتصف بالكثير من الفات والخصال الحسنة بين قومه كريما ومحبا لقومه وكان شجاعا ومقداما لا يهاب الموت

وأكثر ما كان يتميز به هو رجاحة عقله وقدرته على إدارة المعارك بالطريقة التي يريدها

ويذكر أنه أغار ذات مرة على بني تغلب عند نهر الفرات وتغلب عليهم وقتل منهم من قتل وغرق من غرق في الفرات

وأذ منهم أموالهم ووزعها على أبناء قومه وأهله .

قصة المثنى بن حارثة مع النبي عليه لصلاة والسلام

نلخص لكم هنا قصة أول قائد مسلم حارب الفرس مع النبي صلى الله عليه وسلم المثنى بن حارثة، فقد

أرسله قومه على رأس وفد من بني شيبان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من كان شهما شجاعا قويا ومشهورا بحسن الرأي ، وفي هذا الوقت كان النبي عليه الصلاة والسلام يستقبل الوفود التي تأتي إلى مكة وعندما قابل الرسول بني شيبان كان المثنى هو سيدهم ومحدثهم دعاهم النبي للإسلام وطلب منهم النصرة حتى يبدأ بالجهر بدعوته

وقتها بنو شيبان أعجبهم ما قاله الرسول ولكنهم أوكلوا أمرهم إلى المثنى والذي بدوره قال للرسول :

( سمعت مقالتك واستحسنت قولك ولكننا علينا عهد من كسرى لا نحدث حدثا ولعل ما تدعونا إليه يكرهه الملوك )

لم يسلم بنو شيبان والمثنى وقد عذرهم الرسول في ذلك .

وفي العام التاسع للهجرة أراد المثنى الدخول في الإسلام غير أنه لم يلتقي برسول الله قبل وفاته

وذهب إلى المدينة المنورة وحارب المرتدين في البحرين وبرز اسمه من بين قادة الإسلام العسكريين .

المثنى والفرس

بعد أن أسلم المثنى بن حارثة كان يغير هو ورجاله على حدود الفرس القريبة منهم

فسمع أبو بكر الصديق  فقال عمر : من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه ؟

وقال له أبو بكر : أما إنه غير حامل الذكر ولا مجهول النسب إنه المثنى بن حارثة الشيباني

وأوكل إليه أبو بكر الصديق محاربة أهل الردة في البحرين وسرعان ما انتهى منهم

ثم توجه  إلى العراق بجيش عدده ثمانية آلاف مقاتل ليقاتل الفرس ويفتح البلاد

ومن شدة إعجاب أبو بكر فيه قد أوصى عمر بن الخطاب إن توفاه الموت أن ينتدب المسلمين للقتال مع المثنى

توالت معاركه التي دخل فيها ومن أهمها معركة  ” بابل “ومن بعدها معركة  ” قس الناطق ” والتي استخدم فيها الفرس الفيلة لقتال المسلمين وجرح المثنى في هذه المعركة واستشهد عدد كبير من المسلمين

وهو الذي قال :

سألوا البقية والرماح تنوشهم        شرقي الأسنة والنحور من الدم

فتركت في نقع العجاجة منهم       جزرا لساغبة ونسر قشعم

وفاة المثنى أول قائد مسلم حارب الفرس

سير عمر بن الخطاب جيشا بقيادة أبي عبيد بن مسعود لإمداد المثنى

فاجتمعوا وقاتلوا الفرس في معركة ” قس الناطق ”  استشهد فيها أبو عبيد وجرح المثنى جروحا

عديدة ومات على إثرها قبل معركة القادسية.

وكانت وصيته لسعد بن أبي وقاص قبل القادسية :

أن لا يقاتل العدو إذا اجتمع أمرهم وهم في دارهم ويقاتلهم على أدنى حجر من أرض العرب وأدنى حد من أرض الفرس

ثم يكون أعلم بسبيلهم وأجرا على أرضهم إلى أن يرد الله الكرة عليهم .

وقال ابن السراج :  أنه سمع عبد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن عدي الهاشمي يقول :

قُتل المثنى بن حارثة  سنة أربع عشر  للهجرة قبل القادسية .

قد يهمك المقال التالي: معركة القادسية.

You might also like