مفهوم الحديث الصحيح

شروط الحديث الصحيح

نبذة عن مفهوم الحديث الصحيح


نستمد مفهوم الحديث الصحيح من خلال تعريف الحديث الصحيح، فالحديث الصحيح هو الحديث المسند الذي يتصل سنده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى

منتهاه من غير شذوذ ولا علة.

يقسم العلماء الحديث إلى مقبول ومردود، فالمقبول هو الصحيح، والمردود هو الضعيف، ويندرج تحت هذين القسمين أنواع كثيرة للحديث.

ثم اصطلح العلماء علة التقسيم الثلاثي للحديث: فقسموا الحديث: إلى الصحيح والحسن والضعيف، والحديث المقبول  ويشمل الحديث الصحيح والحسن.

شروط الحديث الصحيح

من مفهوم  الحديث الصحيح يتبين أن شروط الصحيح خمسة وهي كما يلي:

  1. اتصال السند: بمعنى أن كل راو من رواة الحديث قد سمع ممن فوقه.
  2. عدالة الراوي: والعدالة ملكة في النفس تحمل صاحبها على التزام التقوى ومجانبة الفسوق والابتداع، وشروط تحقق العدالة: الإسلام والعقل والبلوغ وعدم الفسوق والمروءة.
  3. الضبط عند الراوي: وهو أن يحفظ الراوي ما سمعه (ضبط صدر أو ضبط كتاب) ليتمكن من أدائه كما سمعه.
  4. السلامة من الشذوذ: أي مخالفا لرواية من أقوى منه.
  5. السلامة من العلة: وهذا لا يدركه إلا أكابر العلماء المطلعين على خفايا في السند أو المتن التي يمكن أن تقدح في صحة الحديث.

ما هو حكم الحديث الصحيح؟

أجمع العلماء من اهل الحديث ومن يعتد به من الفقهاء والأصوليين على أن الحديث الصحيح حجة يجب العمل به، سواء كان راويه

واحدا لم يروه غيره، أو رواه معه راو آخر، أو اشتهر برواية ثلاثة فأكثر ولم يتواتر.

 

أنواع الحديث الصحيح

الحديث الصحيح يشمل: الصحيح لذاته والصحيح لغيره، والمتواتر والآحاد والعزيز والغريب والمشهور

  1. الصحيح لذاته: وهو ما اشتمل من صفات القبول على أعلاها.
  2. الصحيح لغيره: لم يشتمل من صفات القبول على أعلاها، أو هو الحديث الحسن الذي روي من وجه أخر ارتقى بما عضده من الحسن إلى مرتبة الصحة.
أقسام الحديث الصحيح من حيث السند هي الحديث المتواتر والحديث الآحاد

 الحديث المتواتر

يعتبر الحديث التواتر من أقسام الحديث الصحيح من حيث السند وضمن مفهوم الحديث الصحيح المتواتر نلخص لكم أبرز النقاط حول الحديث المتواتر كما يلي:

والحديث المتواتر هو الحديث الذي يرويه جمع يحيل العقل تواطؤهم على الكذب عن مثلهم من أول السند إلى آخره.

ما العدد الذي يعتبر حدا للتواتر؟

  • اختلف العلماء في العدد الذي يعتبر تواترا فبعضهم ذكر أربعة لقوله تعالى: {فلولا جاؤوا بأربعة شهداء}، وبعضهم قال خمسة بحسب أية الملاعنة ومنهم من ذكر عشرة لأن ما دون العشرة آحاد، ومنهم من قال اثنا عشر، {إثني عشر نقيبا}، وقيل عشرون ـ وقيل أربعون، وقيل سبعون، وقيل ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا بعدد مقاتلي غزوة بدر.
  • والراجح في العدد الذي يحقق التواتر هو أن يحيل العقل والعادة تواطؤهم على الكذب/ دون محاولة تعيين عدد، قال ابن حجر: ” لا معنى لتعيين العدد على الصحيح”.

أقسام الحديث المتواتر:

 متواتر لفظي: وهو الذي رواه جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب في أول السند ووسطه وآخره بلفظ واحد. وهذا النوع قليل جدا في الحديث.

– المتواتر المعنوي: هو ما رواه جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب في أول السند ووسطه وآخره بلفظ متقارب. وهو كثر جدا في الحديث.

حكم الحديث المتواتر:

  • لا يختلف المحدثين في أن المتواتر اللفظي والمعنوي يوجب العلم القطعي اليقيني.

لكن اختلف المحدثين في الحديث الصحيح الآحادي هل يفيد القطع أم الظن، فأكثر أهل الحديث يرجحون أن الحديث الآحادي الصحيح يفيد القطع، ويرى النووي أنه يفيد الظن.

 

الحديث الآحاد

أما القسم الثاني من أقسام الحديث الصحيح من حيث السند فهو الحديث الآحاد.

 الحديث الآحاد هو ما قصر عن صفة التواتر، ولم يقطع به العلم وإن روْته الجماعة.

يقسم الحديث الآحاد إلى: مشهور وعزيز وغريب، كما سنوردها لكم أقسام الحديث الآحاد كما يلي:

  • الحديث المشهور:

هو الحديث الذي يرويه ثلاثة فأكثر في كل طبقةٍ، ولم يبلغ في كثرة الأسانيد ما ينزَّل به منزلة التواتر.

وأمثال هذا الحديث ألوف من الأحاديث التي لا يقف على شهرتها غيرُ أهل الحديث والمجتهدين في جمْعه ومعرفته.

  • الحديث العزيز:

الحديث العزيز هو الذي لا يقلُّ رواته عن اثنين في جميع طبقات الإسناد، ولا يبلغ الشهرة.

وسمي عزيزا لكوْن هذا الوصف نادرَ الوجوه في الأحاديث.

  • الحديث الغريب:

الحديث الغريب  هومن تفرد بروايته واحد ثقة.

وأنواع الحديث الغريب هي  نوعان غريب مطلق (فرد)، وغريب نسبي.

الغريب الفرد (أو المطلق) هو الحديث الذي لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بإسناد واحد.

والغريب النسبي وهو الحديث الذي علم مخرجه عن النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر من وجه. والغريب النسبي كثير في جميع الكتب الأمهات، ومن وجوامعه الواسعة ” المعجم الأوسط ” للحافظ الطبراني.

حكم العمل في الأحاديث الآحاد

  • العلماء اتفقوا على وجوب العمل بالحديث الصحيح الآحادي، وذلك في أحكام الحلال والحرام، واختلفوا في إثبات العقائد ووجوبها به، فذهب أكثر العلماء إلى أن الاعتقاد لا يثبت إلا بدليل يقيني قطعي هو نص القرآن أو الحديث المتواتر.

مظان الحديث الصحيح

  • أول من صنف في الحديث الصحيح: هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، في صحيحه. وعدد أحاديث صحيح البخاري: سبعة آلاف ومئتان وخمسة وسبعون حديثا، وبلا مكرر: أربعة آلاف.
  • ثم جاء الإمام أبو الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري، وصنف صحيح مسلم وعدد أحداي صحيح مسلم: أربعة آلاف حديث أي فيه نحو ما في البخاري، واختص مسلم بجمع طرق الحديث.
  • ويعتبر صحيح البخاري أرجح، لأنه اشترط في إخراجه الحديث في كتابه هذا: أن يكون الراوي قد عاصر شيخه وثبت عند سماعه منه.
  • أما الإمام مسلم فاشترط المعاصرة فقط ولم يشترط اللقاء لذا كان ترجيح تصحيح البخاري على مسلم، كما هو قول الجمهور، بينما يرى أبو علي النيسابوري شيخ الحاكم، وطائفة من علماء المغرب أن صحيح مسلم أرجح.
  • لم يلتزم البخاري ومسلم في صحيحهما جميع ما يحكم بصحته من الأحاديث، ففي السنن أيضا أحاديث صحيحة لم ترد في البخاري ومسلم.

 

من أول من رتب أنواع الحديث؟

  • أو من ذكر أنواع الحديث وجمعها ابن الصلاح، ثم جاء بعده أول من تولى وأعاد ترتيب المصطلحات في أنواع الحديث، هو ابن حجر في كتابه “نخبة الفِكَر”.
  • رتب ابن حجر الحديث إلى متواتر وآحاد، ثم قسم الآحاد على مشهور وعزيز وغريب، ثم ذكر الحديث الصحيح.

 

مراتب الحديث الصحيح

المصنفات في الحديث الصحيح على مراتب في تضمنها للصحيح وهي كما يلي:

  1. أعلى المراتب: ما رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.
  2. ثم ما تفرد به البخاري.
  3. ثما ما رواه مسلم.
  4. ثم ما وافق شرطيهما ولم يخرجاه في صحيحيهما.
  5. ثـم ما خرجوه عن البخاري بشرطه.
  6. ثم ما خرجوه عن مسلم بشرطه.
  7. ما صححه أهل العلم وليس في واحد من الصحيحين.

ما هي أصح الأسانيد؟

لكل من علماء الحديث رأي في أصح الأسانيد نورد لكم أبرزها كما يلي:

  • عن أحمد وإسحق أصحها: الزهري عن سالم عن أبيه.
  • وعند علي بن المديني والفلاس: أصحها محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي.
  • وعن يحيى بن معين: أصحها الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود.
  • وعن البخاري، ومالك عن نافع عن ابن عمر.

You might also like