سيف بن ذي يزن
هو واحد من أشهر ملوك العرب قبل الإسلام ، كان يعيش في فترة حكمه في قصر غمدان وهو آخر من سكن في هذا القصر وكان زاره فيه وفد من قريش وعلى رأسهم عبد المطلب بن هاشم جد الرسول عليه الصلاة والسلام.
في مقالنا القادم نتعرف وإياكم على سيرة أحد ملوك العرب وهو ( سيف بن ذي يزن )
ما هو نسب سـيف بن ذي يزن ؟
هو سيف بن النعمان بن غفير بن زرعة بن عفير بن الحارث بن النعمان بن قيس بن عبيد بن شراحيل بن عامر بن أسلم بن الحارث بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ بن كعب بن سهل بن زيد بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن جمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
سيرة سيف بن ذي يزن
لسيرة سيف بن ذي يزن الأهمية الكبرى عند العرب وذلك بسبب النضال الذي خاضه ضد الأحباش الغزاة ومن ناصرهم من اليمنيين ، وكانت بداية سيرة الملم يزن بن ذي يزن من مصر عندما كان الصراع بين العرب والأحباش والزنوج ، فقد كان سيف بن ذي يزن يؤمن بالتوحيد.
وتشير سيرة سيف بن ذي يزن في بداياتها أن المهمة الأولى له كانت إحضار كتاب النيل من مصر والتي هي بلاد الأحباش ن ورغم أن الملك سيف بن ذي يزن هو آخر ملوك حمير في اليمن قبل الإسلام إلا أنه استغل صراعه مع الاحباش حتى يكون رمزاً للقلق المصري من رسالة ملك الأحباش إلى السلطان المملوكي في مصر ، ومع هذا يكن سيف مصرياً لكنه عين ابنه ” مصر ” سلطاناً على بلاد النيل وأسماها باسمه.
ولم تكن سيرة سيف بن ذي يزن بعيدة عن الصراع الصليبي بين الغرب والمنطقة وشهدت حروباً عدة بين الطرفين
هذه الحروب التي جعلت سيف بن ذي يزن يصول ويجول في شواطئ البحر الأحمر حاملاً على عاتقه أخبار التوحيد داخل اليمن وخارجها.
سيف بن ذي يزن وهزيمته للأحباش
بقي الأحباش في حكم اليمن مدة طويلة من الزمن ولكنهم كانوا ظالمين وطغاة وتجبروا على أهل اليمن وأرهقوهم
فقصد سيف بن ذي يزن قيصر الروم من أجل أن يكف الأحباش يدهم عن اليمن ويجعل عليها من يريد من الروم ولكن قيصر الروم لم يساعده بحجة أن أهل الحبشة يدينون المسيحية وهو دين الروم.
فلجأ سيف إلى النعمان بن المنذر وهو والي الفرس على الحيرة وشكى إليه أمره فذهب النعمان إلى كسرى وقال الذي قال له أن اليمن هي أرض شاه وبعير وليس لن حاجةً بها وأعطى سيفاً بعض الدنانير ورماها في الأرض وقال إنما جبال بلادي ذهب وفضة ، فاقترح رجال كسرى عليه أن يرسل معهم المساجين الذين سجنوا بتهمته بقتله فإن ماتوا هذا ما يريدونه وإن انتصروا انضمت اليمن إلى الفرس وهكذا أرسل كسرى معه جيشاً كبيراً من المساجين.
وصل سيف بن ذي يزن إلى اليمن وجمع ما استطاع أن يجمع من قومه لقتال الأحباش الذين خرجوا إليهم بقيادة القائد مسروق بن أبرهة وكان عددهم يزيد على مئة ألف مقاتل وتمكن سيف من هزيمتهم وأصبح ملكاً على اليمن بأمر من كسرى نائباً عنه من فارس ، وبدأت هنا وفود العرب تتوافد لزيارة سيف بن ذي يزن لتهنئته بالنصر والملك وكان فيهم وفد من قريش بزعامة عبد المطلب وقد أكرمهم وقدم لهم الهدايا.
سيف بن ذي يزن ودخول الحبشة
يقال أن سيفاً بن ذي يزن عندما دخل الحبشة قتل أهلها وأمعن في ذلك واسترق جماعة من رجال الحبشة وجعلهم يمشون أمامه في موكبه ، وعندما علم نائب كسرى بالأمر ذهب إليهم وقتلهم حتى جاء كتاب كسرى يأمرهم فيه بأن يقتلوا كل الأحباش كل من انتسب إليهم في قتال العرب ففعل ذلك وتولى على اليمن وأصبح الحكم في اليمن للفرس.
وهكذا زالت دولة العرب ولم تقم لهم قائمةً بعدها وتآمر الفرس على قتل سيف بن ذي يزن حتى تصبح اليمن ولاية فارسية بأكملها.
سيف بن ذي يزن في الشعر
ذكر الشعر الأندلسي أبو البقاء الرندي سيفاً بن ذي يزن في قصيدته ( رثاء الأندلس ) منذ أيام القرن الثالث عشر
ويقول في بعض أبياتها
يمزق الدهر حتماً كل سابغة إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو كان ابن ذي يزن والغمد عمدان
أين الملوك ذوي التيجان من يمن وأين منهم أكاليل وتيجان
دار الزمان على دارا وقاتله وأم كسرى فما آواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سببٌ يوماً ولا ملك الدنيا سليمان
شعر سيف بن ذي يزن
يروي الملك سيف بن ذي يزن قصة انتصاره على الأحباش بقيادة قائدهم مسروق ويقول في أبياته :
يظن الناس بالملكين أنهما قد التأما
ومن يسمع بلأمهما فإن الخطب قد فقما
قتلنا القيل مسروقاً وروينا الكثيب دما
وإن القيل قيل الناس وهرز مقسم قسما
يذوق مشعشعاً حتى يفئ السبي والنعما
وفاة سيف بن ذي يزن
تابع الملك سيف بن ذي يزن حكمه على اليمن وبقي في حكمه ما يقارب الأربعة أعوام ، حتى قتل غيلةً على يد بعض الأحباش وقد قتل في قصره عام 574م وانتقم له الفرس وأرسلوا حملةً وأعادوا اليمن تحت السيطرة الفارسية وعينوا
عليها ابن سيف بن ذي يزن إلى جانب والي الفرس.
قد يهمك المقال التالي: نمر بن عدوان.