معنى الوحي وأنواعه

مقدمة حول معنى الوحي وأنواعه

مصادر التشريع الإسلامي تعتمد على الوحي من القرآن والسنة، وفي هذا البحث عن الوحي نتعرف على ظاهرة الوحي ومعنى الوحي وأنواعه، وما دور الوحي في حياة المسلم.

ما معنى الوحي وما هي أنواعه

 لابد أولا من تعريف الوحي وأنواعه، وبيان معنى الوحي في القرآن.

معنى الوحي لغة: من معانيه الإشارة، ومنه قوله تعالى: (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا)، منها: الإلهام والإرسال والرؤيا

والإعلام في الخفاء.

وأصل الوحي التفهيم، فكل وسيلة للتفهيم فهي وحي.

ويحمل الوحي لغة معان منها: الإلهام الفطري، والإشارة السريعة، ووسوسة الشيطان، والأمر الإلهي.

أما معنى الوحي في الاصطلاح

فهو إعلام الله أحد أنبياءه واطلاعه على حكم شرعي أو نحو ذلك من القصص والأخبار التي

تمّ ذكرها في القرآن الكريم أو السنة النبوية.

أهمية الوحي

بالحديث عن معنى الوحي وأنواعه يظهر دور الوحي في حياة المسلم في أنه:

• يرشد الناس كافة للخير والمصلحة في الدنيا والآخرة، حيث يأتي بالأمر من السماء الذي يعلم السر وأخفى..
• يبين تفاصيل الأحكام التي ينبغي أن يلتزم بها الناس حتى يحيون بسعادة، أحكام جاءتهم من ربهم الذي يريد بهم الخير واليسر.
• الثقة بالأحكام الصادرة كونها من خالق الإنسان والكون وليست من وضع البشر، فهو مصدر إيمانهم بما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلم من عند الله.

طرق الوحي

معنى الوحي في القرآن جاءت في القرآن تحمل معان وصور شتى منها:

•  في قوله تعالى: {َما كان لبشر أن يكلمه اللـه إِلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء}، فبين الله أن معنى الوحي وأنواعه له ثلاثة صور.
• الوحي المباشر: ويكون بالنفث في الروع أو الإلهام.
• الكلام من وراء حجاب: مثل كلام الله لموسى في شاطئ الواد الأيمن، {فلما أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا اللَه رب العالمين}.
• الوحي عن طريق جبريل عليه السلام: وكان جبريل يأتي إلى رسول الله صوريتين:
• صورة رجل من الصحابة معروف مثل ما جاءه في صورة الصحابي دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، أو صورة رجل غير معروف كما جاء في حديث الإسلام والأيمان والإحسان.
• الصورة الحقيقية لجبريل عليه السلام، كما جاءه في غار حراء، وليلة الإسراء والمعراج.

أنواع الوحي في القرآن الكريم

في الحديث عن معنى الوحي وأنواعه نبين معنى الوحي في الإسلام حيث يشمل الوحي أنواعا عدة، ذكر القرآن أنواعا للوحي، منها الوحي الإلهي الخاص بجبريل ونقله لخبر السماء وأوامره، ومنها لا يقصد بها نزول جبريل بخبر السماء، من هذه الأنواع:

• الإشارة ببعض الجوارح: كما ورد في شأن زكريا عليه السلام، فيما قاله الله تعالى: {فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا}.
• الإلهام الغريزي: من معنى الوحي وأنواعه الإلهام ومنه الوحي للنحل كما في قوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون}.
• إلهام خواطر: ومن ذلك قوله تعالى: {وأوحينا إلى أُم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين}.
• الإلهام بالوساوس من الشياطين: كما في قوله تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم}.
• الأمر: وهو من معنى الوحي وأنواعه أي الأمر من الله تعالى، كما في قوله تعالى: {بأن ربك أوحى لها} ومنه قوله تعالى: {وأوحى في كل سماء أمرها} أي: أمر أهلها.

وفي هذا بيان للسؤال عن هل الوحي هو جبريل فقط، وهل ينزل الوحي على البشر؟.

هل يكون الوحي لغير الأنبياء؟

بعد معرفة معنى الوحي وأنواعه وأنه يأتي بمعنى نزول جبريل عليه السلام بالبنوة والرسالة على الأنبياء قد انقطع تماما، فلا وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن محمدا صلى الله خاتم الأنبياء.

واما الوحي بمعنى الإلهام الغريزي والإشارة والخواطر الصالحة، ووسوسة الشيطان وغيرها مما يكون من الله لمخلوقاته أو فيما بينهم، فهذا لا ينقطع إلى يوم القيامة، فالله تعالى يوحي في نفوس المؤمنين الإيمان به والطاعة له، والامتثال لأمره، ويرشدهم لكل خير، ويقذف في قلوبهم البعد عن المعصية وهو من معنى الوحي وأنواعه.

كيف بدأ الوحي؟

ذكرت السيدة عائشة حديث بدء الوحي بينة فيه معنى الوحي وأنواعه، وأن أول ما بدئ به رسول الله صلّى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها،حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال له اقرأ، فقال ما أنا بقارئ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: اقرأ باسم ربّك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربّك الأكرم الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم يرجف فؤاده. فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، وكان ابن عم خديجة، وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل في العبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي. فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس (أي جبريل أو الوحي) الذي نزل على موسى يا ليتني فيها جذعا (شابا قويا) ليتني أكون حيّا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم يلبث ورقة أن توفي وفتر الوحي.

ثم روى البخاري عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني، زملوني، فأنزل الله عزّ وجلّ: {يا أيها المدثر، قم فأنذر} إلى قوله: {والرجز فاهجر} فحمي الوحي وتواتر).

مدة انقطاع الوحي عن رسول الله

كم مدة اقطاع الوحي؟ اختلف العلماء في الزمن الذي فتر فيه الوحي فقيل ثلاث سنوات، وقيل أقل من ذلك، والراجح ما رواه البيهقي من أن المدة كانت ستة أشهر.

وبهذا نكون قد بينا معنى الوحي وأنواعه ودوره في حياة المسلم وأجبنا عن الأسئلة المتعلقة به.

قد يهمك الاطلاع على مقال: نزول القرآن الكريم