زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال

زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال هي شخصية عربية جاهلية يقال أنها كانت ترى الشعرة البيضاء في اللبن

وترى الشخص من مسافة يوم وليلة وسميت بزرقاء اليمامة لزرقة عينيها.

من هي زرقاء اليمامة ؟

البعض يقول أنها امرأة اسمها يمامة عاشت في قرية صغيرة كان اسمها   جَوْ    30 كم شمال الرياض وهي جزء من نجد

وقيل عنها أن اسمها عنز امرأة من قبيلة جديس ومن شدة جمالها لقبت بالقمر ليلة البدر وعاشت في منطقة زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال في  جَوْ

وقال الطبري أن اسمها هو اليمامة بنت بكر  ومما قيل أيضا  اليمامة بنت سهم بنت طسم

وجاء الجاحظ وخالفهم جميعا وقال اسمها حُذام

قد يهمك: الفرق بين لغات البرمجة

متى وكيف عرفت زرقاء اليمامة بحدة بصرها ؟

حدثت قصة زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال في العصر الجاهلي في القرن العاشر قبل الميلاد وبعضهم قال حدثت في عام 250 ق م

هي كانت ترى الشعرة البيضاء في اللبن وترى الراكب من مسافة ثلاثة أيام ولكنها لم تكن معروفة بعد عند أهلها وقومها

حتى ضاعت لهم سبعة جمال في الصحراء وتاهت وابتعدت عنهم بحثوا عنها ولم يجدوها

فقالت لقومها أنها ترى الجمال السبعة في الصحراء وهي تبعد مسافة يومين عنهم لم يصدقها أحد

حتى جاء بعد يومين رجل يقود جمالهم السبعة وقال لهم أنه وجدها في الصحراء منذ يومين

وعرفتها أنها لكم من الوسم الذي عليها .  وهكذا كانت بدايات زرقاء اليمامة .

زرقاء اليمامة وحماية قبيلتها :

بعد حادثة الجمال تأكد أهل اليمامة وأفراد قبيلتها من صدق كلامها ومما تتمتع به من حدة البصر البعيد

وكانت الزرقاء تصعد إلى مرتفع وتراقب كل مدخل لقبيلتها ومن دخل ومن خرج  وتخبر أهل قبيلتها

فإن كان القادم خيرا استبشروا فرحا وإن كان شرا تجهزوا وأعدوا له العدة ولهذا لم يكن لأحد أن يتغلب عليهم

وهي كانت موقرة في  قومها  وكانت القبيلة تنعم بالأمن والأمان بفضل حدة البصر عند زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال .

قد يهمك: اعادة تدوير القمامة

زرقاء اليمامة وبداية الشك بها :

ضل اليمامة هي وأهلها ينعمون بالأمن والأمان لسنين طويلة وكل هذا بفضل الزرقاء ومراقبة حدود قبيلتها

حتى جاء ذلك اليوم والذي أخبرت فيه زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال قومها أنها ترى شجرا يتحرك ويقترب منهم شيئا فشيئا

فما كان منهم إلا أن نعتوها بالجنون ولم يصدقوها وبدأوا يشككون بها وببصرها وعادوا كل إلى بيته

حتى تفاجؤوا بجيش جرار يغزوهم ويحرق بيوتهم ويقتل من يقتل ويأسر من يأسر .

قصة زرقاء اليمامة :

يقال أن ملكا اسمه رياح بن مرة يريد أن يغزو قبيلة زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال وكان عنده وزيرا اسمه حسان وقال للملك

أيها الملك إن لي أختا متزوجة عندهم واسمها زرقاء وتستطيع أن الشخص من مسافة يوم وليلة والخوف من أن ترانا وتنبه قومها ويستعدون لنا ، لذلك أمر الملك جنوده أن يقطعوا الأشجار ويحملونها متخفين وراءها حتى يحتالوا على الزرقاء ، وفعل الجنود ما أمرهم به ملكهم وساروا خلف الأشجار ليلا

وعندما اقتربوا شاهدتهم زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال وقالت لأهلها إني أرى أشجارا تتحرك وخلفها البشر ولم يصدقوها وسخروا منها

حتى دخل الجيش وتغلب عليهم

وعندما سألها الملك ماذا رأيت ؟ قالت له : رأيت الشجر وخلفها البشر  فأخذها أسيرة عنده.

وقال الأعشى :

إذ نظرت نظرة ليست بكاذبة          إذ يرفع الآلُ رأس الكلب فارتفعا

قالت إني أرى رجلا في كفه كتف               أو يخصف النعل  لهفي أية صنعا

فكذبوها بما قالت فصبحهم                       ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا

فاستنزلوا أهل جو من منازلهم                  وهدموا شاخص البنيان فاتضعا

اليمامة في الأسر وحبها لوطنها :

بعد هزيمة اليمامة وأهلها وأصبحت بيد من هاجموها أخذ قائدهم يبحث عنها حتى وجدها وأخبرها أنها كانت السبب في عدم قدرته هو وجيشه من هزيمة قبيلتهم ، وبدأ الملك التودد لها وطلب منها أن تراقب حدود بلاده وتخبره بكل من يقترب منهم ووعدها بالأمان مقابل ذلك ولكنها رفضت أن تكون مراقبة لبلاده أنها لا تريد رؤية من قتل أهلها وأنها تفضل أن تكون عمياء من أنها تخدم عدوا قتل أهلها وأهانها  وكان لها ما طلبت واقتلع عينيها وأمر بصلبها على مدخل المدينة

وبهذا تكون زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال قد جسدت أجمل لوحات التضحية في حب الوطن وخدمته دون مقابل .

زرقاء اليمامة والمعارضة والتشكيك :

البعض شكك بزرقاء اليمامة وبقصتها لسببين

• الأول أنه من الصعب على العين البشرية أن ترى مسافة تتجاوز  ال 50 كم 

إلا إذا كان الأفق ممتدا ويكون الناظر على قمة جبل عال

ولم يذكر أن زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال كانت قد صعدت جبلا .

• والثانية هي أن الأرض بشكلها الكروي يجب أن يكون الأفق بعد 5 كم غير مرئياُ لأنه يختفي مع انحناء الأرض ، ولذلك من الصعب رؤية الأشاء واقفة لمسافة أبعد من 5 كم .

وعلى العكس تماما تقول الرواية أن وضع اليمامة طبيعي  إذ أنها ترى على مسيرة يوم وليلة وهذه تقدر ب 50 كم

أما عن انحناء الأرض فهذه النقطة تتغلب عليها إذا صعدت هضبة أو تلة مرتفعة مما يتيح الرؤية لمسافات أبعد.

ماذا قيل عن زرقاء اليمامة :

أنشد المتنبي قائلا :

وأبصر من زرقاء جو لأنني      متى نظرت عيناي ساواهما علمي

وهنا المتنبي يمدح نفسه بأنه أكثر قدرة على البصر من زرقاء جو ( وهي زرقاء اليمامة بين الحقيقة والخيال ) بفض لما وصل إليه

علمه وخبرته .

أما النابغة الذبياني قال :

واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت      إلى حمام شراع وارد الثمد

يحفه جانبا نيق وتتبعه مثل              الزجاجة لم تكحل من الرمد

قالت ألا ليتما الحمام لنا                 إلى حمامتنا ونصفه فقد

فحسبوه وألفوه كما حسبت             تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد

فكملت مائة فيها حمامتها             وأسرعت حسبة في ذلك العدد

وهنا رأت زرقاء اليمامة عددا من الحمام يسرع كي يشرب الماء فقدرت عدده وعندما عدوها كان مثلما حسبت

وهكذا ضرب الذبياني مثلا في الحكمة والقدرة والصواب .