حكم الأضحية

 تعريف الأضحية

نتناول في مقالنا هذا حكم الأضحية، فالأضحية شرعت في السنة الثانية للهجرة حيث شرعت أيضا الزكاة وصلاة العيد.

معنى الأضحية في اللغة: أسم لما يضحى به أو يذبح في عيد الأضحى.

والأضحية في الشرع: هي ما يذبح من النَّعَم تقرباً إلى الله تعالى في أيام النحر.

حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

للفقهاء رأيين في حكم الأضحية

الرأي لأول في حكم الأضحية: قالوا بأن الأضحية واجبة على المقيم الموسر، وهذا قول الحنفية، واستدلوا لذلك بأحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له سعة ولم يضحِّ فلا يقربن مصلانا).

 وقوله: (يا أيها الناس، إن على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة). وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (من ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى، ومن كان لم يذبح فليذبح بسم الله)

الرأي الثاني في حكم الأضحية: الأضحية سنة مستحبة، وهذا قول المالكية والشافعية والحنابلة، ودليلهم على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمسن من شعره وبشره شيئاً)، وضحى رسول الله فأتى بكبش فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي).

دليل الأضحية من القرآن والسنة

وفي حكم الأضحية وردت أدلة على مشروعية الأضحية من القرآن الكريم والسنة وإجماع الصحابة:

الأدلة من القرآن على الأضحية قوله تعالى: {فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ} وتفسيرها قال ابن عباس رضي الله عنهما: (الصلاة: المكتوبة، والنحر: النسك والذبح يوم الأضحى).

وقوله تعالى: {والبدنَ جعلناها لكم من شعائر الله}.

والأدلة من السنة على الأضحية: ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين.

وأجمع المسلمون على مشروعيتها، ونقل ابن قدامة رحمه الله الإجماع قائلا: “وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية”.

ثم إن الأضحية مشروعة في جميع الملل كما قال ابن حجر.

الحكمة من الأضحية

شرعت الأضحية في الإسلام لحكم كثيرة فهي:

  • شكر نعمة الله تعالى على نعمه المتعددة وتكفيرا للسيئات عن المضحي.
  • اقتداء بفعل إبراهيم عليه السلام في استسلامه لأمر الله تعالى والتضحية بولده ففداه الله بذبح عظيم.
  • التوسعة على الأهل وعلى الفقراء يوم العيد فيضحي ويعطي جيرانه والمحتاجين فيغنيهم عن السؤال في ذلك اليوم.
  • مشاركة المسلمين الذين لم يحجوا للحجاج في سنة الذبح، إذ يقدم الحجاج الهدي، وغيرهم الأضاحي.

شروط الأضحية في الإسلام

يشترط في الأضحية حتى تجزئ أن تكون:

  • أن تكون من الأنعام لقوله تعالى: {عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ} قال القرطبي في تفسيرها: والأنعام هنا: الإبل والبقر والغنم.
  • عمر الأضحية: أن تكون بلغت سنا معينة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن يعسر عليكم فاذبحوا الجذع من الضأن). ففي الإبل: ما أتم خمس سنين ودخل في السادسة، ومن البقر: ما أتم سنتين ودخل في الثالثة، ومن المعز: ما بلغ سنة ودخل في الثانية
  • السلامة من الهيوب التي تمنع من صحة الأضحية، عيوب الأضحية التي تمنع صحتها وهذه العيوب سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا يُتَّقى من الضحايا؟ فأشار بيده، وقال: ((أربعٌ: العرجاء البيّن ظلعها، والعوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعجفاء التي لا تنقي)، والعيب الخفيف معفو عنه، ومن ذلك ما في أذنه أو قرنه خرق أو عيب أو شق أو قطع يسير فهذه تجزئ مع الكراهة.
  • أن يتم الذبح في الوقت المحدد، وأفضل الأوقات في التضحية يوم العيد بعد صلاة العيد وقبل الزوال، وينتهي وقت الأضحية عند غروب شمس ثالث أيام التشريق عند الشافعية ورواية عن أحمد أي رابع أيام العيد، وثاني أيام التشريق أي ثالث أيام العيد عند الحنفية والمالكية والحنابلة.

ولا يجزئ الذبح قبل صلاة العيد وبعد غروب شمس آخر أيام التشريق.

سنن الأضحية وآدابها

من سنن الأضحية وآدابها:

  • أن لا يأخذ الذي يريد أن يضحي من شعره أو أظافره لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يلمس من شعره وبشره شيئاً).
  • أن تتوفر في الأضحية صفات التمام والكمال من كثرة اللحم وكمال الخلقة وجمال المنظر.
  • يستحب أن يذبح أضحيته بيده أو أن يحضر المضحي أضحيته إن أمكن ذلك.
  • يستحب التكبير مع التسمية عند الذبح وأن يأكل أول ما يأكل ذلك اليوم من أضحيته.

فضل الأضحية

جاء عدة أحاديث في فضل الأضحية من هذه الأحاديث:

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا).
  • عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا فاطمة، قومي إلى أضحيتك فاشهديها؛ فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملتيه).
  • عن ابن عباس رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما عمل ابن آدم في هذا اليوم أفضل من دم يهراق إلا أن تكون رحمًا توصل)

حكم الأضحية عن الميت

نوضح لكم هنا مسألة هل تصح الأضحية عن الميت وماهي شروط الأضحية عن الميت، فقد اختلف الفقهاء في جواز التضحية عن الميت على ثلاثة أقوال: الشافعية قالوا تصح إذا أوصى بها الميت ، فإن لم يوص لا تصح، وقال المالكية بجواز التضحية عن الميت مع الكراهة، وقال الحنفية والحنابلة بجوازها وأن ثوابها يصل للميت مستدلين بأن عليا رضي الله عنه كان يضحي عن النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين.

الأفضل ذبح الأضحية أم التصدق بثمنها؟

لا شك ان التضحية أفضل من الصدقة بثمنها، وأفضل من أن يشتري لحم بثمنها والتصدق به، وذلك لأن التضحية وإراقة الدم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن المقصود في الأضحية إراقة الدم وهذا لا يكون إلا بالذبح.

قد يهمك الاطلاع مقال: أنواع المصنفات في الحديث

You might also like