قصة انفجار مفاعل تشرنوبل

مفاعل تشرنوبل       

قصة انفجار مفاعل تشرنوبل هي محطة طاقة نووية تم تشييدها بهدف توليد الطاقة الكهربائية ويقع مفاعل تشرنوبل بالقرب من مدينة برابيت الأوكرانية.

على مسافة 18 كم شمال غرب مدينة تشرنوبل والتي تقع في مدينة كييف ، وتعني كلمة تشر نوبل ( العشب الأسود ).

قد يهمك: اول معركة في التاريخ

قصة انفجار مفاعل تشرنوبل

إنشاء محطة تشر نوبل النووية

تقع المحطة على بعد 18كم عن مدينة تشرنوبل و16كم عن الحدود الأوكرانية مع بيلاروسيا وعلى بعد 100 كم عن مدينة كييف وبالقرب من مدينة برايبت ، وكانت المحطة في بدايتها قد أنجزت لإيواء العمال وعائلاتهم .

احتوت المحطة على 4 مفاعلات وكلها من نوع  ( RBMK –  1000 )  والقادرة أن تولد في الساعة 1000 ميغا واط من الكهرباء ، وكانت المحطة الأولى على مستوى أوكرانيا .

بدأ العمل بإنشاء المفاعلات عام 1971م حيث تم إنشاء المفاعلين الأول والثاني ودخل المفاعل الأول العمل عام 1975م.

أما الثاني فقد دخل العمل عام 1976م ، وفي عام 1977م بدأ العمل بالمفاعلين الثالث والرابع وبدأ العمل بهما في عامي 1983 و   1981توالياً ،  وبعدها بدأ العمل بالعمل بالمفاعلين الخامس والسادس ولكن كارثة تشرنوبل حالت دون ذلك.

وقد كانت المحطة قبل الكارثة تمول أوكرانيا بحوالي %10 من حاجتها من الكهرباء .

الحوادث التي تعرضت لها محطة تشرنوبل

  • في عام 1982 م وقع  في المحطة حادثة انصهار في المفاعل الأول وبدأت العمليات لإصلاحه وإعادته للخدمة في العام 1985 م  ولم يعلن عنه في الرأي العام إلا بعد مرور سنوات على الحادثة .
  • 26 أبريل عام 1986 م  الساعة 1.24 ليلاً كانت تشرنوبل شاهدة على أكبر كارثة نووية عرفتها البشرية.
  • حيث كان ما يقدر ب 200 عامل يعملون في المفاعلات ( 3 . 2 . 1 ) ووقع انفجار كبير سببه انصهار لب المفاعل ( 4 ) نتيجة لارتفاع حرارته بسبب أخطاء تقنية من عمال المناوبة الليلية وكانت النتيجة حدوث عطل في إحدى المحركات التوربينية وفشل نظام التبريد وبالتالي توقف جميع أنظمة التحكم بالمفاعل .
  • وبسبب قوة الانفجار الهائلة نسف سقف المفاعل الذي يصل وزنه إلى ألفي طن من الفولاذ وانطلاق حوالي ثمانية أطنان من الوقود النووي في السماء ، ثم تسربت بعض المواد مثل اليورانيوم والبلوتونيوم والسيزيوم واليود ونتج عنه أضعافاً مضاعفة من الإشعاع أدى فيما بعد إلى وفاة 36 شخصاً من عمال الإطفاء والمحطة .

ما بعد حادثة انفجار محطة تشرنوبل

لم تنتهي بعد قصة انفجار مفاعل تشرنوبل لأنه وبعد السيطرة على الحرائق كان الخطر الحقيقي هو تسرب المواد المنصهرة إلى التربة وإلى نهر دنيبر الذي يروي الملايين من السكان مما يعني حدوث مأساة جديدة .

تم حشد 600 ألف شخص من كافة أنحاء العالم واغلبهم من أفراد الجيش في بلدانهم وقوات الإطفاء والدفاع المدني وعمال المناجم كلهم شاركوا في عمليات إطفاء الحرائق وإزالة مخلفات الانفجار وإخلاء المدن المجاورة وقتل كل الحيوانات التي أصابتها الإشعاعات .

أدى الانفجار إلى مقتل ألفي شخص حسب أرقام الاتحاد السوفياتي وثمانية آلاف شخص حسب ما صرحت به أوكرانيا.

وإصابة مئات الآلاف بالإشعاعات وبدرجات مختلفة ، وبلغت الخسائر المادية أكثر من ثلاثة مليارات دولار.

وتهجير 200 ألف من بيوتهم وتحول مدينتي تشرنوبل وبرايبت إلى مدينتي أشباح .

قد يهمك: حقيقة معركة عين جالوت

قصة انفجار مفاعل تشرنوبل

وقف الأعمال في محطة تشرنوبل

بعد انجار المفاعل الرابع استمر العمل بباقي المفاعلات وفي عام 1991م خرج المفاعل الثاني من الخدمة.

وتوقف العمل بالمفاعل الأول في العام 1996م وتبعه إيقاف العمل بالمفاعل الثالث .

حتى يوم 13 ديسمبر 2000م  تم إيقاف العمل بالمحطة كلياً وذلك بأمر من الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما .

ألكسندر أكيموف بطل قصة انفجار مفاعل تشرنوبل

العالم كله يعرف بقصة انفجار مفاعل تشرنوبل ولكن الكثير يجهل أن هناك رجلاً لولا وجوده في مكان الحادثة كانت تبعات الانفجار أشد قسوة ومأساةً .

حيث وقبل الانفجار كان ألكسندر أكيموف يعمل في مناوبة ليلية في المفاعل الرابع كان قد تلقى أخباراً أن الأمور ليست على ما يرام لم يصدق أكيموف الأمر بل وأبلغ المسؤولين أنها إنذارات خاطئة .

ولكن وعندما علم بفداحة الأمر والضرر الموجود في المفاعل الرابع بقي متخلفا وتابع عمله من اجل تقليل حجم الأضرار قدر الإمكان .

أعلن أكيموف حالة الطوارئ على الرغم أن الضرر في ذلك الوقت كان قد حصل وانتهى الأمر ، فقد كان المفاعل الرابع قد انفجر فعلياً وتسربت منه كميات هائلة من الإشعاعات .

ولكن وبدلاً من الهرب وإخلاء المكان بقي أكيموف في المنشأة وطلب من طاقمه تشغيل مضخات مياه الطوارئ من أجل إغراق المفاعل ، ولكن هذا الامر لم يكن ممكناً بعد الانفجار ، فقد قام هو وبعض المهندسين وفي هذا الجو السام داخل المفاعل قاموا بضخ المياه يدوياً إلى المفاعل وهم لا يملكون ما يمكن أن يحميهم من الإشعاعات المتسربة .

وفي نهاية الامر توفي أكيموف ورفاقه لكنهم نجحوا نوعاً ما من التخفيف من هول الكارثة حيث ساهمت تضحيتهم في إنقاذ عشرات الآلاف من الآخرين .

التشوهات الناجمة عن انفجار مفاعل تشرنوبل

وحتى تكتمل الأحداث في  قصة انفجار مفاعل تشرنوبل فقد أشارت وزارة الصحة الأكرانية في بيان لها أنه أكثرمن 2.6 مليون أوكراني ( نصف مليون طفل )  يعانون من مشاكل صحية بعد انفجار تشرنوبل ، بينما وبنفس الوقت أصبح 80 ألف شخص عاجزين عن متابعة حياتهم كما كانوا .

وقد أسفرت الكارثة عن وفاة ما بين 15  و  30 ألف شخص منذ وقوع الحادثة وذلك بسبب سحابة الغبار النووي الذي غطى معظم انحاء اوروبا في ذلك الوقت .

هل الحياة ممكنة الآن في تشرنوبل ؟

الآن يسمح فقط للمقيمين البقاء وبشكل غير رسمي من الحكومة الأوكرانية ، حيث يعمل نحو ثلاثة آلاف عامل في منطقة التباعد وبمهام مختلفة ، والأعمال هي :

  • بناء حاجز تشرنوبل الآمن الجديد .
  • الإيقاف المستمر لعمل المفاعلات .
  • تقييم الظروف في المنطقة ورصدها .

ولا يعيش الموظفون في تلك المنطقة بل إنهم يتناوبون العمل هناك كل حسب وقته وعمله.

You might also like