الإمام مالك بن أنس

نسب الإمام مالك ومولده

  • الإمام مالك بن أنس هو أبو عبد اللَّه مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي، المدني، إمام دار الهجرة، وأحد أئمة المذاهب المتبوعة، وهو من تابعي التابعين.
  • ولد في مالك من ابوين عربيين من قبائل يمنية في المدينة المنورة وقيل بذي المروة، سنة ثلاث وتسعين للهجرة، وأمه العالية بنت شريك الأزدية.  
  • مرض الإمام مالك بن أنس اثنين وعشرين يوما ثم توفي بالمدينة في صفر سنة تسع وسبعين ومائة للهجرة ودفن في البقيع.

قد يهمك: علاقة علي بالخلفاء الراشدين

نسب الإمام مالك ومولده

نشأة الإمام مالك وعلمه

  • نشأ الإمام مالك بن انس في المدينة مهد العلم في بيت علم وبيئة مهتمة في علم الحديث، حيث المدينة فيها التابعين وما حملوه من الصحابة من علوم، وكان جده مالك من كبار علماء التابعين.
  • حفظ القرآن صغيرا ثم اتجه إلى حفظ الحديث، وطلب من أمه أن يذهب لمجالس العلم فيكتب عن العلماء، فألبسته العمامة وأجمل الثياب وقالت: “اذهب الآن واكتب”، وقالت له: “اذهب إلى ربيعة فتعلم من علمه قبل أدبه”.
  • أخذ فقه الرأي عن ربيعة الرأي، ولازم ابن هرمز الفقيه، يقول مالك: “جالست ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، في علم لم أبثه لأحد من الناس”.
  • جد في طلب العلم حديثا وفقها وفتاوى الصحابة والآثار والرواية، ولم يدعر في سبيل تحصيله الجهد والمال، متحملا حر النهار وبرد الشتاء.
  • جلس في المسجد النبوي حيث كان يجلس عمر للقضاء والفتيا وحيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع فراشه عند الاعتكاف، جلس هناك للدرس والإفتاء بعد أن أكمل دراسة الفقه والحديث، وبعد أن شهد له أهل الفضل أنه أهل لذلك، وكان درسه درس للحديث وآخر للمسائل والفتيا.
  • كان لا يجيب إلا عن المسائل الواقعة، وكان يكتب الإجابة عن المسائل، وفي كثير منها يقول ” لا أدري”، وخصص أياما للحديث وأياما للفتيا.
  • ·        النبوي، ولما مرض نقل الدرس إلى بيته، احتراما لمسجد رسول الله إذ مرض بسلس البول، ولما أشتد به المرض انقطع عن الخروج للناس لكن لم ينقطع عن الدرس.
  • كان مجلسه مجلس وقار وعلم، وكان رجلاً مهيباً نبيلاً، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت، وإذا سُئل عن شيء فأجاب سائله لم يقل له من أين هذا.
  • لم يترك الإمام مالك بن أنس قواعد وأصول للمذهب وغنما أخذ تلامذته من أقواله وفقهه منهاجه والأصول التي اعتمدها في استنباط الأحكام.

صفات الإمام مالك بن أنس

اشتهر الإمام مالك بن أنس بمجموعة من الصفات الخَلقية والخُلُقية من أهمها:

  • طويلا جسيما، أبيض إلى الشقرة أقرب، حسن الصورة، أصلع أعين، ازرق العينين، عظيم اللحية عريضها، وكان لا يخضب شره، ويأخذ أطراف شاربه ولا يحفيه ولا يحلقه.
  • قوة الحفظ: إذ كان يستمع للشيء بحرص فيعيه وعيا تاما، وتعرض على سمعه الأحاديث مرة واحدة فيأتي في اليوم التالي وقد حفظها، ورغم حفظه الغزير إلا أنه لم يكن يحدث إلا بما يرع في التحديث به مصلحة.
  • الصبر على الفقر وطلب العلم، فكان يطوف على بيوت العلماء في حر الظهيرة أو البرد، وينتظرهم عند الباب حتى يخرجوا فيتبعهم رغم حدة بعض مشايخه.
  • شديد الذكاء وذو فراسة وهيبة ووقار، يهابه التلاميذ والحكام.
  • مصدر رزقه ومعيشته: كان الإمام مالك يعمل بالتجارة، فقد قال تلميذه ابن القاسم: “إنه كان لمالك أربعمئة دينار يتجر بها، فمنها كان قوام عيشه”، كما كان يقبل هدايا الحكام والولاة.
  • عن ابن سلمة الخزاعي قال: كان مالك إذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، – فقال: أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ورعه: وعن عبد الرحمن بن مهدى قال: كنا عند مالك فجاء رجل، فقال: يا أبا عبد اللَّه جئتك من مسيرة ستة أشهر حملني أهل بلدي مسألة أسألك عنها، فقال: فسل، فسأله، فقال: لا أحسن، فقُطِع بالرجل، كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء، قال: وأي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم، فقال؟ قل: قال لي الإمام مالك بن أنس لا أحسن.
صفات الإمام مالك

شيوخ الأمام مالك

  • أخذ الإمام مالك بن أنس على تسعمائة شيخ، منهم ثلاثمائة من التابعين، وستمائة من تابعيهم ممن اختاره، وارتضى دينه وفقهه، وقيامه بحق الرواية وشروطها، وخلصت الثقة به، وترك الرواية عن أهل دين وصلاح لا يعرفون الرواية.
  • أول شيوخه ابن هرمز، ونافع مولى ابن عمر، وزيد بن أسلم ومحمد بن المنكدر، وأبا الزبير، وابن شهاب الزهري، وعبد اللَّه ابن دينار، وأبا حازم، وأبا أيوب السختياني وربيعة الرأي وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وخلائق آخرين من التابعين.

تلاميذ الإمام مالك

أخذ العلم عن مالك خلق كثير رووا عنه الحديث والفقه:

  • روى عنه يحيى بن أبي كثير ويحيى بن سعيد وزيد بن لأبي أنيسة وعمر بن محمد بن زيد، والزهري، وعمه أبو سهيل، وجميعهم من شيوخه.
  • كما روى عنه ابن جريج، ويزيد بن عبد اللَّه بن الهادي، والأوزاعي، والثوري، وابن عيينة، وشعبة، والليث بن سعد، وابن المبارك، وابن علية، والشافعي، وابن وهب، وغيرهم كثير

قد يهمك: الإمام الشافعي

تلامذة الإمام مالك

كتب ومؤلفات الإمام مالك:

لم يترك الإمام مالك بن أنس مصنفات كثيرة، وإنما ألف الموطأ وبعض الرسائل:

  • الموطأ: من أشهر كتب الحديث وأولها، جمع فيه الحديث والفقه، وشرح الموطأ شروحا كثيرة.
  • رسالته إلى ابن وهب، في الرد على القدرية.
  • كتابه في النجوم وحساب مدار الزمن ومنازل القمر.
  • رسالته إلى القضاة، في الأقضية.
  • رسالته إلى محمد بن مطرف، في الفتوى.
  • ورسالته إلى هارون الرشيد في الآداب والمواعظ.
  • نقل عنه تلامذته ودونوا أقواله وفقهه، ومن ذلك كتاب السير من رواية القاسم عنه.

أقوال العلماء في الإمام مالك بن أنس

نورد لكم أشهر أقوال العلماء في الإمام مالك بن أنس في بيان فضله وعلمه كما في النقاط التالية:

  • يروي الثقات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم – وفي رواية أفقه- من عالم المدينة)، يسوق علماء المالكية هذا الحديث للدلالة على فضل الإمام مالك.
  • قال البخاري: أصح الأسانيد: “مالك عن نافع عن ابن عمر”.
  • قال الشافعي: لولا مالك وسفيان ابن عيينة لذهب علم الحجاز.
  • وقال: “إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد التابعين”.
  • وقال أيضًا: مالك معلمي، وعنه أخذنا العلم.
  • كان مالك إذا شك في شيء من الحديث تركه كله.
  • قال وهب بن خالد: ما بين المشرق والمغرب رجل آمن على حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مالك.
  • قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه، قال: يحفظ حديث مالك، قيل: فالرأي، قال: رأى مالك.
  • قال النووي: “أجمعت طوائف العلماء على إمامة مالك وجلالته، وعظيم سيادته وتبجيله وتوقيره، والإذعان له في الحفظ والتثبت، وتعظيم حديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه”.
  • أخرج البخاري عن يحيى بن سعيد القطان قال: مالك أمير المؤمنين في الحديث.

قد يهمك: الامام احمد بن حنبل

من أقوال العلماء في بيان فضل الامام مالك وعلمه

محنة الإمام مالك وعلاقة الإمام مالك بالحكام

  • اعتزل الإمام مالك بن أنس السياسة العملية ولم يدع على فتنة ولم يمالئ ظالما، وإنما التزم الفتوى والدرس، ومع ذلك تعرض لمحنة من بني العباس حتى ضرب بالسياط وخلع كتفاه، والسبب في ذلك أنه كان يحدث بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس على مستكره طلاق)، فشاع هذا بين الناس وروج أهل الفتن بأن هذا حجة لبطلان بيعة أبي جعفر المنصور، فنهي الإمام مالك أن يحدث بهذا الحديث، فسئل عنه فحدث به أمام الناس، فعذب.
  • لما حضر أبو جعفر إلى الحجاز، أرسل إلى مالك يعتذر إليه، قال الإمام مالك: لما دخلت على أبي جعفر، وقد عهد إلي أن آتيه في الموسم، قال لي: «والله الذي لا إله إلا هو ما أمرتُ بالذي كان ولا علمتُه، إنه لا يزال أهل الحرمين بخير ما كنتَ بين أظهرهم، وإني أخالك أماناً لهم من عذاب، ولقد رفع الله بك عنهم سطوة عظيمة، فإنهم أسرع الناس إلى الفتن، وقد أمرت بعد والله أن يؤتى به من المدينة إلى العراق على قتب، وأمرت بضيق محبسه والاستبلاغ في امتهانه، ولا بد أن أنزل به من العقوبة أضعاف ما لك منه»، فقلت: “عافى الله أمير المؤمنين وأكرم مثواه، قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته منك”، قال: “فعفا الله عنك ووصلك”.

قصة والد الامام مالك بن انس

انها قصة تلخصت في جملة واحدة ” لعل الخير يكمن في الشر ” اراد رجل يسمى مالك الزواج من امرأة ذات حسن وجمال فاراد امرأة تسر العين وعندما تزوج كشف عن وجه امرأته اذا بها ذات بشرة سوداء وليست ذات ملامح جميلة كما كان يحلم فهجرها في ليلة زفافها واستمر هذا الهجران الى ان ذهبت زوجته اليه وقالت له جملة واحدة” يا مالك لعل الخير يكمن في الشر” فاتم زواجه بها ولكنه ظل بداخله شيئا يمنعه عنها ولازال غير راض او راغب في شكلها فهجرها مرة ثانية ولكن طالت مدة الهجر هذه المرة فقد وصلت المدة الى عشرين عاما ولكنه لم يدري ان امرأته انجبت منه

عاد مالك الى المدينة بعد عشرين عاما ودخل الى المسجد ليصلي فسمع امام يلقي درسا وانبهر بما قاله ذلك الامام واعجب به فسأل احد الحاضرين عن اسمه قال انه الامام انس ابن رجل هجر المدينة منذ عشرين عاما وهذا الرجل يدعي مالك

فذهب له مالك وقال له سأذهب معك الى البيت ولكني سأقف على الباب وقل لامك هناك رجل امام البيت يقول لك : لعل الخير يكمن في الشر

فعندما اخبر امه فرحت كثيرا وقالت له : انه والدك واتى بعد غياب ولم تخبره عن هجرانه لها او تذكره بسوء

بينت تلك القصة مدى الخصال الطيبة التي تحلت بها زوجة الامام مالك فلم تدس في نفس ابنها الكراهية لوالده بل انها كانت نعم الزوجة الصالحة وربت ولدها على المبادئ والاخلاق الكريمة ليس هذا فقط بالاضافة الى ما هو اهم وهو ان كل ما تظنه شرا قد يكون خيرا لك فأمر المؤمن كله خير والله تعالى اعلم بما في صالح الانسان فلا يعلم الغيب الا الله

أشهر أقوال الامام مالك

من أشهر أقوال الامام مالك بن انس ما يلي:

  • من عد كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه
  • التواضع في التقى والدين لا في اللباس
  • السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
  • ما زهد احد في الدنيا الا انطقه الله بالحكمة
  • ادب الله القرآن وادب رسوله السنة وادب الصالحين الفقه
  • اذا مدح الرجل نفسه ذهب بهاؤه
  • من وصايا مالك لرجل : اوصيك ان تعمل صالحا وتأكل طيبا
  • الحكمة نور يقذفه الله في نفس العبد
  • وكل شئ ينفع فضله الا الكلام
  • ليس العلمم بكثرة الرواية انما العلم نور يضعه الله في القلوب
  • ينبغي للقاضي الا يترك مجالسة العلماء وكلما نزلت به نازلة ردها اليهم وشاورهم
  • اذا ظهر الباطل على الحق كان الفساد في الارض وقليل الباطل وكثيره هلكة وان لزوم الحق نجاة
  • لا يصلح المرء حتى يترك ما لا يعنيه فاذا كان كذلك اوشك ان يفتح الله تعالى قلبه له
  • لكل شئ دعامة ودعامة المؤمن عقله فبقدر من يعقل يعبد ربه
  • ما تعلمت العلم الا لنفسي وما تعلمت ليحتاج الناس الي
  • تعلموا الحلم قبل العلم
  • الحكمة : التفكير في امر الله تعالى والاتباع له
  • العلم نور لا يأنس الا بقلب تقي خاشع
  • ان المؤمن حسن المعونة ، يسير المؤونة والفاجر بضده
  • لا يستكمل الرجل الايمان حتى يحز لسانه
  • تعلموا من العلم حتى لبس النعل
  • جنة العالم لا ادري ، فاذا اغفلها اصيبت مقاتله
  • كثرة الكلام تمج العلم وتذله وتنقصه
  • لا تسأل عما لا تريد فتنسى ما تريد فانه من اشترى ما لا يحتاج اليه باع ما يحتاج اليه

You might also like