الإمام أبو حنيفة

نسب الامام أبو حنيفة النعمان

  • الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي، الإمام الأعظم فقيه العراق وإمام أصحاب الرأي. كان جده زوطى فارسي من الأثرياء والنبلاء، أسر ثم حرر وأسلم وحسن إسلامه وبقي ولاؤه لبني تيم، والتقى في الكوفة بعلي رضي الله عنه، وكذلك ولده ثابت كان على صلة طيبة بعلي رضي الله عنه ودعا له بالبركة في ذريته.

نشأة الإمام أبو حنيفة

  • ولد الإمام أبو حنيفة سنة ثمانين للهجرة في الكوفة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ونشأ في أسرة صالحة غنية.
  • نشأ الامام أبو حنيفة وعاش بالكوفة في بيت تجارة في أسرة صالحة غنية.، حفظ القرآن وأخذه عن عاصم، وكانت قد انتشرت في العراق الملل والنحل وظهرت الخوارج والشيعة والمعتزلة، فتوجه على العلم بعد أن خبر التجارة.
  • كان موته في رجب سنة خمسين ومائة رضى الله تعالى عنه، وعن ابن معين: سنة إحدى وخمسين، والصحيح الأول، وكان مولده في سنة ثمانين فتم له من العمر سبعون سنة.
  • حضر جنازته خلق كثير، ودقن ببغداد، وصلي عليه ست مرات لكثرة الزحام.

نبذة عن علم الامام ابي حنيفة

  • بعد حفظ الامام ابي حنيفة للقرآن صغيرا توجه لطلب العلم، ونتيجة للبيئة التي عاش فيها بالعراق التي جمعت الكثير من الفرق والتقاء الملل، وجد ضرورة التوجه لعلم الكلام، فأخذ يذاكر العلماء في مسائل العقائد من الخوارج والمعتزلة ويتعرف على ما عند الفرق.
  • ثم توجه لدراسة الفقه بعد ان حفظ بعض الحديث وعرف النحو والأدب فتكونت لديه ثقافة واسعة غذت فكره، وأقبل على الفقه والحديث بقلبه وعقله.
  • استنبط الامام أبو حنيفة في أحكام الفقه من الكتاب والسنة وآثار السلف، لا يخرج هما اتفقوا عليه.، واستفاد من بيئته الكوفة التي آل إليها علم علي وابن مسعود وطائفة من كبار الصحابة.
  • أخذ العلم عن شيوخ من نحل مختلفة وفرق متباينة، تعلم منهم الأخذ بالقياس والرأي في الدين والفقه، كما تلقى عن التابعين الأخذ بالآثار وعدم تجاوز النص، وتلقى من تلامذة ابن عباس علوم القرآن وفقهه مستغلا نفيه لست سنين إلى مكة.
  • مع اتصال الامام أبو حنيفة بفرق الشيعة الزيدية والإمامية، لم ينزع لآرائهم، وإنما أخذ محبته لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
  • جمع الامام أبو حنيفة فقه عمر المبني على المصلحة، وفقه علي في الاستنباط والغوص في حقائق الشرع، وعلم عبد الله بن مسعود في التخريج، وعلم ابن عباس في علم القرآن وفقهه.

شيوخ الامام أبي حنيفة

  •  رأى الصحابي أنس بن مالك غير مرة لما قدم عليهم الكوفة لأنه أدرك عصر الصحابة، ورأى أنس بن مالك قيل: وغيره. وذكر بعضهم أنه روى عن سبعة من الصحابة، فالله أعلم.
  • حدث عن نافع وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعطاء وعدي بن ثابت وسلمة بن كهيل وأبي جعفر محمد بن علي وقتادة وعمرو بن دينار وأبي إسحاق وخلق كثير.
  • وقد تفقه الامام أبو حنيفة على يد أستاذه حماد بن أبى سليمان وقد لازمه ثمانية عشر عاما حتى قال حماد (أنزفتنى يا أبا حنيفة)، وجلس بعده في مدلس الدرس في الكوفة.

تلامذة الامام أبي حنيفة

  • بعد وفاة شيخه حماد جلس الامام أبو حنيفة مجلسه، وصار الناس وطلاب العلم يغشون مجلسه، ويأخذون عنه من تجاربه وقوة جدله وبيان حجته، وكان يناضر ويناقش تلامذته.
  • تلامذة الامام أبي حنيفة منهم من كان يلازمه لفترة فيأخذ عنه ثم يغادرونه بما تلقوا من علمه، ومنهم من كانت ملازمته له دائمة حتى مات كأبي يوسف وزفر زغيرهم ما يقرب ستة وثلاثون تلميذا.
  • وممن روى عنه وأخذ منه: زفر بن الهذيل والقاضي أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني، ووكيع، وابنه حماد، وإبراهيم بن طهمان، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأسد بن عمرو القاضي، والحسن بن زياد اللؤلؤي، وحمزة الزيات، وداود الطائي، وعبد الرزاق، والحسن بن زياد اللؤلؤي ونوح الجامع وأبو مطيع البلخي وعدة.
تلامذة الإمام ابي حنيفة

صفات الامام أبي حنيفة

  • اتصف الامام أبو حنيفة بصفات جعلته في الذروة بين أهل العلم والتاريخ، فجمع صفات العالم الثبت الثقة بعيد التفكير.
  • كان الامام أبو حنيفة حسن الوجه، حسن النطق، قوى الحجة، شديد الذكاء، قوي الشخصية فطنا سريع البديهة شديد الكرم، طويل الصمت، دائم الفكر، زاهدا متعبدا، جهوري الصوت.
  • كان الإمام أبو حنيفة ضابطا لنفسه لا تعبث به الكلمات العارضة أو العبارات النابية، ذو نفس هادئة وقلب شاعر، عميق الفكر لا يقف عند ظاهر النص بل يبحث عن مراميه البعيدة، مخلصا في طلب الحق.
  • أحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام، وأحد أركان العلماء، وأحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتنوعة، وهو أقدمهم وفاة.
  • وكان الإمام أبو حنيفة إماما ورعا عالما عاملا متعبدا كبير الشأن لا يقبل جوائز السلطان بل يتجر ويتكسب.
  • وأكره الامام أبو حنيفة على القضاء حتى ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا.
  • وكان الإمام أبو حنيفة يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا.

مؤلفات الامام أبي حنيفة

قلة هي الكتب التي تنسب للإمام ابي حنيفة والسبب في قلة مؤلفات الامام أبي حنيفة هو أن العصر لم يكن عصر التدوين بالمعنى المعروف، وكثرة مشاغل الإمام بالدروس والتجارة، وكان تلامذته هم الذين يجمعون ويدونون ما يقول:

ومما ينسب للإمام ابي حنيفة عدد من المصنفات منها:

  • “الفقه الأكبر”، في العقيدة
  • – “الوصية”، وهي وصايا لأصحابه.
  • رسالة إبي حنيفة لثمان البتي، ينفي فيها الإرجاء.
  • مسند أبي حنيفة: أحاديث رواها أبو حنيفة بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أحد كتب الحديث النبوي.
  • – ” العالم والمتعلم”، يذكر فيها ثمرات العلم ونتائجه وما يسوغ للمتعلم ومالا يسوغ.

معيشة الامام أبي حنيفة

لم يقبل الإمام أبو حنيفة عطاء من أحد من الحكام أو من هو دونهم، ولم يأخذ شيئا من بيت المال مطلقا، وكان يعيش في بحبوحة من العيش من كسب التجارة التي كان يوكل بها أحيانا أو يشارك بها غيره مع متابعته لم حتى لا يدخل إليها شيئا من الحرام، واستمر بها إلى أن مات.

موقف الامام أبو حنيفة من السياسة

تعرض الامام أبو حنيفة مرتين للامتحان في موقفه من السياسة، مات في المرة الثانية:

  • الامتحان الأول لأبي حنيفة:

في خروج زيد بن علي بالكوفة على هشام بن عبد الملك، فقال أبو حنيفة مؤيدا لخروج زيد ومبينا عدم أحقية بني أمية في أمرة المؤمنين: ” ضاهى خروجه خروج رسول الله يوم بدر”، ولكنه لم يخرج معه بل أعانه بماله وأرسل له عشرة آلاف درهم، لكن أخمدت ثورت زيد وقتل، وقتل ابنه يحيى من بعده.

ولما كثرت الفتون على بني أمية جعل ابن هبيرة بعض الفقهاء على مناصب ليختبر ولاءهم لبني أمية، ورض القضاء على الامام أبي حنيفة لكنه أبى، فضربه بعد حبسه، ثم اضطر ابن هبيره أن يخلي سبيله، فغادر أبو حنيفة العراق وآوى إلى بيت الله الحرام وبقي فيه خمس سنين إلى أن استقام الأمر للعباسيين.

  • الامتحان الثاني لأبي حنيفة:

نقم الإمام أبو حنيفة من العباسيين بعد تأييده لهم بسبب خصومتهم مع أبناء علي وإيذاءهم لهم، حتى جاهر بوجوب نصرة إبراهيم النفس الزكية في خروجه على العباسيين، فصار يترصدونه في أقواله وفتاويه، ومع ذلك كان يقول الحق.

عرض عليه المنصور القضاء لكنه أبى، فأمر المنصور بحبسه وضربه كل يوم عشرة أسواط حتى أشرف على الموت فأخرجه ومنعه من الدرس والفتوى، ومات بعدها بقليل.

فضل الامام أبي حنيفة

ذكر جلال الدين السيوطي مبينا فضل الامام أبي حنيفة: ” قد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإمام أبي حنيفة في الحديث الذي أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس).

 أقوال العلماء في الامام أبي حنيفة

ظهرت حكمة الامام أبي حنيفة من خلال وصاياه لتلاميذ وأقواله ومن ذلك:

  • سئل يزيد بن هارون أيما أفقه الثوري أو أبو حنيفة فقال الامام أبو حنيفة أفقه وسفيان أحفظ للحديث.
  • وقال بن المبارك الامام أبو حنيفة أفقه الناس. وقال: ” ما رأيت في الفقه مثله”.
  • وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة. وقال: رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته
  • وقال يزيد ما رأيت أحد أورع ولا أعقل من أبي حنيفة.
  • قال أبو داود رحمه الله أن أبا حنيفة كان إماما.
  • وقال مكي بن إبراهيم: “كان أعلم أهل زمانه وما رأيت في الكوفيين أورع من الامام ابي حنيفة.
  • وقد كان يحيى بن سعيد يختار قوله في الفتوى، وكان يحيى يقول: لا نكذب الله! ما سمعنا أحسن من رأي الامام أبو حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله.
  • قال عبد الله بن داود الحريبي: ينبغي للناس أن يدعوا في صلاتهم للامام ابي حنيفة، لحفظه الفقه والسنن عليهم.
  • قال سفيان الثوري وابن المبارك: كان الامام أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه.
  • روى الخطيب بسنده، عن أسد بن عمرو: أن الامام أبا حنيفة كان يصلي بالليل ويقرأ القرآن كل ليلة، ويبكي حتى يرحمه جيرانه.
الامام ابي حنيفة
اقوال الامام ابي حنيفة

من أقوال الامام أبو حنيفة النعمان

  • رأى الامام أبو حنيفة ابنه الأكبر حمّاد يُناظر في علم الكلام فنهاه عن ذلك، فقال له ابنه حمّاد: كنتَ تناظر فيه والآن تنهانا عنه؟ فقال له أبوه -الامام أبو حنيفة – رحمه الله: (كنا نناظر وكأن على رؤوسنا من أقواله الرائعة كذلك قوله: (مثل من يطلب الحديث ولا يتفقه؛ كمثل الصيدلاني، يجمع الأدوية ولا يدري لأي داءٍ هي حتى يجيء الطبيب، هكذا طالب الحديث؛ لا يعرف وجه حديثه حتى يجيء الفقيه).

– كلامنا هذا رأي فمن جاءنا بخير منه تركنا ما عندنا إلى ما عنده، الطير مخافة أن يزل صاحبنا، وأنتم تناظرون وتريدون زلة صاحبكم، ومن أراد أن يزل صاحبه فقد أراد أن يكفر صاحبه؛ فقد كفر قبل أن يكفر صاحبه).

قصص ذكاء الإمام أبو حنيفة

عرف الإمام ابو حنيفة بذكائه وجاءت القصص الكثيرة التي تحدثت عن ذكائه وفطنته وعقله الراجح فعندما ظهر الخوارج في الكوفة قالوا للامام ابو حنيفة تم ايها الشيخ من كفرك فقال لهم : انا تائب الى الله من كل كفر فعندما سمعوا منه ذلك تركوه ولكن قيل لهم انه قد يقصد بانه تاب مما هم عليه فعادوا اليه مرة اخرى وقال احدهم له : اتبت من الكفر ام مما نحن عليه؟

فقال له : اتقول هذا بظن ام بعلم؟ فعندما قال له انه مجرد ظن فاخبره بقول الله تعالى : “يايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم” واخبره بأن يتوب من كفره اولا وبالفعل اعترف الرجل بذلك وقال انه تائب من كفره وبعد عن علموا بان الذنب لا يكفر احدا عادوا اليه للمرة الثالثة فسألوه عن جنازتان على باب المسجد احدهما لرجل غرق وهو يشرب الخمر اما الاخرى فلسيدة زنت وعندما علمت بحملها قتلت نفسها فسالهم من أي ملة هل من الملة اليهودية

قالوا : لا

قال أمن النصارى ؟ قالوا : لا

قال أمن المجوس ؟ قالوا: لا بل من الملة التى تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فسألهم عن الشهادة كم هي من الايمان ؟ اهي نصفه او ربعه او ثلثه ؟ فقالوا: لا هذا ولا ذاك بل هي الايمان كله فقال لهم : ما سؤالكم اياي عن قوم اقررتم انهما كانوا مؤمنين؟ فسألوا امن الجنة ام من النار؟ فجاء رده حكيما فقال: اقول فيهما ما قال ابراهيم عليه السلام في قوم كانوا اعظم جرما: ” رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم” واقول فيهما ما قال نبي الله عيسى في قوم كانوا اعظم منهم جرما: “إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم” واقول فيهما كما قال نوح : ” ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين”

مخالفة الامام أبو حنيفة لأستاذه الامام الصادق

جميع الائمة يعرفون قدر الامام الصادق ومنزلته الدينية والعلمية ويعرفون انه من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفيده ومن المؤكد ان كل علم له واخذ به كان عن طريق الوحي الذي نزل على سيدنا محمد اي انه كلام موثوق به ومنزه عن اي خطأ فسند الاحاديث متصلة بالوحي ومع ذلك نجد ان الامام ابي حنيفة رغم انه تتلمذ على يد الامام الصادق الا انه لم يتبع منهجه وقد كان الامام ابو حنيفة يقول بفصيح اللسان ” لولا السنتان لهلك النعمان” ورغم ذلك خالفه

الامام البخاري والامام أبو حنيفة

لم يرو الامام البخاري عن الامام ابي حنيفة والسبب وراء ذلك قد يكون عدم ادراكه له فقد ولد الامام البخاري عام 194 هجريا أي بعد ان توفى الامام أبو حنيفة بأربع واربعون عاما وهذا هو السبب وراء عدم ذكر الامام البخاري للإمام أبو حنيفة وليس هو وحسب بل انه أيضا لم يذكر الامام الشافعي لأنه لم يدركه مثل أبو حنيفة.

قد يهمك : معاوية بن ابي سفيان.

You might also like