فتنة مقتل عثمان بن عفان

أسباب فتنة مقتل عثمان 

فتنة مقتل عثمان


عثمان بن عفان الخليفة الراشدي الثالث، حكم اثنتي عشرة سنة، ومات شهيدا حيث قتل في بيته، وبهذا فتح باب الفتنة.

فقد بدأت أحداث الفتنة في النصف الثاني من ولايته.

 

أحاديث أخبرت باستشهاد عثمان بن عفان

جاءت أحاديث من أوجه متواترة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بشّره بالجنة، وعدّه من أهل الجنة، وشهد له بالشهادة:

  • جاء عثمان يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه”.
  • سئلت عائشة رضي الله عنها: هل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد من أصحابه عند موته؟ قالت: معاذ الله

إلا أنه سار عثمان، أخبره أنه مقتول، وأمره أن يكف يده.

أسباب فتنة مقتل عثمان 

بدأت أحداث الفتنة في النصف الثاني من ولايته، والتي أدت لمقتله رضي الله عنه، وكان من  من الحجج والأسباب التي أدت لمقتله ما يلي:

  1. توليته أمراء الأمصار من أقاربه، فقد كان معاوية بالشام كلّها، وسعيد بن العاص بالبصرة، وعبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح بمصر.
  2. شكاية الناس من ظلم الولاة وجورهم على الرعية، وكان عثمان ليّن العريكة، كثير الإحسان والحلم، وكان يستبدل ببعض أمرائه فيرضيهم.
  3. العطاء الذي كان يعطيه عثمان بن عفان لأقاربه ورحمه من المال، فكانوا يتهمون أنه من بيت مال المسلمين.
  4. رسالة وجدها وفد مصر الذين جاءوا يشكون لعثمان واليه على مصر ابن أبي سرح، فعين لهم واليا يرضونه هو محمد بن أبي بكر،
  5. وفي عودتهم وجدوا رسالة مع خادم لعثمان على بعيره وعلى الرسالة ختم عثمان، يوصي ابن سرح فيها بقتل من يأتيه منهم.

وهناك أسباب أخرى ومآخذ كان يراها البعض على عثمان وسياسته الإدارية والمالية ومنها شرعية مثل أنه أتم الصلاة في السفر، وأنه حمى الحمى،

وأنه جمع القرآن على لسان قريش.

من هم الذي اجتمعوا على عثمان لقتله؟

  • يرى أهل السنة أن وراء هذه الفتنة عبد الله بن سبأ اليهودي، فهو الذي كان يحرض العامة ويطوف عليهم ويؤلب

الناس على عثمان واستنفر الناس وأخرجهم لذلك.

  • من مصر خرج أربع مائة من أهلها، وأمراؤهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكنانة بن بشر الليثي،

وسودان بن حمران السكوني، وقتيره السكوني، ومقدمهم الغافقي بن حرب العكي، ومعهم ابن السوداء.

وهم يريدون أن يتولى علي  الأمر.

  • خرج من أهل الكوفة قريبا من عدد أهل مصر، فيهم زيد بن صوحان العبدي، والأشتر النخعي،

وزياد بن النضر الحارثي، وعبد الله بن الأصم، ومقدمهم عمرو بن الأصم. يريدون تولية الزبير.

  • خرج أهل البصرة بمائة رجل وفيهم حكيم بن جبلة، وذريح بن عباد العبديان، وبشر بن شريح القيسي،

وابن محرش الحنفي، وعليهم حرقوص بن زهير السعدي. يريدون امارة لطلحة.

  • وكان جميع هؤلاء يدا واحدة في الشر، وكانت حثالة من الناس قد انضموا إليهم.

وكان هؤلاء يعلمون أن لا أحد من أهل المدينة سينصرهم ويكون معهم إلا ثلاثة، فإنهم كانوا يراسلونهم،

وهم: محمد بن أبي بكر الصديق و محمد بن جعفر، وعمار بن ياسر.

 

أبرز أحداث فتنة مقتل عثمان

نورد لكم  أبرز الأحداث التي جرت وكانت سببا في وقوع الفتنة الكبرى في التاريخ الإسلامي فتنة مقتل عثمان رضي الله كما يلي:

  • عندما قدم  الناس من الأمصار والتقى أهل مصر بعلي يعرضون عليه الإمارة مكان عثمان وكذلك أهل البصرة فعلوا مع طلحة، وأهل الكوفة مع الزبير، فطردوهم وردوهم.
  • أظهر الوافدون أنهم راجعون إلى بلادهم، فعاد اهل المدينة إلى بيوتهم، فباغت الغوغاء أهل المدينة وحاصروا بيت عثمان وأحاطوا به وقالوا: من كف يده فهو آمن، فلزم الناس بيوتهم.
  • حاورهم علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة بتكليف من عثمان، واتفقوا معهم على العودة إلى ديارهم وانصرفوا، لكن في الطريق قرروا أن يرجعوا من جديد لحصار عثمان.
  • جاءهم علي رضي الله عنه فقال: ما ردكم بعد ذهابكم؟ قالوا: وجدنا مع بريد كتابا بقتلنا، وأجاب الكوفيون والبصريون: نحن نمنع إخواننا وننصرهم، فعلم الناس أن ذلك مكر ومكيدة منهم.
  • فجاء محمد بن أبي بكر مع رجال منهم بعد أن تسوروا بيت عثمان ودخلوه، فأخذ بلحية عثمان فهزها، فقال: يا ابن أخي دع لحيتي فإنك لتجذب ما يعز على أبيك أن تؤذيها. فرأيته كأنه استحيى، فقام، فجعل بطرف ثوبه هكذا: ألا ارجعوا ألا ارجعوا.
  • جاء رجل من خلف عثمان بسعفة رطبة، فضرب بها جبهته أسالت دمه، فصار يمسحه ويقول: “اللهم لا يطلب بدمي غيرك”، وجاء آخر فضربه بالسيف على صدره ثم اجتمعوا عليه بأسيافهم حتى أجهزوا عليه.
  • قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه في المدينة لثماني عشرة خلت من ذي الحجة، يوم الجمعة سنة خمس وثلاثين للهجرة، بعد العصر، ودفن بالبقيع بين العشاءين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.

 

رأي وموقف الصحابة من فتنة مقتل عثمان

وقد قيل الكثير في فتنة مقتل عثمان، لكن هنا نلخص أهم و أبرز مواقف وآراء الصحابي حول

فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه على النحو التالي:

  • أهل الأمصار:

لما حصر عثمان كتب إلى أهل الأمصار يستمدّهم، فساروا إليه على الصعب والذلول، وبعث معاوية  إليه

حبيب بن مسلمة، وبعث ابن أبي سرح معاوية بن حديج، وسار إليه من الكوفة القعقاع بن عمرو، لكن

قتل عثمان قبل وصولهم.

  • معاوية بن أبي سفيان:

لما رأى ما عليه عثمان من لين واضطراب أمره، عرض عليه أن ينتقل معه إل الشام وقال: انطلق معي إلى الشام قبل أن

يهجم عليك من لا قبل لك به، فأهل الشام على الطاعة فقال عثمان: أنا لا أبيع جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء

وإن كان فيه قطع خيط عنقي.

  • أهل المدينة: 
  • محمد بن سيرين: ما أعلم أحدا يتهم عليا في قتل عثمان، وقتل وإن الدار غاصة، فيهم ابن عمر، والحسن بن علي،
  • ولكن عثمان عزم عليهم أن لا يقاتلوا.
  • انطلق الحسن والحسين وابن عمر، ومروان، وابن الزبير، كلهم شاك السلاح، حتى دخلوا على عثمان، فقال: أعزم عليكم لما رجعتم
  • فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم، فقال ابن الزبير ومروان: نحن نعزم على أنفسنا أن لا نبرح، وخرج الآخرون.
  • جاء زيد بن ثابت في ثلاث مائة من الأنصار، فدخل على عثمان، فقال: هذه الأنصار بالباب. فقال: أما القتال فلا.

أهل الشام:

جاء النعمان بن بشير إلى الشام ومعه القميص الذي قتلوا عثمان فيه، عليه الدماء وأصابع امرأته نائلة التي قطعت بسيوفهم،

فنصب معاوية القميص على منبر دمشق، والأصابع معلقة فيه، وآلى رجال من أهل الشام لا يأتون النساء ولا يمسون الغسل

إلا من حلم، ولا ينامون على فراش حتى يقتلوا قتلة عثمان، أو تفنى أرواحهم.


You might also like