ثاني خلفاء الدولة الأموية بعد معاوية، أخذت له البيعة في حياة والده، وهي أول حادثة في تاريخ الحكم الإسلامي، إنه يزيد بن معاوية.
من هو يزيد بن معاوية؟
هو أبو خالد، ولد سنة 26 للهجرة، بويع له في ربيع الأول سنة إحدى وستين، وتوفى لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين، وكانت خلافته ثلاث سنين تنقص أياما.
صفات يزيد بن معاوية: كان ضخم الجسم طويلا، كثير اللحكم والشعر، مجعد الشعر في وجهه أثر الجدري، أمه ميسون بنت بحدل الكلبية، عاش طفولته وشبابه عند أخواله في البادية، عاد إلى دمشق بطلب من والده ليحضر مجلس الحكم والسياسة، تعلم الشعر وكان فصيحاً خطيباً شجاعاً كريماً.
ماذا فعل يزيد بن معاوية؟
من أعمال يزيد غير الخلافة، أنه روى الحديث فروى عن أبيه ، وروى عنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان، كما كان وليا للعهد في خلافة والده، غزا مع جيوش المسلمين شارك في الفتوحات حيث قاد جيشاً سنة 45 هـ الى الروم والتقوا في غزوة الطوانة، وقاد جيشاً أيضا في عهد والده إلى القسطنطينية سنة 49 للهجرة وشارك في هذه الغزوة عدد كبير من الصحابة من بينهم الحسين بن علي، ابن عباس وابن عمر وعبدالله بن الزبير وأبو أيوب الأنصاري الذي مرض ومات ودفن هناك.
أما أعمال يزيد في الخلافة: فكثرت الفتوحات في عهده في جبهات أفريقية حيث القائد عقبة بن نافع خاض معركة كسيلة وانتصر فيها، وعلى جبهة الروم استمرت غزوات الصوائف ، وفي جبهة المشرق حيث خوارزم وبلاد السند فتح الكثير من البلدان.
كيف اختير يزيد ولياً للعهد؟
تنازل الحسن بن علي بالخلافة لمعاوية وسمي ذلك العام عام الجماعة، على أن يكون الحكم بعد معاوية للأمة تختار خليفتها، وكان معاوية قد رشح للخلافة ستة أشخاص بعده لم يكن يزيد واحدا منهم وهم: الحسن بن علي، سعيد بن العاص، مروان بن الحكم، عبدالله بن عامر، عبدالله بن عمر، عبدالله بن الزبير، واختبياره لهم لما وصفهم به من فقه وسياسة وكرم والتزام بالحود.
لكن بعد وفاة الحسن بن علي، خشي معاوية على تفرق وحدة الأمة كون أهل الشام لا يرضون إلا أموياً، فأخذ البيعة لابنه يزيد وكان من قوله: “إني خفت أن أذر الرعية من بعدي كالغنم المطيرة ليس لها راع”.
طلب معاوية البيعة لابنه يزيد من الولايات، فجاءت الوفود من أهل الشام والبصرة والمدينة وتمت البيعة، لكن أهل المدينة امتنعوا عن البيعة وعلى رأسهم عبدالله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبادالله بن الزبير، فذهب معاوية بنفسه مع ألف من أهل الشام إلى المدينة في موسم الحج وأخذ البيعة من أهلها ثم في مكة التقى بالثلاث الممتنعين، وكلمهم واعلن للناس أنهم راضون ببعة يزيد.
هل كان يزيد بن معاوية فاسقا؟
كان عددا من الذين أرادوا الخروج على يزيد يتهمون يزيد بشرب الخمر وترك الصلاة ولا يحكم بالكتاب، ويرتكب الموبقات يبررون بذلك لخلعه والخروج عليه، ويؤيد ذلك الشيعة ويدللون عليه من رواياتهم عن آل البيت، وكن ممن رد على هذه الاتهامات في يزيد محمد بن الحنفية بن علي إذ قال: ” ما رأيت منه ما تذكرون، إني قد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواضبا على الصلاة متحريا للخير يسأل عن الفقه ملازما للسنة”.
يزيد بن معاوية عند اهل السنة
سنذكر قول العلماء في يزيد بن معاوية، كان يزيد قد اتخذ بعض الصحابة مستشارين له كالنعمان بن بشير، كما رفض المثير منهم الخروج على يزيد بعد مقتل الحسين، قد رضي الصحابة بأخذ البيعة ليزيد مقدمين مصلحة الأمة، ومن أقوال الصحابة في خلافة يزيد ما يعبر عن رضاهم، فقد قال عبدالله بن عمر: “إن كان خيرا رضينا وإن كان بلاء صبرنا”، ثم إنهم رجحوا وحدة الأمة على افتراقها فرضوا بخلافة يزيد، وهم يعلمون أن الذي حمل معاوية على ذلك هو النظر في مصلحة المسلمين.
أما رأي ابن تيمية في يزيد بن معاوية:
فقد ذكر في فتاواه أن الناس ثلاث أقسام في رايهم بيزيد:
رأي الشيعة في يزيد: فهم يرونه كافرا منافقا فاسقا ، ويعددون ويذكرون جرائم يزيد ومنها: قتل الحسين بن عي، وقتل عددا من آل بيته وأصحابه وأنه فعل ذلك انتقاما لمقتل جده عتبه وأصخابه في بدر على يد علي بنن أبي طالب، ومحاصرة الكعبة وتدميرها، لذلك يلعنونه ويسبونه في كل مجلس.
والفريق الثاني: برى أن يزيد ملكا عادلا ورجلا صالحا، وأنه يحسب على الصحابة لأنه ولد ف يزمنه وقد حمله بيده، ويرفعون من شأنه ليفضلوه على بعض كبار الصحابة وهؤلاء لا شك مبالغون في مدحه.
الفريق الثالث: يرون أن يزيد هو ملك من الملوك الين يجتهدون في الحكم فيخطئون ويصيبون، لم يكن وليا صالحا ولا صحابيا ولم يكن كافرا ولا فاسقا، جرت في عهده بعض الأحداث المؤلمة كمقتل الحسين وموقعة أهل الحرة. فلا يمدح ولا يسب.
كيف مات يزيد ؟
توفي يزيد في السنة الرابعة والستون للهجرة، وعن سبب الوفاة يتحدث الشيعة أن موته كان على يد رجل أراد أن ينتقم لمقتل الحسين فقتله، لكن الراجح أن موته كان طبيعيا.
قد يهمك الاطلاع على مقال: الدولة الأموية في عهد يزيد