المذهب المالكي

نبذة عن المذهب المالكي

  • المذهب المالكي ثاني المذاهب الفقهية السنية ظهورا، ظهر على يد الإمام مالك، ويعتبر مذهبا وسطا بين أهل الحديث وأهل الرأي إذ كان اعتماد الإمام مالك على الحديث والاجتهاد كما تميز باعتماد عمل أهل المدينة أصلا من أصوله.
  • انتشر هذا المذهب في أفريقيا والجزيرة العربية ومصر والاندلس، وما يزال.
  • لم يدون إمام المذهب الأصول والقواعد، إنما تتبع تلامذة الإمام الفروع الفقهية ووضعوا قواعد الاستنباط على أساسها، مثل ما كان في مذهب الحنفية.

تاريخ المذهب المالكي

في أوائل القرن الثاني ظهر المذهب المالكي وتوسع وانتشر ودونت أقوال الفقهاء وأصولهم، ومر المذهب منذ تأسيسه إلى يومنا هذا بمراحل ثلاثة نلخصها لكم كما يلي:

  • مرحلة النشأة والتكوين

بدأت بتسليم الناس بإمامة مالك وجلوسه على مقعد الفتوى والتدريس سنة 110هـ، واستمرت حتى نهاية القرن الثالث الهجري.

تميزت هذه المرحلة بنبوغ عدد من تلامذة الإمام مالك، وتدوين رواياته وجمعها وترتيبها والتي تعتبر مراجع لجميع فقهاء المذهب، وكذلك دونت اجتهادات الفقهاء في هذه المرحلة.

من أهم ما دون في هذه المرحلة: المدونة، الواضحة، العتبية، الموازية للإمام مالك، وكتاب المبسوط للقاضي إسماعيل بن إسحاق.

  • مرحلة التطور والتوسع والانتشار

استمرت من بداية القرن الرابع الهجري إلى نهاية القرن السادس الهجري.

تميزت هذه المرحلة بتطوير المذهب ضبطا وتحريرا وتفريعا وتطبيقا وترجيحا لما جاء من الروايات والأقوال السابقة لفقهاء المذهب.

ظهرت المختصرات والتهذيب لما كتب سابقا، ومن أهم ما صنف في هذه المرحلة: تهذيب المدونة لخلف بن أبي القاسم البراذعي.

  • مرحلة الاستقرار

تمتد من بداية القرن السابع الهجري إلى يومنا هذا.

بعد أن دونت أقوال واجتهادات السابقين تميزت هذه المرحلة بظهور المختصرات والشروح والحواشي لما كتب سابقا.

اندمجت آراء مدارس المذهب المالكي المختلفة وظهرت كتب تجمع بين هذه الآراء وتمثل المذهب.

من أهم ما دون في هذه المرحلة: جامع الأمهات المعروف بمختصر ابن الحاجب.

قد يهمك : المذهب الحنبلي

تاريخ المذهب المالكي

أصول المذهب المالكي

  • تميز المذهب المالكي بكثرة الأصول التي يعتمدها لاستنباط الأحكام، منها النقلية والعقلية.
  • قال مالك مبينا منهجه في استنباط الأحكام: “الحكم الذي يحكم به بين الناس حكمان: ما في كتاب الله أو أحكمته السنة فذلك الحكم الواجب، وذلك الصواب. والحكم الذي يجتهد فيه العالم برأيه؛ فلعلّه يوفّق”.
  • وأصول المذهب المالكي هي:
  • القرآن الكريم: هو أول المصادر عند الجميع، ويرتب في الأخذ بنص القرآن ثم ظاهره ثم مفهومه، ويأخذ بمفهوم الموافقة والمخالفة، ويستدل بالقراءة الشاذة على بعض الأحكام الشرعية.
  • السنة النبوية: يأخذ المالكية بالحديث المتواتر والمشهور والآحاد كما يقبل بالحديث المرسل شرط أن يكون المرسل ثقة عارفا بكون المرسل ثقة.
  • الإجماع: فهو حجة، وإجماع الصحابة حجة على من جاء بعدهم وكذلك إجماع التابعين، ويمكن أن يكون مستند الإجماع دليلا من القرآن أو السنة أو القياس.
  • القياس: يأخذ بالقياس على ما ورد فيه من الكتاب والسنة. كما يقيسون على ما ثبت بالقياس، ولا يصح ما نقل عن مالك أنه يقدم الإمام مالك القياس على خبر الآحاد.
  • عمل أهل المدينة: تفرد المالكية باعتماد عمل أهل المدينة أصلا من أصول المذهب وخاصة فيما كلن طريقه التوقيف من المقادير ومالا هو من مجال الاجتهاد، وعمل أهل المدينة يقصد به اتفاق أكثر أهل المدينة زمن الصحابة على أمر من الأمور.
  • قول الصحابي: في اجتهاده في مسألة لم يعرف له مخالف من الصحابة الاخرين، فهذا حجة عند المالكية، وعنده جواز تخصيص ظاهر النص بقول الصحابي إذا ظهر واشتهر ولم يعرف له مخالف.
  • شرع من قبلنا: ما ثبت حكما للأمم السابقة من تعاليه أنبيائهم مما ثبت في الكتاب أو السنة ولم يرد دليل في شرعنا على نسخه ولا على إقراره.
  • المصالح المرسلة: التي لم يرد في الشرع دليل على إلغائها أو اعتبارها، ويعتبر الإمام مالك ممن توسع باعتبار المصلحة لكن بالشروط التاية:
  • لا تنافي المصلحة دليلا من أدلة الشرع أو أصلا من أصوله.
  • أن تتلقاها العقول بالقبول.
  • أن تتعلق بحفظ ضروري ورفع حرج لازم في الدين.
  • أن تكون كلية عامة لا جزئية خاصة.
  • أن يكون المقرر للمصلحة من أهل الاجتهاد.
  • الاستحسان: بنى عليه الإمام مالك مسائل وأبواب في مذهبه، حتى روي عنه قوله: ” الاستحسان تسعة أعشار العلم”.
  • سد الذرائع: منع الوسائل التي تؤدي إلى مفسدة، ووسائل الفساد أربعة أنواع:
  1. ما يكون أداءه للمفسدة مقطوع به، متفق على منعه، كسب الأصنام.
  2. ما يكون أداؤه للمفسدة نادرا، متفق على جوازه، مثل زراعة العنب.
  3. ما يكون أداؤه للمفسدة كثيرا، كبيع العنب لمن يصنعه خمرا.
  4. ما يكون اداؤه للمفسدة كثيرا لا غالبا، مختلف فيه بين المنع والجواز كبيوع الآجال.

الاستصحاب: فالأصل بقاء ما كان على ما كان حتى يدل الدليل على غير ذلك، ومنه البراءة الأصلية، وقد أفتى معتمدا عليه في بعض فتاويه، ومن ذلم قوله: “لم ار أحدا فعله”..

قد يهمك: المذهب الشافعي

مدارس المذهب المالكي

بسبب تفرق تلامذة الإمام في الأمصار واختلاف العراف والبيئات ومدارك الناس وأفهامهم، واختلاف التلامذة في مدى تمسكهم بأصول الإمام وتأثرهم بمنهجه واتباع طريقته في الفتوى، كل ذلك أدى إلى نشوء مناهج متعددة في المذهب المالكي وكل منهج اعتبر مدرسة مستقلة ضمن المذهب المالكي، ويمكن حصر هذه المدارس في أربعة مدارس نذكرها لكم في النقاط التالية:

المدرسة المدنية

  • ومقرها المدينة المنورة وتمثل المدرسة الأم، ومن أهم من يمثلها من تلامذة الإمام: ابن كنانة الذي خلف الإمام مالك على مجلس الدرس والفتوى، وعبد الله بن نافع الصائغ والمغيرة المخزومي وابن الماجشون ومطرف بن عبد الله الهلالي، ووافق منهج هذه المدرسة من المصريين عبد الله بن وهب، ومن الأندلسيين عبد الله بن حبيب.
  • خمدت حتى انتهى وجودها في المدين بسيطرة العبيديين على المدينة في منتصف القرن الرابع الهجري ثم أعاد لها نشاطها ونورها من جديد ابن فرحون.
  • منهجها الاعتماد على الحديث بعد القرآن بغض النظر عن موافقة عمل الصحابة موافق له أو غير موافق.

المدرسة المصرية

  • تأسست بجهود تلامذة الإمام مالك الذين انتقلوا إلى مصر ليعلموا الناس، ومنهم المؤسس أشهب بن عبد العزيز، وعثمان بن الحكم الجذامي والجمحي واللخمي والمعافري، ومن بعدهم أصبغ بن الفرج والحارث بن مسكين.
  • يقوم منهجها على اعتماد السنة النبوية والسنة الأثرية والأحاديث الموافقة لعمل أهل المدينة.
  • بفضل ابن القاسم وما قدمه من آراء في المدونة تصدرت المدرسة المصرية مركز الريادة بين مدارس المذهب.

المدرسة العراقية

  • ظهر دور هذه المدرسة في البصرة على يد من رحل إليها من تلامذة الإمام ومن أبرزهم إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبي بكر الأبهري والباقلاني والقاضي عبد الوهاب وغيرهم.
  • تأثرت هذه المدرسة ببيئة العراق التي انتشر فيها مذهب أهل الرأي، فكان من منهجها الميل للاستدلال الأصولي والتقعيد الفقهي والتحليل المنطقي للصور الفقهية.

المدرسة الإفريقية

  • نقل المذهب المالكي إلى القيروان وبلاد المغرب علي بن زياد وعبد الرحيم بن الأشرس، والبهلول بن راشد فأسسوا لهذه المدرسة ثم جاء من نشر المذهب أسد بان الفرات وسحنون.
  • ما زاد من استمرارية المذهب وغلبته في المغرب وإفريقيا هو تدريس المذهب في المدرسة القيروانية.
  • وتأتي المدرسة الأندلسية امتداد للمدرسة الإفريقية.
مدارس المذهب المالكي

من أهم أعلام المذهب المالكي

  • ابن القاسم: عبد الرحمن بن القاسم العتقي، أقرب الناس لمالك، لازمه عشرين سنة، وهو أحد أعمدة المذهب.
  • ابن سحنون: محمد بن سحنون القيرواني له كتاب الكبير، والمسند، وشرح الموطأ وغيره.
  • محمد بن عبد اللَّه الأبهري الكبير، شيخ المالكية بغداد، شارح المختصر الكبير والصغير لابن عبد الحكم، وصاحب التصانيف.
  • أبو الحسن الشاذلي على بن محمد بن محمد المنوفي المصري، شارح الرسالة المسمى كفاية الطالب الرباني.
  • أبو بكر بن العربي: محمد بن عبد اللَّه بن محمد الأشبيلي، صاحب التصانيف المشهورة.
  • أبو ذر الهروي: عبد بن أحمد الحافظ الكبير، له مسند الموطأ والمستخرج على الصحيحين، وغيره من المصنفاتْ الحديثية.
  • ابن عبد البر: يوسف بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد البر، الحافظ الكبير، صاحب التصانيف المشهور.
  • ابن عرفة: محمد بن محمد بن عرفة التونسي، صاحب التصانيف المحققة في المذهب منها المختصر المشهور والحدود الفقهية.
  • ابن عبدوس: محمد بن إبراهيم، صاحب كتاب المجموعة وشرح المدونة.
  • ابن جزي: محمد بن أحمد الكلبي، صاحب التصانيف كالقوانين الفقهية.
  • الأبي: محمد بن خلف، له شرح مسلم المسمى بإكمال الإكمال، وشرح المدونة.
  • أسد بن الفرات: من أصحاب الترجيح، صاحب الأسدية وغيرها من أمهات.
  • أشهب بن عبد العزيز بن داود: أحد الرواة عن مالك، وأحد أعمدة المذهب.
  • أصبغ: أبو عبد اللَّه أصبغ بن الفرج الصري، صاحب التصانيف، أحد أعمدة المذهب.
  • ابن أبي زيد القيرواني: عبد اللَّه بن أبي زيد النفزي، مُهذِّب المذهب المالكي.
  • ابن الحاجب: جمال الدين عثمان بن عمر بن أبي بكر، المحقق، صاحب المختصرات المفيدة المشهورة.

أهم الكتب المعتمدة في المذهب المالكي

  • الموطأ للإمام مالك بن أنس/ يعتبر الكتاب الأول في المذهب.
  • المدونة، لسحنون بن سعيد التوخي، عمدة المذهب وتأتي بعد الموطأ.
  • الواضحة في السنن والفقه، لعبد الملك بن حبيب السلمي، تجمع روايات ابن القاسم.
  • العتبية (المستخرج من الأسمعة) لمحمد بن أحمد العتبي، هي ما سمعه المؤلف من مالك مضيفا إليها مسائل فقهية.
  • الموّازية: لمحمد بن إبراهيم، ابن المواز، وتعتبر قمة ترجيحات المدرسة المالكية المصرية ومن أجل كتب المذهب.
  • المجموعة، لابن عبدوس، تعتبر خامسة الدواوين.
  • المبسوط في الفقه، للقاضي إسماعيل بن إسحاق، سادس الدواوين.
  • مختصر ابن الحاجب، وفيه اختصار ما جاء من مسائل المذهب، وسمي الجامع بين الأمهات.
  • مختصر الشيخ خليل، وهو اختصار لكتاب ابن الحاجب. ومختصر خليل وشروحه تعتبر جامعة لمسائل المذهب.
  • الشرح الكبير والصغير، للشيخ الدردير، من أهم شروح مختصر خليل.
  • حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، من خلال ما فيها من مسائل يمكن الاهتداء للمعتمد في المذهب.

خصائص المذهب المالكي

وما ميز المذهب المالكي عن غيره من المذاهب الاخرى:

  • الاعتدال في الاحكام والأصول والوسطية والتيسير والتبسيط.
  • اباح المذهب المالكي كل ما هو مخالف بالفروع.
  • تنوعت مصادره حيث تراوحت بين الرأي الصحيح والنقل الثابت.
  • رفض المذهب المالكي ان يطلق كافر على المسلم المذنب او الذي اتبع هواه.
  • البعد المعرفي بنصوص الشريعة والمقصدي والبعد الاجتماعي في توجيهاته.
  • توسع المذهب المالكي وانفتاحه على المذاهب الفقهية الأخرى.
  • كثرة مصادر المذهب المالكي وكذلك الأصول التي تتمثل في الكتاب والاجماع والسنة
  • الاستحسان والاستقراء والعرف والاخذ بالاحوط ومراعاة الخلاف.
  • لم يقبل الامام مالك ان يفرض المذهب المالكي على باقي الائمة.
  • المذهب المالكي قابل للتجديد والتطوير كما تميز بمرونته في الكثير من القضايا.

واجبات الصلاة في المذهب المالكي

واجبات الصلاة يطلق عليها اسم الفرائض او الاركان وهي:

  • النية : يجب ان تنوي صلاة بعينها قبل ان تبدأ بالصلاة
  • تكبيرة الاحرام : الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله الله اكبر لا اله الا الله
  • القيام لها في الفرض
  • ان تبدأ بالفاتحة على الامام
  • القيام لها
  • الركوع
  • الرفع منه
  • السجود مثبتا جبهتك على الارض
  • الجلوس مستقيم الظهر بين السجدتين
  • الجلوس للسلام
  • الاعتدال
  • الطمأنينة
  • ترتيب الفرائض

اما عن السنن فهي كالاتي :

  • تقرأ سورة قصيرة بعد الفاتحة وذلك في صلاة الفجر والجمعة وفي الركعتين الاوليتين في الرباعية والثلاثية ( ظهر وعصر ومغرب وعشاء)
  • القيام لها
  • ان تجهر فيما يجهر فيه
  • تسر فيما يسر فيه
  • التكبير باستثناء تكبيرة الاحرام فهي تعتبر ركن
  • ان تقول سمع الله لمن حمده بعد الركوع وذلك للامام ايضا
  • كل جلوس للتشهد
  • الصلاة على سيدنا محمد بعد التشهد الاخير
  • السجود يكون على صدر القدمين والكفين وعلى الركبتين
  • ان يرد المقتدي السلام على امامه وعلى الذي على يساره في حالة كان على يساره احد
  • الزائد على الطمأنينة الواجبة
  • الانصات للامام فيما يجهر فيه

صلاة المرأة في المذهب المالكي

  • في المذهب المالكي على المرأة تغطية قديمها في الصلاة ولا يجوز كشفهما وكذلك بعد الصلاة فستر القدم واجب على المرأة وقد سألت ام سلمة النبي صلى الله عليه وسلم : اتصلي المرأة في درع وخمار وليس عليها ازار؟ قال : اذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها
  • في المذهب المالكي لا يجوز للمرأة الامامة حيث قال الشيخ ابي محمد عبدالله بن ابي زيد القيرواني : ولا تؤم المرأة في فريضة ولا نافلة لا رجالا ولا نساء

التيمم بالحجر عند المالكية

  • يشترط اولا قبل التيمم بالحجر او الرمل او الحصى وغيره ان يكونوا طاهرين
  • يكون التيمم بضربة واحدة للوجه والكفين معا واستدلوا بقوله صلي الله عليه وسلم لعمار بن ياسر ” انما كان يكفيك هكذا ومسح وجهه وكفيه واحدة ”
  • مسح اليدين الى الكعين وجوبا عند المالكية ومستحب اذا زاد على ذلك

آراء العلماء في مذهب المالكية

  • قال الذهبي: آراء الامام مالك مسددة وقد ملأ مذهبه كثيرا من بلاد مصر والاندلس والمغرب والسودان وبغداد والبصرة والكوفة واليمن والشام وبعض خراسان وهو الاولى بالتقليد لجمعه ادوات الامامة
  • قال اسد بن الفرات : اذا اردت الله والدار الاخرة فعليك بمالك انتهى من سير اعلام النبلاء
  • قال الشافعي : العلم يدور على ثلاثة مالك والليث وابن عيينة
  • قال ابن معين : مالك من حجج الله على خلقه
You might also like