عُرف التعزير في الإسلام على أنه العقوبة المشروعة والهدف منها التأديب على معصية أو جناية لا حد فيها ولا كفارة أو عقوبة يكون فيها الحد ولكنها لم تتوفر فيها شروط التنفيذ ( القذف بغير الزنا ).

ولا يعزر المذنب إلا الحاكم ( السيد مع رقيقه – الزوج مع زوجته – المعلم مع طلابه – والأب مع أبنائه )، ويكون التعزير إما بالقول أو بالفعل .

ماهي الجرائم التي يشرع فيها التعزير؟

تطبق عقوبة التعزير في الإسلام على نوعين من الجرائم فقط وهي :

الجرائم المعاقب عليها بالحد أو بالقصاص ولكن تخلف ركنٌ من أركانها أو شرطٌ من شروطها

وفي هذه الحالة لا يمكن إقامة الحد على الجاني.
· ومن أمثلتها أن تقع عقوبة التعزير على من سرق شيئاً لم يبلغ النصاب ، أو من سرق أشياء سريعة الفساد.

الجرائم التي لا حد فيها ولا قصاص

وهنا ألب الجرائم تكون موجودة .
ومن أمثلتها أن يترك الإنسان ما يجب عليه فعله مثلاً ترك سداد الدين مع القدرة على سداده، أو ترك الصلاة المفروضة حتى تخرج عن وقتها.

قد يهمك: المذهب الحنبلي

الفرق بين عقوبة الحد والتعزير

الحد والتعزير في الإسلام كل منهما عقوبة الهدف منها التأديب والزجر ويختلفان بما يأتي :

لكل حد من الحدود عقوبة معينة ولابد من تنفيذها على من ارتكبها مهما كانت منزلته ومكانته وتكون حدوداً ثابتة لا تتغير ولا تقبل الزيادة أو النقصان .
أما التعزير يكون فيه الكثير من العقوبات أولها النصح للجاني وتنتهي بالجلد أو الحبس ولكنها قد تصل إلى القتل في بعض الجرائم الكبيرة والخطيرة، وهنا يعود أمر التعزير للقاضي دون غيره بالنظر إلى الجاني وظروف الجريمة التي ارتكبها.
وللقاضي الحق أن يوقع أكثر من عقوبة على الجاني ، أو أن يشدد العقوبة على الجاني ، وله أيضاً أن يوقف تنفيذ العقوبة إذا رأى أن الجاني قابلاً للنصح والردع .
لولي الأمر الحق في أن يعفو عن الجاني في عقوبات التعزير فقط ، وتجوز الشفاعة أيضاً في عقوبات التعزير ولكن لا يجوز بأي شكل من الأشكال لولي الأمر العفو ولا حتى الشفاعة في العقوبات التي نزل فيها الحد .

أهداف التعزير في الإسلام

للتعزير في الإسلام أهدافاً منها:

الردع والزجر

وهو ألا يعود مرتكب الجريمة إلى ارتكابها مرة أخرى ، أو أن يتمادى في إجرامه.
ومن هنا أيضاً منع غير الجاني من ارتكاب الجريمة ، وتكون الفائدة مزدوجة للجاني وغيره.

الإصلاح

لأن الشريعة الإسلامية أولت اهتمامها الخاص بالجاني دون غيره لذلك جعلت تأديبه وإصلاحه حتى يستقيم ويعود إلى رشده ويبتعد عن الجريمة، مما في ذلك إصلاح للجاني والجماعة والمجتمع بأكمله .

أنواع التعزير في الإسلام

تكون أنواع التعزير في الإسلام بحسب الذنب والجرم المقترف أو حسب تقدير القاضي لها، ومن أنواع التعزير:

التعزير بالقتل

وهذه العقوبة تكون لصاحب الجرم الذي لا يرتدع إلا بالقتل، ولمن يتجسس ويخون وطنه ومن يفرق بين المسلمين

ومن يدعو لغير دين الله تعالى .

التعزير بالجلد

وهنا لا يكون الجلد أكثر من عشر جلدات امتثالاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ).

التعزير بالحبس

وهذه العقوبة واردة في كل زمان ومكان فقد كان خلفاء المسلمين يعاقبون بالسجن وللحاكم تقدير مدة البقاء في السجن .

التعزير بالمال

وهنا يكون التعزير غما بأخذ المال أو بإتلافه ، فمال شارب الخمر يتلف وعقوبة مانع الزكاة بأخذ شطر من ماله .

التعزير بالنفي والتغريب

وأكثر من كان يعاقب به هو الخليفة عمر بن الخطاب.

التعزير بالقول

وهو أدنى أنواع التعزير ويكون بتقديم النصيحة الموعظة والنصح للجاني وتوبيخه بأقسى الكلمات، أو ترك الكلام معه ولا حتى السلام عليه، فقد فعل رسول الله ذلك مع الثلاثة الذين تخلفوا عن القتال يوم تبوك .

ما هي أسباب التعزير في الشريعة الإسلامية ؟

أسباب التعزير لفعل محرم

منع الاستمتاع بفتاة أجنبية بم لا يوجد الحد لذلك .
السرقة التي ليس فيها قطعٌ لليد ، وأيضاً النهب والاختلاس .
القذف الذي لا يصل إلى حد الزنا أو اللواط .
سب الصحابة أو أي أحد من السلف الصالح رضي الله عنهم .
الرشوة وهي ما يعطيه الشخص للحاكم أو نحوه وذلك لإبطال الحق أو لإحقاق الباطل .
شهادة الزور وهي الشهادة التي تقوم على الكذب وتلفيق التهم للآخرين .
التزوير وهو الميل بالحقيقة وتحريفها بزيادة أو نقصان ، أو تغيير أو تقليد .

أسباب التعزير لترك الواجب

تأخير الصلاة عن وقتها .
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
عدو أداء الديون مع القدرة على ذلك .

ضوابط التعزير في الإسلام

للقاضي الحق والسلطة المطلقة في إطلاق حكم التعزير ولكن يجب أن يكون هذا الحكم وفق ضوابط ومنها أن يكون الحكم ملائماً بين العقوبة والجرم المرتكب .
عدم مخالفة نصوص الشريعة الإسلامية وقواعدها العامة .
التدرج قدر الإمكان في العقوبة .
مراعاة المصلحة العامة ونظام الجماعة وعدم الإضرار بالمجتمع .