شبهات حول صحيح البخاري

أهم الردود على الشبهات حول صحيح البخاري

لماذا الطعن في صحيح البخاري أكثر من غيره؟


كثر الطعن والشبهات  حول صحيح البخاري من بين كثب الحديث، مع أن الطعن في السنة والإسلام عموما، فلماذا الطعن في صحيح البخاري أكثر من غيره؟.

السبب في ذلك أن صحيح البخاري يأتي في المرتبة الأولى من بين المصنفات والمدونات في الحديث صحة، وله مكانته في قلوب الأمة

والثقة فيما فيه من أحاديث قوية جدا عند جميع أبناء الأمة، حتى اتفق علماؤها على أن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم.

لذا توجهت سهام الطعن إليه، فإن أمكنهم أن يزعزعوا ثقة أبناء الأمة به، سهل عليهم إسقاط ما دونه من المصنفات وبالتالي إسقاط السنة وحجيتها،

ثم إلغاء السنة لفتح الباب لأهل الأهواء لتفسير القرآن كما يحلوا لهم بعيدا عن السنة وبيانها وتفصيلها لأحكام القرآن.

وفي مقالنا هذا سوف نتناول بعض الشبهات التي أثيرت حول البخاري وصحيحه.

شبهة أن صحيح البخاري ليس من تصنيف البخاري، وأن أصل الكتاب مفقود

تعتبر هذه الشبهة من الشبهات حول صحيح البخاري، وللتوضيح والرد  على هذه الشبهة من خلال النقاط التالية:

  • صحيح البخاري روي بالتواتر هن جمع كبير يستحيل تواطؤهم على الكذب رووه عن الإمام البخاري، وهو كما جاء سبعين ألفا ممن سمع من

البخاري وروى عنه، وهم في كل طبقة يعدون بالألوف.

  • جميع علماء الأمة من زمن البخاري وبعده إلى يومنا هذا يروون الأحاديث من البخاري في كتبهم ودروسهم وينسبونها للبخاري، وإن أشهرهم

الحافظ ابن حجر وابن حزم وابن كثير وابن عبد البر.

  • جاءت التصنيفات في الحديث والشروح والمستخرجات والمستدركات حول هذا الكتاب تنسب الكتاب وأحاديثه لجامعه البخاري، ولم يدعي

أحد نسبة الصحيح لغير البخاري.

 

شبهة أن البخاري ليس عربيا

كذلك شبهة أن البخاري ليس عربيا من الشبهات التي برزت حول صحيح البخاري وللتوضيح والرد على هذه الشبهة كما يلي:

  • هذه الشبهة تدل على جهل مطلقيها بتاريخ البلدان الإسلامية إذ ينسب بخارى مدينة البخاري إلى أوزبكستان بدل تركستان و

التي تتيع ولاية خراسان التي كانت تعتبر أهم الحواضر الإسلامية والتي أنتجت زمن الأمويين والعباسيين كثير من كبار علماء الأمة

في مختلف العلوم.

  • ثم إن البخاري نشأ في بيت علم ورحل كثيرا في طلب العلم بين بلاد المسلمين ومنها مكة والمدينة ومصر وبغداد حواضر

بلاد المسلمين ولم يبق في بخارى. كون أصله ليس عربيا هذا لا ينفي عنه إتقانه للعربية أكثر من الذين يطعنون بكتبه من أبناء العرب اليوم.

شبهة أن ليس كل ما في البخاري صحيح

من الشبهات حول صحيح البخاري شبهة أن عدد من المحدثين والحفاظ من علماء الأمة انتقدوا أحاديث في صحيح البخاري، وهذا يعني أن ليس كل ما في البخاري صحيح.

ومن الذين انتقدوا عدد قليل جدا من أحاديث البخاري الإمام الدار قطني، وقد رد عليه الحفاظ كابن حجر والنووي في ذلك، ومن الردود على هذه الشبهة:

  • جميع من انتقد أحاديث البخاري من العلماء يقرون بإمامته وعلمه وحفظه وإحاطته بعلوم الحديث وغيرها وخاصة علم العلل، ويعتبرون صحيح البخاري أصح كتاب بعد القرآن.
  • انتقادهم ليس بغاية التقليل من شأن الكتاب ومكانته، بل من حرصهم على حمايته والحفاظ على علو مرتبته.
  • انتقـادهم لعدد قليل جدا من الأحاديث لا تمثل طعنا أما عدد أحاديث الكتاب التي بلغت أكثر من سبعة آلاف ومائتي حديث.
  • لم يتهموا الأحاديث المنتقدة بالضعف، إنما انتقدوها لأنها ليست بالمرتبة العالية التي اشترطها البخاري على نفسه في جمعه للحديث في الصحيح، ولما ناقشوا الأحاديث تبين أن الحق في غالب الأحاديث المنتقدة مع البخاري، والقواعد التي اعتمدها المنتقدين للطعن فيها ضعيفة عند أئمة الحديث.
  • غالبية الأحاديث المنتقدة ذكرها البخاري كمتابعات وشواهد ليستأنس بها القارئ، وليست من موضوع الكتاب.

شبهة حول استطاعة البخاري كتابة الحديث بعد مائتي سنة من وفاة النبي عليه الصلاة والسلام

كما أنه ظهرت شبهة أن ما بين النبي صلى الله عليه وسلم وكتابة البخاري مائتي سنة، مات خلالها الكثير من الصحابة فكيف كتب البخاري الحديث بعد مائتي سنة

و الرد على هذه الشبهة يكون كما في النقاط التالية:

  • إن البعد الزمني بين النبي صلى الله عليه وسلم والإمام البخاري أو قصره ليس لا يعتبر معيار على صحة الحديث أو ضعفه، لأن المعتمد

عند المحدثين في هذه الأمة هو السند، والعلم الدقيق الذي يسمى الجرح والتعديل في معرفة الرواة والثقة في رواياتهم أو ترك الرواية عنهم.

  • ثم إن البخاري ليس أول من كتب الحديث عن رسول الله، بل إن الأحاديث كتبت قبله عن النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الصحابة في

صحف مشهورة، وفي زمن التابعين، ومن بعدهم ممن سبق البخاري في الكتابة.

 

شبهة أن مدة  جمع البخاري غير كافية

كذلك كانت شبهة أن مدة جمع البخاري استمرت ستة عشر سنة، وهي مدة لا تكفي لتنقيح ستمائة ألف حديث للتحقق من صحة الأحاديث

وتحقق شروطه في قبول الحديث، والرد على هذه الشبهة كما يلي:

  • الذي طرح هذا الانتقاد لا يملك تصور صحيح عن علم الحديث، فالبحث في صحة الحديث التي يقصدها المحدثون متعلق بالسند لا بالمتن،

والسند يدور على مجموعة رواة عددهم محدود، وأن الأحاديث على كثرة طرقها تدور على أسماء شيوخ عددهم محصور.

  • مجموع رجل البخاري كلهم في الصحيح هو ألف وخمسمائة وخمس وعشرون رجلا، وليس كما توهمه الناقدون.
  • علم البخاري وخبرته بالرجال وعلم الحديث وتفرغه منذ صغره يسهل على البخاري دراسة الحديث ومعرفة درجته ومرتبة رجاله.

شبهة أن البخاري تعرض للجرح من قبل أئمة في عصره

كذلك من الشبهات حول صحيح البخاري شبهة أن البخاري تعرض للجرح من قبل أئمة في عصره، وليس هو محل اتفاق على إمامته،

وممن انتقده أبو حات الرازي، وابنه عبد الرحمن ومحمد بن يحيى الذهلي، والرد على هذا كما يلي:

  • أن هذا تدليس وكذب على الأمام البخاري وعلى الأئمة المذكورين، وقد نقل الأئمة المحدثين المعتبرين ثناءهم على

البخاري ونقلهم مكانته وإمامته.

  • قال الإمامان النووي والطوفي: “تلقيب البخاري ومسلم بإمامَي المحدّثين هو باعتبار ما كانا عليه من الورع والزهد

والجد والاجتهاد في تخريج الصحيح حتى ائتم بهما في التصحيح كلُّ من بعدهما”.

  • وقال الحافظ الترمذي: “لم أرَ بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلمَ من محمد بن إسماعيل البخاري”.
  • قال أحمد بن حنبل: “ما أخرجتْ خراسان مثلَ محمد بن إسماعيل البخاري”، وأفاض الحافظ الخطيب البغدادي في بيان

مكانة البخاري في حواضر الإسلام: البصريين والحجازيين والكوفيين والبغداديين وأهل الريّ وخراسان

 

شبهة أن في الصحيح أحاديث تخالف وتعارض القرآن الكريم

الرد على الشبهة كما يلي:

  • لا يمكن للبخاري وهو الثقة الإمام في العلم أن يقبل كتابة أحاديث تخالف القرآن الكريم، وخاصة وقد اشترط

في الصحيح عدم وجود الشذوذ والعلة في الحديث.

  • لا يمكن لعلماء المسلمين في عصر البخاري وبعده أن يقبلوا بأحاديث في صحيح البخاري أو غيره من المصنفات

تعارض القرآن الكريم إلا وتحدثوا عنه وبينوا مخالفته.

 

شبهة وجود أحاديث في صحيح البخاري بعضها يخالف عصمة الرسول

صلى الله عليه وسلم

حيث برزت هذه الشبهة مستدلين بحديث بدء الوحي وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاول الانتحار عند انقطاع الوحي.

والرد عليها في أن البخاري ذكر هذا الحديث في صحيحه يستنكر على الزهري روايته مع تنبيه البخاري على

أن هذه رواية لا تثبت بل هي ضعيفة.


You might also like