المذاهب الفقهية

تعريف المذهب الفقهي

  • المذاهب الفقهية لغة: مكان الذهاب وهو الطريق.
  • المذاهب الفقهية اصطلاحاً: الأحكام التي اشتملت عليها المسائل. شبهت بمكان الذهاب بجامع أن الطريق يوصل إلى المعاش، وتلك الأحكام توصل إلى المعاد.
  • وفي تعريف آخر المذهب الفقهي: هو ما يصار إليه من الأحكام الفقهية التي تنسب إلى إمام مجتهد، ويتبعه الناس في الأخذ به، مثل المذاهب السنية الأربعة.

نشأة المذاهب الفقهية

  • كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهدون في كل ملا نص فيه، وكان فيهم مجتهدون أعلام أصبحوا أساسا لمدارس فقهية منهم ابن عمر وعائشة وعبد الله ابن مسعود رضي الله عنهم.
  • ثم جاء التابعون فتعرضوا للحوادث التي لم يجدوا فيها نصا وإجماعا من الصحابة فاجتهدوا واختلفوا في الرأي خاصة في مسألة مقتل عثمان وما نتج عنها من ظهور فرق: الخوارج والشيعة وأهل السنة.
  • تولد عن ظهور الفرق اختلاف في الأحكام الفقهية العملية، وتجاوز الأمر إلى ظهور اختلاف ضمن كل طائفة منهم، فكان ظهور المذاهب الفقهية والتي بدأ ظهورها من أول القرن الثاني الهجري إلى منتصف القرن الرابع الهجري، وهو العصر الذهبي للاجتهاد.
  • ظهرت المذاهب الفقهية حصيلة اختلاف الفقهاء في مسائل اجتهادية غير قاطعة الثبوت أو الدلالة، في نطاق الأحكام السلوكية، وهذا يعني أن في الكتاب والسنة من النصوص ما هو غير واضح الدلالة على المعنى المطلوب، وأنه يحمل أكثر من معنى كما أن في السنة ما هو غير قطعي الثبوت، بل تطوف به احتمالات الصحة والحسن والضعف.

قد يهمك: مذهب الحنيفة

نشأة المذاهب الفقهية

المذاهب الفقهية التي ظهرت:

هل المذاهب الفقهية هي المذاهب الأربعة فقط؟

  • في العصر الذهبي للاجتهاد ظهرت مذاهب متعددة تنسب لمجتهدين معروفين، تعود لثلاثة عشر مجتهداً، دونت مذاهبهم، واتبعت آراؤهم وهم:
  •  سفيان بن عيينة بمكة.
  • ومالك بن أنس بالمدينة.
  • والحسن البصري بالبصرة.
  • وأبو حنيفة وسفيان الثوري بالكوفة.
  • والأوزاعي بالشام.
  • والشافعي والليث بن سعد بمصر.
  • وإسحاق بن راهويه بنيسابور.
  • وأبو ثور وأحمد، وداود الظاهري، وابن جرير الطبري ببغداد.
  • إلا أن هذه المذاهب تمايزت ولم تكن لها نفس الانتشار والقبول بين الناس، فبقيت بعضها واهمها المذاهب الأربعة، واندثرت المذاهب الأخرى.
المذاهب الفقهية التي ظهرت

ما سبب اندثار بعض المذاهب وبقاء بعضها.

  • المذاهب الفقهية كثيرة ومتعددة كما ذكرنا، منها ما اشتهر وكتب له البقاء، ومنها انقرضت ولم يبق منها إلا أقوال الإمام متناثرة في بطون كتب الفقه.
  • السبب في بقاء بعض المذاهب، هو أن الإمام وتلامذته قاموا بتدوين الأقوال والمسائل في مراجع ومصنفات خاصة، وانتشر التلامذة بعد الإمام في البلاد ينشرون أقوال إمام المذهب ويتابعون في الاجتهاد ضمن أصول المذهب ويدونون ويرجحون، فتلقى الناس أقوالهم بالقبول وبقي المذهب بين الناس.
  • أما المذاهب التي انقرضت، فهي مذاهب الفقهاء الذين دونوا مذاهبهم بأنفسهم ولم يتدخل أصحابهم في تدوينها كالثوري والأوزاعي وغيرهم، وبقى حظ مذهبهم هو النقل من طريق الحفظ، فبقيت مذاهبهم مذاهب فردية لم تختلط فيها أقوالهم بأقوال غيرهم، وينقلها الآخرون فيما يدونون كما ينقلون مذاهب الصحابة والتابعين، ولم يبذل التلامذة جهودا في كتابة ونشر المذهب بين الناس.

أهم المذاهب الفقهية التي ماتزال قائمة ولها أتباع:

ماتزال ثمانية مذاهب كبرى معروفة عند أهل السنة والشيعة، وبعض الفرق المعتدلة، وهي:

  • المذاهب الفقهية الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة).
  • المذهب الظاهري. مؤسسه أبو سليمان داود بن علي الأصفهاني الظاهري.
  • المذهب الزيدي، للشيعة، مؤسسه زيد بن علي زين العابدين بن الحسين.
  • المذهب الإمامية، للشيعة، مؤسسه أبو عبد الله جعفر الصادق.
  • المذهب الإباضي، للخوارج، مؤسسه أبو الشّعثاء التابعي جابر بن زيد.

قد يهمك: مفهوم الحديث الصحيح

أهم المذاهب الفقهية التي ماتزال قائمة ولها أتباع

المذاهب الفقهية التي انقرضت:

رغم مكانة الأئمة لهذه المذاهب الفقهية إلا أنه لم يبق لبعضها ذكر إلا أقوال متناثرة في كتب الفقه، وممن ذهبت مذاهبهم:

  • سفيان بن عيينة بمكة.
  • ü    والحسن البصري بالبصرة.
  • ü    وسفيان الثوري بالكوفة.
  • ü    والأوزاعي بالشام.
  • الليث بن سعد بمصر.
  • ü    وإسحاق بن راهويه بنيسابور.
  • ü    وأبو ثور، وابن جرير الطبري ببغداد.

أهم فقهاء الصحابة

  • فقهاء الصحابة كثر، تعلموا من الرسول صلى الله عليه وسلم وشهدوا نزول الوحي، لكن الذين تميزوا بكونهم أعلم الصحابة وأكثرهم اجتهادا وأفقههم في الدين، بما اجتمعت فيهم صفة الاجتهاد وقوة الحجة والقبول بين الناس، فكان الناس يأخذون عنهم ويرجعون إليهم في معرفة الأحكام.
  • ومن أشهر فقهاء الصحابة: الخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وعائشة بنت أبي بكر، وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو الدرداء.

الفقهاء من التابعين

اشتهر في عصر التابعين فقهاء كثر توزعوا على بلاد المسلمين، منهم:

  • في المدينة فقهاء المدينة السبعة وهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن حارث ابن هشام، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، ونافع مولى عبد الله بن عمر.
  • من فقهاء التابعين في الكوفة: علقمة بن مسعود، وإبراهيم النخعي شيخ حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة.
  • ومن أهل البصرة: الحسن البصري.
  • وهناك فقهاء آخرون من التابعين: مثل عكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبي رباح، وطاوس بن كيسان، ومحمد بن سيرين، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأعرج، وعلقمة النخعي، والشعبي، وشريح، وسعيد بن جبير، ومكحول الدمشقي، وأبو إدريس الخولاني.

أماكن انتشار المذاهب الفقهية، وأكثر المذاهب انتشارا

  • المذهب الحنفي: قد انتشر من العراق ودخل مصر والروم وبلخ وبخاري وما وراء النهر وبلاد فارس وأكثر بلاد الهند والسند وبعض بلاد اليمن وغيرها، ولما قامت دولة الأتراك العثمانيين كان مذهب الدولة وقليل الانتشار في بلاد أفريقيا، والمذهب الحنفي هو أكثر الدول انتشارا.
  • مذهب مالك: انتشر في المدينة ومصر وزاحمه فيها المذهب الشافعي، كما انتشر في أوائل القرن الخامس بأفريقيا وسائر بلاد المغرب، ودخل الأندلس فى عهد هشام وتغلب هناك.

وهو الأكثر انتشارا في بلاد المغرب والسودان وصعيد مصر.

مذهب الشافعي: ظهر بمصر وبالعراق، وغلب على بغداد وكثير من بلاد خراسان والشام واليمن ودخل بلاد ما وراء النهر وبلاد فارس والحجاز وبعض بلاد الهند، ويغلب في بلاد الأكراد وبلاد أرمينية.

مذهب الحنابلة: ظهر ببغداد، وأكثر أتباعه بالعراق والشام، ويغلب هذا المذهب اليوم على أهل نجد، وأتباعه نحو ربع أهل السنة بالشام، ويوجد بعضهم بالأفغان والحجاز وقطر والبحرين.

أماكن انتشار المذاهب الفقهية، وأكثر المذاهب انتشارا

أكثر المذاهب تشددا:

  • المذاهب الفقهية الأربعة بريئة من التشدد المذموم، أما إن كان المقصود بالتشدد بمعنى الوقوف عند الدليل والأخذ بالأحوط، فجميعها لا تتجاوز الدليل وتختلف في الأحكام عزيمة ورخصة، وهي تتكامل فيما بينها.
  • وأكثر المذاهب الفقهية يسرا، يقال فيه ما يقال في أكثر المذاهب تشددا، فجميع أقوال المذاهب مستندة ومنضبطة بأصول وقواعد الاستنباط، والشريعة كلها مبنية على التيسير ورفع الحرج.

أهمية المذاهب الأربعة:

تظهر أهمية المذاهب الفقهية الأربعة في:

  •  أن في القرآن نصوص ظنية الدلالة تحتمل أكثر من معنى، وكذلك في السنة نصوصا ظنية الدلالة أو ظنية الثبوت، وفيها الحديث الصحيح والحسن والضعيف، وهذا فتح باب الاختلاف بين الفقهاء ما أدى لظهور المذاهب التي اعتنت في استنباط الأحكام لكن بضوابط وقواعد أصولية محددة.
  • الاختلاف في الفروع بين الفقهاء له أسباب علمية، ويحمل حكم بالغة منها الرحمة بالعباد والتوسعة عليهم.
  •  المذاهب الفقهية تركت ثروة فقهية تشريعية هائلة جعلت الأمة في سعة في أمر شريعتها وتنظيم شؤونها الدينية والدنيوية، تستطيع أن تختار من تنوع الأحكام ما يتناسب مع واقعها ويرفع الحرج عن الناس..
  • الاختلاف بين المذاهب اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، وللناس أن يأخذوا من هذه الأحكام بما يحقق مصلحهم وينتقون من أقوال المذاهب ما يناسبهم زمانا ومكانا.
  • تمثل هذه المذاهب الفقهية المرجعية الأساسية عند اهل السنة في المشرق والمغرب، لأن أحكامها محررة ومدونة ومنضبطة بقواعد وأصول استقبلتها الأمة بمجموعها بالقبول، ويمثل ذلك مظهرا من مظاهر وحدة الأمة.

مصطلحات المذاهب الفقهية

  • الواجب عند الجمهور:

الواجب في اللغة تعني الالزام والثبوت واصل الوجوب السقوط اي ان الواجب لها معنيان : الالزام والسقوط ففي معنى اللزوم ما جاء في حديث رواه ابن مسعود عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : اللهم اني اسألك موجبات رحمتك اما في معنى السقوط فقال الله تعالى : فاذا وجبت جنوبها

اما الواجب في الاصطلاح هو الواجب المطلوب الفعل طلبا جازما وقال البيضاوي : يرسم الواجب بأنه هو الذي يذم شرعا تاركه قصدا مطلقا

وهذا يعني انه عند الجمهور يراد به الحكم الذي يلزم به الانسان فمن امتثل الامر فانه يثاب عليه ومن تركه عمدا فانه يعاقب دون ان يأخذوا في الاعتبار ما اذا كان ثبت بدليل قطعي او ظني

  • الواجب عند الحنيفة :

يقصر مذهب الحنيفة الواجب على الامر الذي ثبت بدليل ظني

  • الفرض عند الحنيفة :

في اللغة : فرضت الشئ اي اوجبته وتعني التقدير واصل الفرض القطع

فالوجوب: في قوله تعالى ” سورة انزلناها وفرضناها ”

التقدير: في قوله تعالى ” فنصف ما فرضتم ”

الحز والقطع : كما قال ابن منظور ” واصل الفرض القطع ”

عرفه الحنيفة على انه ما ثبت من الاحكام بدليل قاطع اما عند الجمهور فالفرض هو الواجب

  • المراد بالمندوب في اللغة:

هو المدعو والمسارع في الاستجابة او الذي ندب نفسه لامر دون طلب من أحد

اما المندوب اصطلاحا : فهو اذن بالفعل الذي ندبنا اليه فنثاب عليه من الله عز وجل بالاستجابة الا ان من لا ينهض بالفعل لا يعاقب وان تركه تركا مطلقا

في المذهب الشافعي فان الالفاظ المرادفة للمندوب هي :

_ السنة : وهي ما واظب عليه النبي

_ التطوع: ما يفعله الانسان باختياره

_ المستحب : ما فعله مرة او مرتين ” ان الله تعالى قد احبه”

_ مرغب فيه : بعث المكلف على فعله بالثواب

_ النفل : طاعة غير واجبة

  • المراد بالحرام عند الجمهور:

الحرام في اللغة هو الممنوع فالشخص المحروم هو الشخص الممنوع من الخير حيث قال تعالى ” وفي اموالهم حق للسائل والمحروم ”

الحرام في الاصطلاح : هو فعل المكلف الذي تعلق به خطاب الله الطالب لترك الفعل طلبا جازما وهو تعريف بالحد

مصطلحات المذاهب الفقهية

المذاهب الفقهية المندثرة

  • مذهب الامام الثوري : تأسس على يد ابو سفيان الثوري حيث كان من نوابغ القرن الثامن وقام بجمع الحديث الشريف واستنباط الاحكام من القرآن وقد اندثر مذهبه لانه رفض تولي القضاء في عهد الخليفة ابي جعفر المنصور وهرب متخفيا بين الحجاز والعراق
  • مذهب الامام الطبري : كان له تلاميذ كثر ولكنهم انقطعوا عنه بعد الاربعمائة وذلك بسبب اندثار مذهبه وما سبب اندثار مذهبه هو تعصبه الديني فأدى الى خلق ازمة بينه وبين الحنابلة
  • مذهب الامام داوود الظاهري : مكث مذهبه فترة ثم بدأ يضمحل ويضعف الى نهايته فقد وجد هذا المذهب معارضة مما ادى الى اندثاره
  • مذهب الاوزعي : اندثر مذهب الاوزعي لانه لم يجد حيزا للانتشار بين زحمة المذاهب الفقهية
You might also like