الإمام الشافعي

نسب الشافعي ومولده

  • الإمام الشافعي هو أبو عبد الله، محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي المطلبي رحمه الله، يلتقي نسبه مع الرسول صلّى الله عليه وسلم في جده عبد مناف.
  • أم الإمام الشافعي فاطمة بنت عبد الله الأزدي، من اليمن، وقيل هي قرشية من نسل علي.
  • ولد الإمام الشافعي في غزة بفلسطين الشام عام 150هـ، وهو عام وفاة أبي حنيفة.
  • توفي الشافعي في مصر في آخر رجب يوم الجمعة سنة 204هـ، وعمره 54 سنة، ودفن بالقرافة بعد العصر من يومه، رحمه الله، قيل أن المتشددين من أتباع مالك ضربوه فمات متأثرا بذلك، وقيل مات بمرض البواسير.
نسب الشافعي ومولده

نشأة الإمام الشافعي

  • بعد موت أبيه في غزة وبعد سنتين من ميلاده، حملته أمه إلى مكة موطن آبائه خشية ضياع نسبه، فنشأ بها يتيما فقيرا.
  • خرج إلى البادية ولازم هذيلا وكانت أفصح العرب، فحفظ أشعارهم، ونبغ في العربية والأدب، حتى قال الأصمعي عنه: «وصححت أشعار هذيل على فتى من قريش يقال له: محمد بن إدريس، فكان بذلك إماماً في العربية وواضعاً فيها.
  • تعلم الرماية في البادية حتى صار إذا رمى من السهام عشرا أصابت كلها، حتى قال: “كانت همتي في شيئين: في الرمي والعلم”.
  • رحل بين مكة والمدينة وبغداد ومصر طالبا للعلم وناشرا له حتى مات في مصر، وأذن له بالفتيا وهو ابن عشرين.

علم الإمام الشافعي

  • أوتي الإمام الشافعي من أسباب العلم ما جعله في منزلة سامية، ومن أهم أسباب تميزه، مقامه بمكة، ورحلاته في طلب، العلم وتفرغه للعلم، وإدراكه لشرف العلم ثم أن عصره كان عصر ازدهار العلم.
  • حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، قالوا عنه: “إذا أخذ الشافعي في التفسير كان كأنه شاهد التنزيل”، وفي مكة اتجه لتلقي الحديث عن شيوخ الحديث فروى أحاديث التابعين الذين بمكة، وكان حريصا على حفظها وكتابتها، كما تعلم الفصاحة والأشعار في هذيل.
  • اطلع الإمام الشافعي على فقه مالك قبل أن يذهب إليه في المدينة من خلال قراءة كتابه الموطأ وأول ما لقيه: قال له: اتق الله واجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن من الشأن، إن الله قد ألقى في قلبك نورا قلا تطفئه بالمعصية”.
  • قرأ الإمام الشافعي على مالك الموطأ في أيام يسيرة، ولازمه تسع سنين وعاش في كنفه، وفي ذات الوقت كان يخرج للبادية يدرس القبائل العربية.
  • ارتحل إلى اليمن، فولي عملاً فيها، ونشر لواء العدل فيها، وسد باب التقرب للولاة ومصانعته
  • ثم ارتحل إلى بغداد فأخذ عن محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة كتب فقهاء العراق، وكانت له مناظرات معه، سر منها الرشيد وبذلك اجتمع له الفقه الحنفي والفقه المالكي.
  • أقام في مكة تسع سنين يعلم الناس فقها وعلما لم يألفوه من قبل، مع أنه لا يخرج في الدراسة الفقهية في ظل القرآن والسنة.
  • جادل منكري الاحتجاج بخبر الآحاد دفاعا عن الحديث حتى سمي ناصر السنة، وناظر العلماء في عصره، وترك ثروة علمية كبيرة في مختلف العلوم، وكان اول من كتب في علم الأصول كتابه “الرسالة”.

قد يهمك: الإمام احمد بن حنبل

علم الإمام الشافعي

شيوخ الإمام الشافعي

رحل الإمام الشافعي إلى المدينة وبغداد واليمن، واسترعى نظر كل العلماء بعلم الأصول الذي جاء به وأخذ عن أكابر علماء عصره، منهم:

  • تتلمذ في مكة على مفتيها مسلم بن خالد الزنجي، حتى أذن له بالإفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة، كما أخذ عن سفيان بن عيينة وداوود بن عبد الرحمن العطار، وسعيد بن سالم القداح.
  • ثم ارتحل إلى المدينة، فتفقه على مالك بن أنس، وسمع منه الموطأ، وحفظه في تسع ليال، كما أخذ من علماء المدينة إبراهيم بن سعد الزهري، إبراهيم بن محمد الأسلمي وغيرهم.
  • ومن علماء اليمن أخذ عن مطرّف بن مازن الصنعاني وهشام بن يوسف قاضي صنعاء، ويحيى بن حسان التنيسي البكري وغيرهم.
  • وروى الحديث أيضاً عن سفيان بن عيينة، والفضيل ابن عياض، وعمه محمد بن شافع وغيرهم.
  • وفي العراق أخذ المذهب الحنفي عن محمد بن الحسن الشيباني في بغداد، كما أخذ عن وكيع بن الجراح وحماد بن أسامة بن زيد وغيرهم

تلاميذ الإمام الشافعي

كثر تلاميذ الإمام الشافعي وأتباعه في الحجاز والعراق ومصر وغيرها من البلاد الإسلامية، نذكر منهم:

  • أحمد بن حنبل: لقيه في مكة وبغداد، وأخذ عنه فقهه وأصوله، وبيانه ناسخ القرآن ومنسوخه ورو عنه كتابه الحجة في الفقه القديم.
  • والزعفراني: الحسن بن محمد لن الصباح، روى أيضا كتاب الحجة للشافعي، وكتن وأنفسهم رواية له.
  • الحارث بن أسد المحاسبي، أحد مشايخ التصوف.
  • يوسف بن يحيى البويطي، أبو يعقوب: استخلفه الإمام الشافعي في حلقته، له مختصر مشهور اختصره من كلام الشافعي، توفي وهو مسجون ببغداد بسبب فتنة القول بخلق القرآن.
  • أبو إبراهيم، إسماعيل بن يحيى المزني: قال عنه الشافعي: “المزني ناصر مذهبي” ، له في مذهب الشافعي كتب كثيرة، منها المختصر الكبير المسمى المبسوط، والمختصر الصغير. أخذ عنه كثير من علماء خراسان والعراق والشام، وكان عالماً مجتهداً.
  • الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي، أبو محمد، راوي الكتب، كان مؤذناً بجامع عمرو بن العاص، صحب الشافعي طويلاً، حتى صار راوية كتبه، وعن طريقه وصلنا: الرسالة والأم وغيرهما من كتب الإمام. وتقدم روايته على رواية المزني إن تعارضتا.
  • حرملة بن يحيى بن حرملة: روى عن الشافعي من الكتب مالم يروه الربيع.
  • محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: كان تلميذ الشافعي وأحد تلامذة مالك، كان أهل مصر لا يعدلون به أحداً، وكان الشافعي يُحبه ويوده، ثم ترك مذهبه إلى مذهب مالك؛ لأن الشافعي لم يخلفه في حلقته، ولأنه مذهب أبيه.
تلامذة الإمام الشافعي

صفات الإمام الشافعي

اتصف الإمام الشافعي بصفات خَلقية وخُلُقية منها:

  • كان الإمام الشافعي أسمر إلى الطول أقرب.
  • قويا في إدراكه العلمي، وذو ذاكرة واعية حافظة، قرأ الموطأ فحفظه قبل أن يلقى مالك، حاضر البديهة عميق الفكرة، قوي البيان واضح التعبير، قوي الفراسة، مخلصا في طلب الحقائق فناظر شيوخه ميلا مع الحق.
  • كان مجتهداً مستقلاً مطلقاً، إماماً في الفقه والحديث والأصول، جمع فقه الحجازيين والعراقيين.

أهم كتب الإمام الشافعي

نورد لكم أشهر مؤلفات الإمام الشافعي كما يلي :

  • الحجة: كتاب ألفه في بغداد، ضمن فيه مذهبه القديم 
  • الرسالة: أول مدون في علم أصول الفقه، ورواها عنه تلميذه الزعفراني، ويعد به الشافعي أول من دوّن في علم الأصول وكتب المذهب كثيرة.
  • الأم: ويسمى المبسوط، وهو عدة كتب شملت أكثر ما روي عنه في الفروع في فقه مذهبه الجديد، ألفه في مصر عام 200هـ.
  • وله كتب ورسائل كثيرة منها: اختلاف الحديث، أحكام القرآن، جماع العلم، اختلاف العراقيين، صفة الأمر والنهي، الرد على محمد بن الحسن، فضائل قريش، وغيرها.

قد يهمك: الامام ابو حنيفة

من مؤلفات الشافعي

محنة الإمام الشافعي

  • ولي نجران وال ظالم، فكان الشافعي يأخذ على يده ويمنع ظلمه أن يصل إلى من تحت إدارته، وكان يسلقه بلسانه وينقده، فأخذ الوالي يكيد للإمام الشافعي، فاتهم ذلك الوالي للعباسيين أن الشافعي من العلوية لمحبة الشافعي لآل البيت، فأرسل بكتاب إلى هارون الرشيد: ” إن تسعة من العلوية تحركوا وإني أخاف أن يخرجوا، وان هاهنا رجلا من ولد شافع المطلبي لا أمر لي معه ولا نهي، يعمل بلسانه ما لا يقدر المقاتل بسيفه”.
  • سيق الشافعي بسبب ذلك مكبلا بالحديد إلى بغداد سنة 184 للهجرة وكان عمره أربع وثلاثين سنة، فنجا عندما مثل أمام الرشيد لفصاحته وقدرته على البيان، ولشهادة محمد بن الحسن له. وكان قاضيا لبغداد في ذلك الوقت.

أقوال في فضل الشافعي

شغل الإمام الشافعي الناس بعقله وبلاغته وعلمه، وأثنى عليه شيوخه وتلامذته وقرناؤه، ومما قيل فيه:

  • قال شيخه عبد الرحمن بن مهدي بعد أن قرأ رسالته في الأصول: “هذا شاب مفهم”.
  • ü    قال عنه مالك وقد سمعه يقرأ عليه الموطأ: إن يك أحدٌ يفلح فهذا الغلام.
  • قال تلمذه أحمد بن حنبل: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة رجلا يقيم لها أمر دينها)، فكن عمر بن عبد العزيز على رأس المائة، وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى.
  • قال محمد بن عبد الله بن الحكم أحد تلامذة الشافعي: “لولا الشافعي ما عرفت كيف أرد على أحد، فكان صاحب سنة وأثر وفضل وخير مع لسان طويل وعقل صحيح رصين”.
  • قال فيه أحمد: “كان أفقه الناس في كتاب الله وسنة رسوله”، وقال عنه أيضاً: “مامن أحد مسَّ بيده محبرة وقلَماً، إلا وللشافعي في عنقه منَّة”.
  • ü    وقال عنه طاش كبري زاده في مفتاح السعادة: “اتفق العلماء من أهل الفقه والأصول والحديث، واللغة والنحو وغير ذلك، على أمانته وعدالته وزهده، وورعه وتقواه وجوده، وحسن سيرته، وعلو قدره، فالمطنب في وصفه مقصر، والمسهب في مدحته مقتصر”.
  • قال إسحاق بن راهويه: “ما كنا نعرف قبل الشافعي ما الناسخ والمنسوخ”.
  • قال الإمام أحمد: “كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس”، وقيل: إنه هو “إمام قريش الذي ذكره النبي بقوله: عالم قريش يملأ الأرض علما”.

ديوان شعر الإمام الشافعي

  • كان الإمام الشافعي فصيحا بليغا أديبا شاعرا، تعلم ذلك وهو صغير في البلدية عند ملازمته لهذيل.
  • كتب الإمام الشافعي أشعارا في الحكمة والدعاء ومناجاة الخالق، والدعاء والاستغفار والتندم على المعاصي، انتشر شعره وما زال بين الناس يتداولونها في مجالسهم.
  • يتميز الشافعي في شعره عن الشعراء أنه لم يكن يقصد التكسب من وراء شعره، ولم يتزلف به للحكام والولاة وأصحاب المال.
ديوان شعر الإمام الشافعي

وصايا الإمام الشافعي

وقد اوصى الامام الشافعي بعدة وصايا فقال:

  • ان للعقل حدا ينتهي اليه كما للبصر حدا ينتهي اليه
  • بالطب فقال لا اعلم علما بعد الحلال والحرام انبل من الطب الا ان اهل الكتاب قد غلبونا عليه
  • مرض الحبيب فعدته فمرضت من حذري عليه شفي الحبيب فعادني فبرئت من نظري اليه
  • اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
  • كلما ادبني الدهر اراني نقص عقلي واذا ما ازددت علما زادني علما بجهلي
  • من لم يذق ذل مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طوال حياته
  • من احب ان يقضى له بالحسنى فليحسن الظن بالناس
  • استعينوا على الكلام بالصمت وعلى الاستنباط بالفكر
  • اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل
  • من حضر مجلس العلم بلا محبرة وورق كان كمن حضر الطاحون بغير قمح

مواعظ الامام الشافعي

  • قال الشافعي في المروءة : لو علمت ان شرب الماء البارد ينقص مروءتي ما شربته الا حارا
  • قال في التكبر : التكبر من اخلاق اللئام
  • قال رحمه الله في الباطل : ان من تزين بباطل هتك الله ستره
  • قال في وصف العلماء: رتبة العلماء التقوى وحليتهم حسن الخلق وجمالهم كرم النفس
  • قال للربيع في شأن العلم : لو قدرت ان اطعمك العلم لأطعمتك وقال ايضا : العلم ما نفع ليس ما حفظ
  • قال الشافعي عن التقوى : من لم تعزه التقوى فلا عز له
  • قال الشافعي في حب الدنيا : من ادعى انه جمع بين حب الدنيا وحب خالقها في قلبه فقد كذب
  • قال في الخوف من الله : على قدر علم المرء يعظم خوفه فلا عالم الا من الله خائف وآمن مكر الله بالله جاهل وخائف مكر الله بالله عارف
  • وقال عن العاقل : ليس العاقل الذي يدفع بين الخير والشر فيختار الخير ولكن العاقل الذي يدفع بين الشرين فيختار ايسرهما
  • قال الشافعي رحمه الله : اذا ثبت الاصل في القلب اخبر اللسان عن الفروع
  • قال في رفعة القدر : ارفع الناس قدرا من لا يرى قدره واكثرهم فضلا من لا يرى فضله
  • قال رحمه الله : من استغضب فلم يغضب فهو حمار ومن استرضى ولم يرضى فهو شيطان
  • سؤل الشافعي عن كثرة امساك العصا رغم قوته قال : لاتذكر انني مسافر
  • قال الشافعي : اشد الاعمال ثلاثة : الجود من القلة والورع في الخلوة وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف

وفاة الامام الشافعي

قيل في الامام الشافعي انه مات مقتولا على يد المالكية حيث قاموا بضربه ضربا قاسيا وتوفى عن عمر يناهز ال 54 عاما ودفن في مصر ولكن قال آخرون انه مات بسبب مرض سبب له نزيف ودخل المزني عليه في مرضه وقال له : كيف اصبحت الآن يا استاذي

فرد الشافعي : اصبحت من الدنيا راحلا ولاخواني مفارقا ولكأس المنية شاربا وعلى الله واردا ولسوء عملي ملاقيا ثم رفع راسه للسماء وانشد قائلا :

اليك اله الخلق ارفع رغبتي … ان كنت يا ذا المن والجود مجرما

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي …. جعلت الرجا مني لعفوك سلما

تعاظمني ذنبي فلما قرنته … بعفوك ربي كان عفوك اعظما

فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل … تجود وتعفو منة وتكرما

فلولاك لم يصمد لابليس عابد …. فكيف وقد اغوى صفيك آدما

فياليت شعري هل اصير لجنة … اهنا واما للسعير فأندما

فلله در العارف الندب انه …. تفيض لفرط الوجد اجفانه دما

يقيم اذا ما الليل مد ظلامه … على نفسه من شدة الخوف مأتما

You might also like