ما هو الفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟

ما هو الفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟، القرآن الكريم هو كتاب الله سبحانه وتعالى أنزله على عبده ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام هو كتاب معجز في لفظه وبيانه ومعناه، يتألف من مئة وأربع عشرة آية أولها الفاتحة والناس آخرها، وللقرآن الكريم فضل عظيم ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته ، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ).

قد يهمك: الإحسان في الإسلام

مدة نزول القرآن الكريم

يقول عبد الرحمن السعدي في هذه المسألة أنه كلما نزل شيء من القرآن ازداد طمأنينة وثباتاً، وخصوصاً  عند ورود أسباب القلق ، فإن نزول القرآن عند حدوث السبب يكون له الموقع العظيم والتثبيت الكبير، أبلغ مما لو كان نازلاً قبل ذلك ثم تذكره عند حدوث السبب.

والمقصود من هذا الكلام أن القرآن الكريم قد نزل على فترات وليس جملة واحدة والجليل في قوله تعالى : ( وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا )، وعلى مكث هنا تعني على مهل ليتدبروه ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه ونزلناه تنزيلا  أي شيئاً فشيئاً مفرقاً، وقد استمر نزول القرآن الكريم ثلاث وعشرين سنةً.

ما هي السور المكية والسور المدنية ؟

يمكننا معرفة ما هو الفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟ من خلال ما ذكره الزركشي في كتاب ( البرهان في علوم القرآن ) عندما عرف لنا السور المكية والسور المدنية بثلاثة أحوال وهي:

• السور المكية هي التي نزلت على النبيب عليه السلام في مكة ، بينما السور المدنية هي التي نزلت عليه في المدينة المنورة.
• السور المكية هي التي نزلت قبل الهجرة النبوية حتى ولو كان في المدينة ، أما السور المدنية هي التي نزلت بعد الهجرة حتى وإن كان في مكة المكرمة.
• السور المكية الخطاب فيها موجهاً إلى أهل مكة ، أما السور المدنية الخطاب فيها موجه إلى أهل المدينة.

• وعلى ضوء هذه التعريفات فقد رأى ابن مسعود أن أهل مكة كانوا كفاراً ويخاطبهم الله تعالى بقوله : ( يا أيها الناس )، أما عن أهل المدينة فهم كانوا مؤمنين ويخاطبهم الله بقوله : ( يا أيها الذين آمنوا ) والله تعالى وحده أعلم .

قد يهمك: ما هو جامع ضرار

ما هو الفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟

حتى نعرف ما هو الفرق بين السور المكية والسور المدنية يجب أن نتحدث عن كل منها من حيث ( الميزات – طول الآيات – موضوعات السور – نوع الخطاب – العدد ).

من حيث الميزات

ميزات السور المكية

• كل سورة وردت فيها كلمة  ( كلا ) فهي مكية ، ووردت هذه الكلمة في نصف القرآن الأخير .
• السور المكية هي كل سورة قال فيها الله تعالى : ( يا أيها الناس ) ولم يقل فيها : ( يا أيها الذين آمنوا ).
• فيما عدا سورة الحج فقد جاء في آخرها ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا )  وهي سورة مكية .
• كل سورة تبدأ بالأحرف المقطعة ( الم – الر ) فهي مكية  باستثناء سورتي البقرة وآل عمران .
• كل سورة ورد فيها قصة نبي الله آدم عليه السلام  وإبليس فهي مكية ، باستثناء سورة البقرة .
• ـكل سورة ورد فيها قصص الأنبياء عليهم السلام والأمم السابقة ، باستثناء سورة البقرة .
• وكذلك تتميز السور المكية أنها تدعو إلى توحيد الله عز وجل وعدم الشرك به، وذكر يوم القيامة والجنة ونعيمها والنار وعذابها ، وتتميز أيضاً بعباراتها المختصرة والواضحة والكلمات المعبرة والقوية.

ميزات السور المدنية

• ـتناولت السور المدنية موضوع العبادة والمعاملات والحدود في الإسلام ، ونظام الأسرة والمواريث ، وفضيلة الجهاد .
• ـتتميز السور المدنية بطول آياتها وطول المقاطع وفي اسلوب يقرر الشريعة وأهدافها .
• تتحد السور المدنية عن المنافقين كثيراً وعن سلوكهم ، وتحدد نفسياتهم وتبين خطرهم على الدين .
• تتوجه السور المدنية لمخاطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، وتدعوهم بشكل مستمر إلى الإسلام .

من حيث طول الآيات

السور المكية يكون في آياتها الإيجاز والبيان وسورها قصيرة وآياتها صغيرة وه1ا يعود لأن قريش كانوا أهل البلاغة واللغة ، أما السور المدنية فآياتها تكون طويلة .

من حيث موضوعات السور

• السور المكية تتميز بالحديث عن الموضوعات التي تخص العقيدة وهي تركز على موضوع الإيمان والتوحيد قال تعالى ( قل هو الله أحد ).
• كما وتذكر الأنبياء والحوار مع أقوامهم والآيات التي تتحدث عن النصر وتمكين الحق ، وتذكر الأمم السابقة وقصة ولدي آدم عليه السلام ، والآيات التي من شأنها التثبيت والمؤازرة للبني عليه السلام والمسلمين ، كما وأنها جاءت على ذكر آيات خلق الله في الإنسان والكون.

• بينما وتتسم الآيات المدنية في مواضيعها عن العبادات والمعاملات والجرائم والحدود .
• قال تعالى ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )  ، كما وتحدثت عن التشريعات الشخصية والاجتماعية والمدنية والدولية.
• وعن الأخلاق والجهاد وذكر المنافقين ومجادلتهم لأهل الكتاب، قال تعالى (  أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله غلى نصرهم لقدير ) .

من حيث نوع الخطاب

الخطاب في السور المكية

• يكون الكلام موجهاً للناس كافةً  ( يا أيها الناس )   (  يا بني آدم  ).
• أغلب السور المكية تبدأ بالأحرف المقطعة  ،  باستثناء سورتي البقرة وآل عمران.
• لم يأتي لفظ  ( كلا)  إلا بالسور المكية لما تحمله من الوعيد والزجر للمشركين قال تعالى : ( كلا بل تكرمون اليتيم ).
• لم ترد أية سجدة من سجدات التلاوة في أية سورة مكية .
• تميز الخطاب في السور المكية بقوة الألفاظ وكثرة القسم لبث الخوف والترهيب في قلوب المشركين،  قال تعالى : ( لا أقسم بهذا البلد ).

الخطاب في السور المدنية

• يغلب عليه النداء  (  يا أيها الذين آمنوا  ) .
• آياتها فيها الشرح الإسهاب وذلك لأنها آيات أحكام فقط .

من حيث العدد

• السور المكية عددها  82 سورةً  متفق عليها .
• السور المدنية عددها 20 سورة اتفق عليها العلماء .
• بعض السور وعددها  12 سورةً  العض صنفها أنها مكية والعض الآخر قال إنها مدنية .