قصة المصور كيفين كارتر

قصة المصور كيفين كارتر (  Kevin Carter  ) توضح شخصية كيفين العملية حيث كان يعمل مصوراً صحفياً من جنوب أفريقيا ، وحصل على على جائزة بوليتزر.

عن صورته الشهيرة التي جسدت ونقلت للعالم المجاعة في السودان عام 1993 م ، انتحر وهو في ال33 من عمره .

قد يهمك: قصة حياة هارون الرشيد

قصة المصور كيفين كارتر

ولادة ونشأة كيفين كارتر

ولد كارتر في مدينة جوهانسبرغ – جنوب أفريقيا عام 1966 م من عائلة متوسطة تقطن في حي خاص بالسكان البيض دوناً عن السود ، وعندما كان طفلاً كان يرى اعتقالات الشرطة للسكان السود الذين يعيشون في تلك المنطقة .

نشأ كارتر في هكذا أجواء مضطربة ومشحونة بالعنصرية وتركت في نفسه الأثر الكبير عندما كبر .

وخلال دراسته الجامعية ترك كارتر دراسته في الصيدلة وانضم بصفة مجند إلى قوات الجيش قسم القوات الجوية وخدم فيها لمدة أربع سنوات .

وفي عام 1980 م شاهد كارتر بعينيه رجلاً أسود يتعرض للإهانة ودافع كارتر عن الرجل الأمر الذي جعله يتعرض للضرب الشديد من قبل الجنود واضطره هذا الأمر إلى ترك الجيش من دون إذن من أحد .

وبدأ المحاولة بحياة جديدة في محطة إذاعية لكنه وجد الأمر أصعب مما كان يتوقع ، ترك عمله وعاد إلى الجيش لإنهاء خدمته العسكرية وكان شاهداً في عام على حادثة تفجير الكنيسة في بريتوريا ، هذه الحادثة التي قرر بعدها كارتر أن يصبح مصوراً صحفياً كي يوثق الأحداث بالصور .

الأعمال المبكرة لكيفين كارتر في التصوير

بدأ كارتر عمله في التصوير في المجال الرياضي في عام 1983م ، وبعدها بعام واحد انتقل للعمل في صحيفة.

جوهانسبورغ  ستار  وكله إصرار على أن يفضح وحشية سياسة الاضطهاد والعنصرية ضد السود .

وكان كارتر أول من وثق وبالصور عملية الإعدام حرقاً في جنوب أفريقيا في الثمانينات وكان الضحية وقتها.

هو ( ماكي سكوزانا )  الذي كان متهماً بإقامة علاقة غير شرعية مع زوجة أحد ضباط الشرطة .

قد يهمك: ما هي قصة ابن بطوطة

قصة المصور كيفين كارتر

كيفين كارتر ومهنة التصوير للتنديد بالعنصرية

كانت جنوب أفريقيا التي نشأ فيها كارتر تعيش في زمن العنصرية ضد السود ، وهكذا قرر أن يعمل بمهنة التصوير الصحفي لأنه أحس بالحاجة إلى من يوثق وبالصور المعاملة السيئة التي يلقاها السود من قبل البيض .

وانضم كارتر إلى مجموعة من المصورين الآخرين ولكنه هو الوحيد من كان يتدخل مباشرة في الحدث حتى يحصل على اللقطة الأفضل .

وكانت مجموعته الصحفية يعرفون باسم ( بانغ بانغ )  وهذا الاسم يشار به عند الخروج إلى مدن وبلدات جنوب أفريقيا لتغطية العنف والعنصرية هناك .

وماهي إلا سنوات حتى سجلت هذه المجموعة الكثير من جرائم القتل البربرية التي لم يسبق أن تم توثيقها بالصور .

كيفين كارتر في السودان

وهنا بدأت قصة كيفين كارتر الذي تولى مهمة خاصة في السودان لتوثيق المجاعات الحاصلة في السودان وكان كارتر دائماً محاطاً بالجنود السودانيين لمنعه من أن يتدخل أن يتواصل مع ضحايا المجاعة بشكل مباشر .

وفي عام 1993 م التقط كيفين كارتر الصورة التي جعلت شهرته حول العالم طفل صغير أتعبه الجوع ينهار ولا يستطيع أن يصل إلى مركز المساعدات الغذائية وبالقرب منه نسر ينتظر منه أن يلتقط أنفاسه الأخيرة كي يحصل على وجبته اليومية .

هذه الصورة التي هزت كل الضمير الإنساني الحي وفي الوقت نفسه أحدثت جدلاً واسعاً تجاوز حجم المجاعة نفسها.

بدأت القصة عندما كان كارتر متجهاً إلى السودان وفي قرية ( أيود ) أنه سمع أنيناً لطفل صغيراً هزيلاً توقف عن الزحف لعد قدرته على المتابعة إلى مركز المساعدات الغذائية .

وفيما جهز نفسه لالتقاط الصورة حط نسر بقربها وبقي كارتر ينتظر لمدة عشرين دقيقة ينتظر أن يفرد النسر جناحيه حتى تكون الصورة ممكنة لكن النسر لم يفعل والتقط كارتر الصورة وقام بطرد النسر بعيداً.

بينما لا يستطيع الاقتراب من الطفل الجائع لأنه وحسب قوله : لقد تم تحذيرنا نحن الصحفيين من عدم الاقتراب من الضحايا خشية انتقال الأمراض منهم .

هل كانت لقطة كيفين كارتر غير إنسانية ؟

لم تقف قصة المصور كيفين كارتر هنا بل وفي الثاني عشر من أبريل عام 1994 م  قامت السيدة نانسي بوركسي محررة الصور الأجنبية في نيويورك تايمز.

بإعلام كارتر بفوزه وحصوله على جائزة بوليتزر في التصوير الصحفي وقام باستلامها في الثالث والعشرين من شهر مايو عام 1994 م  بجامعة كولومبيا .

وعندما نُشرت هذه الصورة لأول مرة لتوثيق المجاعة في السودان كان رد الفعل من القراء حاداً جداً وليس إيجابياً.

لأن الكثير من الناس قد اعتبر ان تصرف المصور كيفين كارتر كان بعيداً عن الإنسانية وأنه كان يجب عليه أن يترك كاميرته ويركض لمساعدة الطفل الصغير .

وقد ارتفعت الأصوات بصورة كبيرة بعد فوزه بالجائزة نظير صورته المميزة ، لأنهم اعتبروه قد فضل السمعة والشهرة على الإنسانية .

القشة الأخيرة وانتحار كيفين كارتر

  • اقتربت قصة المصور كيفين كارتر من نهايتها لأنه وبعد ثلاثة أشهر من تسلمه الجائزة قرر كيفين الانتحار لأنه دخل باكتئاب حاد ، واتهام الناس له أنه عندما التقط الصورة للطفل والنسر كان بعيداً عن الأخلاق والإنسانية .
  • وفي السابع والعشرين من يوليو عام 1994 م كان كارتر يقود سيارته بالقرب من أحد أنهار مدينة جوهانسبورغ.
  • وقام بإنهاء حياته متسمماً بغاز أول أكسيد الكربون ومات منتحراً داخل سيارته عن عمر ناهز ال 33 عاماً .
  • والبعض اعتبر انتحاره بسبب شعوره بالذنب تجاه الطفل السوداني الجائع وأنه لم يسع لإنقاذه ، وأنه تركها لموتها كي يفوز بصورة مميزة .
  • كما وكشف موقع   Ranker  الأمريكي ان الطفل مات شاباً لإصابته بمرض الملاريا بعد أربعة عشر عاما ًمن التقاط الصورة .
You might also like