كتاب صحيح مسلم

كتاب صحيح مسلم، هو واحد من أهم الكتب التي اهتمت بالحديث النبوي الشريف ، هو ثالث الكتب صحةً بعد القرآن الكريم وصحيح البخاري ويعتبر أحد كتب الجوامع التي تحتوي جميع أبواب الحديث من ( أحكام و آداب وتفسير وتاريخ ومناقب ورقاق وغيرها ).

جمعه أبو الحسين ( مسلم بن الحجاج ) ولم يذكر فيه إلا الحديث الصحيح التي أجمع عليها العلماء واقتصر قليلاً على الأحاديث المرفوعة وتجنب المعلقات والموقوفات.

استمر في عمله وجمعه لكتابه حوالي خمس عشرة سنة وجمع فيه أكثر من ثلاثة آلاف حديث غير مكرر ، واختارها من ثلاثمائة ألف حديث مما يحفظ .

قد يهمك: تعريف مقاصد الشريعة الإسلامية

من هو صاحب كتاب صحيح مسلم ؟

الإمام مسلم  اسمه ونسبته

• هو الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج القُشيري النيسابوري ( نسبة إلى نيسابور التي ولد فيها )، ولد في نيسابور عام 206 للهجرة.
• وكانت حياته كلها في كنف الدين الإسلامي لأن مدينة نيسابور كانت وقتها من كبرى مدن الإسلام الأمر الذي ساعده وسهل له نجاحه في مهمته التي بدأ بها في جمع الصحيح من الحديث النبوي الشريف وجمعها في كتابه  كتاب صحيح مسلم.

نشأة الإمام مسلم  

• كان البيت الذي نشأ به الإمام مسلم بيتاً يسوده الورع والعلم والتقوى والصلاح ، ووالده من محبي العلم ومن عشاق حلقات العلم، وبدأ الإمام مسلم رحلة طلب العلم باكراً فكان أول حديث سمعه وحفظه في الثانية عشر من عمره.
• وكان الإمام مسلم يتعلم عند العديد من الشيوخ وهم ( عبد الله بن مسلمة  القعنبي – يحيى بن يحيى النيسابوري – قتيبة بن سعيد – سعيد بن منصور وأحمد بن حنبل ).
• كانت له رحلة طويلة في طلب العلم سافر إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وزار المدينة المنورة ومكة المكرمة والبصرة وبغداد والكوفة ومصر والشام ، بقي قرابة الخمسة عشرة عاماً في طلب وجمع الحديث.
• أثنى عليه كل علماء زمانه ومن جاء بعدهم واعترفوا له بإمامته والتقدم والإتقان في علم الحديث.

وفاة الإمام مسلم

• توفي الإمام مسلم في نيسابور يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر رجب من العام 261 للهجرة عن خمس وخمسين عاماً.
• ترك العديد من المؤلفات وصلنا بعضها ولا يزال بعضها الآخر مفقوداً حتى يومنا هذا .

كتاب صحيح مسلم

اسم الكتاب ونسبته لمؤلفه

لم يذكر الإمام مسلم في كتابه ( كتاب صحيح مسلم ) على تسميته بهذا الاسم وكانت له تسميات عدة، ومنها :

• الجامع  وذكر هذا الاسم  الفيروز أبادي  و ابن حجر العسقلاني  وحاجي خليفة .
• المسند أو المسند الصحيح هكذا أسماه الإمام مسلم و قال : ( ما وضعت شيئاً في كتابي هذا المسند إلا بحجة ).
• وقال أيضاً  ( صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموع )، الصحيح أو صحيح مسلم  وذكره بهذا الاسم  ابن الأثير والنووي والذهبي وابن كثير .
• كل العلماء أثبتوا أن كتاب صحيح مسلم يعود لمؤلفه الإمام مسلم بن الحجاج وانتقل صحيح مسلم إلى العلماء سماعاً  وقراءةً ومناورةً وإجازةً  من جيل إلى جيل فثبتت نسبة الكتاب لمؤلفه مسلم بن الحجاج حيث قال النووي : ( صحيح مسلم رحمه الله في نهاية من الشهرة وهو متواتر عنه من حيث الجملة ، فالعلم القطعي حاصل بانه تصنيف أبي الحسين مسلم بن الحجاج ) .
• ولم يكن هناك أي شك أو خلاف بين العلماء والمحققين والمؤرخين على نسبة الكتاب إلى الإمام مسلم.

وصف كتاب صحيح مسلم 

• كتاب صحيح مسلم هو من الكتب الجامعة للحديث النبوي الشريف والتي وردت عن البني عليه الصلاة والسلام واقتصر الإمام مسلم في كتابه هذا على الصحيح فقط من الحديث وترك جانباً كل ما كان في إسناده الضعف أو الوهن.
• وبدأ كتابه صحيح مسلم بمقدمة ذكر فيه السبب الذي جعله يؤلف هذا الكتاب والنهج الذي سار عليه ثم ذكر بعض الأمور في علوم الحديث التي تهم من يقرأ كتابه ، ثم وبعد هذه المقدمات أورد موضوعات الحديث الشريف في كتابه.
• وكان ترتيب الحديث في كتب سميت بأسماء المواضيع الشرعية والفقهية التي يتناولها الكتاب  من أمثالها ( الطهارة   الإيمان   الصلاة   الصوم   الزكاة   وغيرها  ) .
• قال الإمام مسلم عن كتابه صحيح مسلم بعد الانتهاء منه : (  عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له علة تركته ، وكل ما قال أنه صحيح وليس له علة خرجته ).

قد يهمك: تعريف الشريعة الإسلامية

فضائل كتاب صحيح مسلم

ذكر العلماء الكثير من فضائل كتاب صحيح مسلم ومنها ما جعلته يتقدم على كتاب صحيح البخاري وخاصةً عند علماء المغرب العرب، ومن أبرز هذه الفضائل هي :

• الأحاديث التي تتحدث في موضوع واحد جمعاه في باب واحد ، مما يسهل على القارئ البحث عم يريد .
• يجمع الزوائد منم الحديث بألفاظها كاملة ، لأنه اعتمد عدم تكرار الأحاديث المتشابهة إلا إذا كان فيها من الزيادة ما يفيد القارئ .
• صحيح مسلم يأتي بالأحاديث التي لها شواهد واعتبارات تساند الحديث وتقويه وترفع من درجة صحته .
• عدم رواية الحديث بالمعنى  (  أي فيما معناه فقط ) .

شروح صحيح مسلم

الكثير من العلماء شرحوا صحيح مسلم وذلك لأهمية الكتاب ودرجة الدقة العالية في اختيار الحديث، ومن الكتب التي شرحت صحيح الإمام مسلم، ما يأتي :

المعلم بفوائد مسلم

لمؤلفه الإمام المازري  وتحقيق الشاذلي ويتألف من ثلاثة مجلدات .

إكمال المعلم

لمؤلفه القاضي عياض رحمه الله  وتحقيق يحيى إسماعيل  ويتكون من تسعة مجلدات .

صيانه صحيح مسلم من الإخلال والغلط

تأليف ابن صلاح  وتحقيق موفق عبد القادر ويشرح الإيمان في صحيح مسلم ويتكون من مجلد واحد فقط .

الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج

تأليف الإمام السيوطي  وتحقيق ابن اسحاق الحويني .

المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج

تأليف الإمام النووي  تحقيق خليل مأمون شيحا    ويتكون الكتاب من عشرة مجلدات .

ما هو أول حديث في كتاب صحيح مسلم ؟

بعد المقدمة والشرح لمكونات الكتاب  كتب الإمام مسلم  حديثه الاول في كتاب صحيح مسلم،   والحديث هو :

• عن عمر بن الخطاب قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
• فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام.
• فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإسلام ان تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا )  قال : صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه .
• قال : أخبرني عن الإيمان  قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال : صدقت.
• قال : فأخبرني عن الإحسان قال :  أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال : فأخبرني عن الساعة  قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
• قال : فأخبرني عن إماراتها  قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، ثم انطلق ،  فلبث ملياً ثم قال : يا عمر  أتدري من السائل ؟  قلت : الله ورسوله أعلم، قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم   (  رواه مسلم  ).