موقف الإسلام من العنصرية

نبذة عن مفهوم العنصرية

موقف الإسلام من العنصرية كان على رأس أولويات الإسلام ، فقد عانت الكثير من الشعوب ومازالت تعاني من العنصرية والتمييز العنصري وهي فكرة وقناعة قائمة على الاعتقاد بتفضيل مجموعة أو فئة على غيرها بناء على اللون أو الشكل أو العرق.

كما أن العنصرية ليست فطرة بل هناك من يزرعها وهناك من يجني ثمارها ، فالإنسان يولد وقلبه نقيا ليس فيه عنصرية أو تفرقة.

أسباب العنصرية

نستطيع أن نوجز أسباب العنصرية بما يلي :

  • التفاخر بالأنساب أو الطعن فيها.
  • الفروق المادية.
  • الجهل وعدم معرفة معنى العنصرية.
  • المشاكل النفسية كالغرور والتكبر.
  • اختلاف اللغات.
  • الجشع والطمع والاستغلال.
  • لون البشرة حسب ما يعتقد بعضهم.
  • العقيدة والفكر والثقافة.

أنواع العنصرية

تكون العنصرية في مضايقة شخص ما بسبب شكله أو لون بشرته وجعله يشعر أنه غير مرغوبا فيه ،

وهذا يسبب له الألم في نفسه وإهانة في كرامته.    وللعنصرية نوعان :

  • بشكل مباشر

وهنا يكون التعامل مع الفرد وجها لوجه بطريقة دونية وفوقية وتكون بتفضيل شخص على آخر بسبب عرقة أو لونه.

  • بشكل غير مباشر

وهنا تكون عن طريق فرض قوانين وأنظمة وشروط دون ذكر الأسباب وهذه الشروط تكون لصالح فئة معينة على حساب فئة أخرى أقل منها بنظرهم.

سلبيات العنصرية على الفرد والمجتمع

  • على الفرد :

ـ  تولد الكراهية بين الشخص العنصري والشخص الذي تمارس عليه العنصرية.

ـ  تضيق فكر الشخص العنصري لأنه لا يفكر الا بنفسه بعيدا عن الشعور بالآخرين ومشاعرهم.

ـ  رفض الشخص المتعرض للعنصرية في كافة اللقاءات.

ـ  تجعل الشخص المتعرض للعنصرية وحيدا انطوائيا بعيدا عن الآخرين.

  • على المجتمع :

ـ  قد تشعل العنصرية الحرب في المجتمع بسبب تعصب كل فئة لأفكارها ومعتقداتها.

ـ  تخلق جوا من الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع.

ـ  تخلق أجواء من الخوف والكبت وعدم الاستقرار.

ـ  وتجعل المجتمع مفككا ضعيفا غير مترابط.

 كيف عالج الإسلام العنصرية ؟

موقف الإسلام من العنصرية كان واضحا فقد حارب الإسلام العنصرة بكافة أشكالها وصورها ، وقد ورد في القرآن أن التفاضل بين الناس يكون فقط على أساس التقوى ، أما الاختلاف في اللون والعرق والجنس فقد جعلها الله من آيات كتابه الكريم حيث قال

(  ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين )

وقد عمل الإسلام منذ بداياته على للقضاء على العنصرية وذلك من خلال النقاط التالية :

  • بناء الوعي وتغيير الفكر

من خلال تغيير التفكير في نظرة الإنسان للإنسان وان البشرية كلها تنحدر من أصل واحد وتكرر هذا في القرآن كثيرا

(  يا بني آدم    يا أيها الناس   قل أعوذ برب الناس ).

  •   إقرار الحقوق وتطبيقها

شرع الإسلام قوانين تصون حقوق الفقراء والمساكين وأوصى باليتيم حتى لا يشعر بالحرمان وأكرم المرأة ورفع شأنها.

  • حماية حقوق الإنسان

في هذا البند يتجلى واضحا موقف الإسلام من العنصرية، فلم يتوقف الإسلام عند إعلان الحقوق فحسب بل وعمل على حمايتها بالقانون ، ولعل أقدو دستور عرفته البشرية هو ميثاق المدينة المنورة التي جمعت مجتمعا واحدا والجميع فيه سواسية.

  •   المساواة بين الناس

وهذا يظهر للجميع في صلاة الجماعة فالمسلمون يلتقون خمس مرات يوميا لا فرق بين أحد منهم الا بالتقوى.

  • الدعوة إلى الحرية وعتق العبيد

عمل الإسلام على إنهاء الرق بأن جعل كفارة لبعض الذنوب هي تحرير رقبة.

  • الإخاء بين الناس

قال تعالى ( إنما المؤمنون أخوة ) وهي أكبر إثبات على أخوة البشرية بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون.

  • المساواة بين الرجل والمرأة

أعطى الإسلام الحرية للمرأة في الحياة والحرية وهي التي كانت  تؤد وتورث في الجاهلية وأعطاها شخصيتها المدنية واستقلالها المادي ، ويحق لها أن تتاجر وترث وتتعلم وتعلم شأنها شأن الرجل.

  • التسامح مع الأديان الأخرى

قال تعالى (  لا إكراه في الدين )  فقد أمر الإسلام بحسن المعاملة مع الناس على اختلاف أديانهم

ومحاورة أتباع الأديان الأخرى بالحسنى والحجة لا بالعنف والإكراه.

  • فريضة الحج

وهي المعنى الحقيقي لوحدة الإنسانية بجميع مكوناتها لأنها تساوي بين الأبيض والأسود والقوي والضعيف

لا فرق في اللون والعرق والشكل مؤمنين بحقيقة قوله  ( إنا لله وإنا إليه راجعون ).

قصة عن العنصرية في زمن النبي عليه السلام

الكثير منا يخجل من كلمة عفوا وآسف ويعتبرها إهانة له ، بل إن الاعتذار ثقافة راقية وخلق عظيم

ولعل من أشهر وأعظ قصص الاعتذار في الإسلام عندما قال أبو ذر  حتى أنت يا ابن السوداء ؟

وقال بلال : والله لأرفعنك  إلى رسول الله  وهنا تغير وجه الرسول وقال يا أبا ذر أعيرته بأمه ؟

إنك امرؤ فيك الجاهلية  وقال يا رسول الله استغفر لي وخرج

ووضع خده على التراب وقال والله لا أرفع خدي حتى تطأه  برجلك أنت الكريم وأنا المهان

وقال بلال والله لا أطأ وجها سجد لله سجدة واحدة ثم قاما وتعانقا وتباكيا.

من هنا نفهم ونعي قيمة وعظمة وثقافة الاعتذار وصورة واضحة تدل على موقف الإسلام من العنصرية.

آيات من القرآن الكريم ضد العنصرية

نذكر لكم هنا بعض الآيات التي تبين موقف الإسلام من العنصرية:

  • ـ (  ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين )

وهنا يبين لنا الله تعالى أن كل البشر لهم التكوين الخلقي نفسه منذ بداية الخلق وإلى قيام الساعة.

  • ـ  (  يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )

وهنا الحكم بين الناس ليس بالعرق واللون والجنس بل بالتقوى والعمل الصالح.

  • ـ  ( كل الناس أمة واحدة )

والخلاصة كلنا أمة واحدة وأسرة واحدة  ومن أبناء آدم وحواء لا يفرقنا عرق ولا لون ولا جنس.

أسود أبيض   طويل أو قصير    مسلم أو مسيحي   قوي أو ضعيف   رجل أو امرأة

كل هذه المسميات ليست اختلافا ولا تعني شيئا وكلها لا تفرق فردا عن آخر.

بل الاختلاف هو ميزة وثروة ينبغي على كل فرد أن يستثمرها

فالذهب الذي يتميز عن كل المعادن بلمعته لا قيمة له إن لم يمتزج مع غيره من العناصر.

قد يهمك المقال التالي: مفهوم الحديث الصحيح.

You might also like