نزول القرآن الكريم

القرآن الكريم أول مصادر التشريع الإسلامي، وهو الوحي المحفوظ بحفظ الله تعالى في السطور والصدور، والذي نزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، نتحدث في هذا المقال عن نزول القرآن الكريم.

معنى القرآن الكريم

تعريف القرآن لغة: قرأ بمعنى الجمع والضم، والقراءة: ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل، والقرآن مصدر قرأ قراءة وقرآنًا، وأصبح لفظ (قرآن) أسم تعين بالكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم

تعريف القرآن اصطلاحا: باب التقريب لمعنى القرآن يذكر العلماء تعريفا له فيقولون: هو الكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف، المنقول عنه بالتواتر، المتعبد بتلاوته.

من أسماء القرآن:

هل للقرآن أسماء أخرى؟ سمى الله وحيه أسماء مغايرة لما تسمي العرب كلامها مراعيا في هذه الأسماء اشتقاقها ولأسرار معانيه.

كم عدد أسماء القرآن؟ بعض العلماء بالغ في تعداد ألقاب القرآن حتى أوصلها إلى خمسة وخمسين كالزركشي وبعضهم نيفا وتسعين وهذا نتيجة الجمع بين الاسم والوصف للقرآن.

 ومن أشهر أسماء القرآن الكريم:

الكتاب: من المكتوب أي المجموع في سطور لجمعه الحروف والكلمات ورسم الألفاظ {ذلك الكتاب لا ريب فيه}. 

القرآن: ذهب العلماء مذاهب مختلفة في معنى لفظ قرآن فالشافعي يقول: إن لفظ القرآن المعرف بأن ليس مشتقا ولا مهموزًا، بل ارتجل ووضع علما على الكلام المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وإلا لو كان مشتقا من القراءة لكان كل ما يُقرأ قرآن.

الفرقان: كلمة أصلها آرامي تفيد معنى التفرقة فالقرآن يفرق بين الحق والباطل: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}.

الذكر: ومعناه الشرف ومنه قوله تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم}.

نورا: إشارة لبيانه للحق وطريق النجاة للناس: {وأنزلنا إليكم نورا مبينا}

هدى: مرشدا للحائرين إلى طريق السعادة والفلاح: {هدى ورحمة للمحسنين}

شفاء: شفاء للعقول والأرواح والأبدان فقال {وننزل من القرآن ما هو شفاء}

التنزيل: إشارة إلى أنه وحي منزل من الله على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم {وإنه لتنزيل رب العالمين}

مراحل نزول القرآن الكريم

مقدمة عن نزول القرآن: أراد الله لهذا القرآن أن يكون متميزا في كل شيء عن باقي الكتب السماوية، ومن هذا التميز طريقة تنزل القرآن، فجميع الكتب نزلت دفعة واحدة، والقرآن نزل مفرقا وعلى مراحل، البعض من العلماء جعلها ثلاث مراحل، ولكن الراجح أنها مرحلتين وهذه المراحل:

نزول القرآن الكريم من اللوح المحفوظ: وهذا التنزل الأول الذي بدأ في ليلة القدر من رمضان، نزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة.

نزول القرآن مفرقا : حتى استنكر المشركون نزوله مفرقا وقد نزل ما قبله جملة واحدة  {وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة}، لكن كم مدة نزول القرآن؟ نزل القرآن على مدى ثلاث وعشرين سنة من السمائ الدنيا من بيت العزة إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي ينزل منجما، تنزل السورة ، وتنزل العشر آيات إلى أن اكتمل نزوله في ثلاث وعشرين سنة.

وهذا هو القول الراجح في نزول القرآن على أنه نزل على مرحلتين.

كيفية نزول القرآن الكريم

يتساءل البعض هل القرآن نزل مكتوبا؟ لم ينزل القرآن مكتوبا، بل كان جبريل عليه السلام ينزل به على محمد صلى الله عليه وسلم فيلقيه عليه ويستقبله قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقة نقل جبريل القرآن لمحمد صلى الله عليه وسلم  تحدث عنها القرآن بقوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء},وكان جبريل ينفصل عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد وعى محمد ما سمعه من جبريل.

الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقا:

أراد الله ان يكون نزول القرآن مفرقاً لحكم منها:

  • تميز القرآن الكريم بنزوله جملة ونوله  مفرقا، بينما نزلت الكتب السماوية السابقة جملة واحدة، وهذا لبيان فضل القرآن وخصوصيته عما سبقة.
  • التدرج في التشريع، فصارت الآيات تنزل بالأحكام تباعا على مدى من الزمن حتى يتسنى للناس فهمها وتطبيقها.
  • التخفيف على النبي صلى الله عليه وسلم من ثقل الوحي عند نزوله، إذ كان رسول الله يلاقي شدة في ذلك.
  • تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم في ورود الأحداث عليه من تكذيب المشركين وصدهم عن دين الله فيأتي القرآن يثبته كل فترة وأخرى.
  • تسهيل حفظ القرآن على الصحابة، فنزوله مفرقا حيث تنزل الآيات عشر آيات أو أكثر بقليل كل فترة يساعد على حفظ الصحابة للقرآن.

تاريخ نزول القرآن الكريم

بدأ نزول القرآن في ليلة القدر  لقوله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}، في شهر رمضان  لقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.

قد يهمك الاطلاع على مقال: معجزات من القرآن

You might also like