الاحتفال برأس السنة

مقدمة حول الاحتفال برأس السنة

عيد رأس السنة من الأيام التي يتحضر الناس للاحتفال به، ويأخذ اهتمام كبيرا في كثير من المجتمعات بل الدول، وفي هذا المقال سنذكر حكم الاحتفال برأس السنة، وأقوال العلماء في ذلك.

تاريخ الاحتفال بعيد رأس السنة

عيد رأس السنة والاحتفال به موروث قديم كان لدى الحضارات القديمة، حتى قبل ميلاد المسيح عليه السلام، حيث كان يرتبط بمناسبة فلكية أو موسم معين زراعي أو غيره، ويعتقد أن أقدم من احتفل بهذه المناسبة هم البابليين قبل أربعة آلاف سنة، حيث يعتبرون الاعتدال الربيعي هو بداية السنة عندهم، بينما يبدأ السنة عند المصريين القدماء مع فيضان نهر النيل بحيث يتزامن هذا الحدث مع سطوع نجم لامع، بينما الصينيون فاحتفالهم برأس السنة يكون باكتمال القمر بعد الانقلاب الشتوي.

حكم الاحتفال برأس السنة

كلما اقترب وقت نهاية السنة يتساءل الماس ما حكم الاحتفال بالكريسماس، وهل يجوز الاحتفال بعيد رأس السنة؟  

لذا لبيان ذلك لا بد من ذكر أقوال العلماء في الاحتفال برأس السنة الميلادية.

العلماء في ذلك على قولين:

الرأي الأول: قالوا بحرمة الاحتفال برأس السنة، وقالوا جوابا للسؤال لماذا لا يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية، بأنه عيد لغير المسلمين، والدليل على تحريم الاحتفال بالكريسماس من القرآن والسنة، أما من القرآن فقوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما}، ذكر ابن عباس أن الزور هنا هو أعياد غير المسلمين.

والدليل من السنة على حرمة الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لمل قوم عيد)، وكذلك لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، قال: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الفطر ويوم النحر)، وهذا يدل على عدم جواز الاحتفال بغير أعياد المسلمين.

الرأي الثاني: أباح بعض العلماء الاحتفال بيوم رأس السنة على أنه ليس عيدا ولم يعتبره مناسبة دينية، مع الالتزام بالضوابط الشرعية ودم ارتكاب المحرمات أو مشاركة الناس الذين يرتكبون المحرمات أو المخالفات الشرعية في احتفالاتهم.

والظاهر أن الراجح هو القول الأول لأن الاحتفال بعيد رأس السنة مناسبة دينية مرتبطة بالنصارى وهم يعتبرونها كذلك.

ما هو سبب الاحتفال برأس السنة الميلادية

الأصل في احتفال رأس السنة الميلادية هو الفرح بميلاد المسيح عليه السلام وهذا عند النصارى أتباع الديانة المسيحية، وتم تحديد موعد برأس السنة عندهم عام 1582م من قبل البابا غريغوريوس الثالث فجعله ليلة 31 من كانون الأول من كل سنة، ليصبح هذا الموعد الذي حدده متبعا في غالب الدول العالم.

وبالتالي نعلم أن هذا الاحتفال خاص بالديانة المسيحية، وباقي الشعوب والديانات والطوائف لا تحتفل أو لا تشارك بهذا الاحتفال ومنها اليهودية والصينية والقبطية والهندوسية والمسلمة.

هل يجوز الاحتفال ببداية السنة الهجرية؟

يأتي الحديث عن حكم الاحتفال بيوم رأس السنة الهجرية تبعا لاحتفال الناس برأس السنة الميلادية، والعلماء في جواز الاحتفال بيوم رأس السنة الهجرة على قولين أيضا:

الأول: يقول بعدم جواز التهنئة والاحتفال بذلك واعتباره بدعة، ولا حتى إرسال رسائل مباركة بهذه المناسبة، واستدلوا لذلك أنه لا أصل له في حياة السلف، ولا دليل عليه من الكتاب أو السنة، وأنه لا عيد للمسلمين إلا عيد الفطر وعيد النحر.

فليس من السنة أن نجعل من ذلك عيدا نظهر فيه الفرح على كثرة السنين من أعمارنا.

الثاني: عدد كبير من علماء المسلمين يرون جواز الاحتفال والتهنئة بمناسبات إسلامية مع عدم اعتبارها أعياد كرأس السنة الهجرية ويوم الإسراء والمعراج والمولد النبوي، أو حتى بيوم من أيام النصر الذي كان للمسلمين في أيامهم كفتح مكة وغزوة بدر وغيرها من المناسبات.

فقالوا بجواز ذلك ولكن الذي ينكرونه منها هو أن يخالط هذا الاحتفال شيء من المنكرات أو المعاصي والمخالفات الشرعية، إذ الاحتفال بهذه المناسبات إنما هو تذكير بنعمة من نعم الله كان لها أثرها في حياة المسلمين.

يذكر أن رأس السنة الهجرية تكون في نهاية شهر ذي الحجة ومع الأول من محرم الذي يسمى فاتح محرم.

قد يهمك الاطلاع على مقال: الأعياد في الإسلام

You might also like