معاوية بن أبي سفيان

ماذا قال الرسول في معاوية بن أبي سفيان

وردت عدة أحاديث في بيان فضل معاوية بن أبي سفيان، بعضها صحيح وكثير منها غير صحيح أوردها المحبون له وقد غالى بعضهم في فضله ، كما غالى بعضهم في بغضه فأوردوا كلاما وأحاديث غير صحيحة، ونحن سنذكر بعض الأحاديث الصحيحة التي جاءت في بيان فضله:

  • أخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ثم أستيقظ يبتسم فقلت: ما أضحكك ؟ قال : (أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة). وأول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية بن أبي سفيان.
  • أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: (اللهم علمه الكتاب، والحساب، وقه العذاب).
  • وسلم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية: (اللهم اجعله هاديا، مهديا، واهد به).
  • ما رواه ابن عباس أن رسول الله أرسله ليدعو معاوية فقال: فأتيت، فقلت: يا رسول الله، هو يأكل، قال: (اذهب، فادعه). فأتيته الثانية، فقيل: إنه يأكل. فأتيت رسول الله، فأخبرته. فقال في الثالثة: (لا أشبع الله بطنه).

وأخرجه مسلم في البر والصلة: باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك، كان له زكاة وأجرا ورحمة.

وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: وقد فهم مسلم من هذا الحديث أن معاوية بن أبي سفيان لم يكن مستحقا للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له.

  •  أخرج البخاري في صحيحه: (أخرج النبي ذات يوم الحسن، فصعد به على المنبر، فقال: ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين).

قد يهمك: أبو بكر الصديق

ماذا قال الرسول في معاوية بن أبي سفيان

حقيقة معاوية رضي الله عنه

  • شخصية معاوية بن أبي سفيان من الشخصيات التي يكثر فيها الجدل بين محب لها ومغال حتى ذكروا في فضلها ما لا يصح عنه رضي الله عنه، وبين مغال في بغضه وكرهه حتى رماه بالكفر والنفاق وأيد قوله بأحاديث مكذوبة.
  • وللوصول لحقيقة معاوية رضي الله عنها لابد من أن يكون المتكلم فيه منصفا متبعا منهجا علميا سويا، وهذا ما فعله العلماء المسلمين، ومن منهجيتهم:
  • عند الحديث عن الصحابة لابد أن نحتاط في حكمنا عليهم أو في الخوض فيما جرى بينهم وخاصة أنه من الصحابة، والصحابة كلهم عدول.
  • الروايات التي جاءت في ذم معاوية أو الأخبار التي ذكرت أنه كان يبيع الأصنام لهند، وأنه كان يشرب الخمر، لا تتفق مع قواعد الروايات الصحيحة، بل وتتعارض مع ما صح من أحاديث في فضله.
  • معرفة قدر معاوية ومكانته من خلال ما جاء في وصفه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد صحت أحاديث بينت مناقبه وفضله ومدح الرسول له، بل جعله من كتاب الوحي.
  • موقف الصحابة منه، إذ بينت رضاهم منه وثقتهم به، فقد وثق به عمر وجعله واليا على ثغر من ثغور المسلمين الهامة رغم شدة عمر في اختياره للولاة، كما جعله عثمان واليا على الشام كلها، الذهبي: “حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم وهو ثغر فيضبطه ويقوم به أتم قيام، ويرضى الناس بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم تألم مرة منه، وكذلك فليكن الملك”.
  • موقف علي بن أبي طالب من معاوية بن أبي سفيان: فبم يصفه بنفاق ولا كفر، بل يرى صحبته لرسول الله وجهاده، ويراه مسلما عدلا، وقد ثبت عنه قوله: “قتلاي وقتلى معاوية في الجنة، وكان يدعو لأهل الشام بالمغفرة.”
  • عاصر خلافة معاوية جمع من الصحابة بينهم سعد وأسامة وجابر وزيد بن ثابت ومسلمة بن مخلد وأبو سعيد ورافع بن خديج وأبو أمامة وأنس بن مالك والحسين، والحسن الذي امتدح النبي صنيعه بتنازله بالخلافة لمعاوية. فلو كان معاوية فاسقا أو كافرا كيف يسكت هؤلاء الصحابة على ولايته.
  • من يستقرئ أحوال الصحابة وأقوالهم في معاوية بن أبي سفيان قبل استلامه الحكم أو بعده، يجد حالة من الرضا والقبول لدينه وحكمه.
  • روى الصحابة الحديث عن معاوية رضي الله عنه، ومعلوم أن أحدا لا يروي الحديث عن كذاب أو مشهور بفسقه، ولو كان معاوية فاسقا أو كذابا، لما روى الصحابة ولا التابعين عنه شيء من الحديث، وقد روى له البخاري ومسلم، وله في (مسند بقي) مائة وثلاث وستون حديثا.

قد يهمك: عمر بن الخطاب

حقيقة معاوية رضي الله عنه

أهم أعمال عمال معاوية

  • بعد إسلامه كان من أمناء الوحي.
  • ولاه عمر وهو حديث السن، وجمع له الشام كلها، ثم أقره عثمان على ولاية الشام.
  • غزا في سبيل الله فتولى قيادة جيش إمداد لأخيه الصحابي يزيد وغزا تحت إمرة أخيه، وقاتل المرتدين في اليمامة في خلافة أبي بكر، فشارك في فيتح صيدا وعرقة جبل وبيروت وسواحل الشام.
  • بعد مقتل عثمان توقف الغزو بسبب الاختلاف الذي وقع بين الصحابة، ولم يكن غزو حتى اجتمع الأمر لمعاوية، فغزا معاوية بن أبي سفيان قبرص سنة خمس وعشرين، وأغزا ابنه مع الصحابة في البر والبحر.
  • أنشأ الكثير من الدواوين، منها ديوان: (الرسائل، الخاتم، البريد، القضاءـ، الشرطة).
  • أوجد نظام الكتبة: بتعيين كاتب لكل ديوان، كاتب ديوان الخرج، وكاتب ديوان الجند، وكاتب ديوان القضاء، وهكذا.
  • توفير الأمن والاستقرار في الدولة في فترة خلافته، بعد انتشار الفتنة بعد مقتل عثمان.
  • أول من اتخذ الحاجب في الإسلام، لتجنب الاعتداء عليه والوصول إليه من الأعداء، وكذلك اتخذ الحرس في الدولة المسلمة تخوفا من الخوارج.
  • الحرس: وهو أيضا أول من اتخذ الحرس في الدولة الإسلامية، خوفا من الخوارج الذين يريدون قتله.
  • ·        الاهتمام ببناء الجيش الإسلامي وتنظيمه، وتوجيه الجيوش للغزو في البر والبحر.

وفاة معاوية بن أبي سفيان

  • أصيب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في آخر حياته بمرض (اللقوة)، ومما جاء عنه في آخر حياته أنه قال: ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى، ولم أر من هذا الأمر شيئا.
  • لما حضرته الوفاة قالوا له ألا توصي؟، قال: اللهم أقل العثرة، واعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فما وراءك مذهب.
  • مات معاوية في دمشق بعد أن كان فيها واليا لعشرين سنة، وخليفة لعشرين سنة أخرى، في شهر رجب سنة ستين للهجرة، وعاش سبعا وسبعين سنة، بعدما عهد بالأمر إلى ابنه يزيد.
  • وكان عنده إزار رسول الله ورداؤه وقميصه وبعض أظفاره وشعره، فقال: كفنوني في قميصه، وأدرجوني في ردائه، وأزروني بإزاره، واحشوا منخري وشدقي ومواضع السجود من شعره وأظفاره، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين.

قد يهمك: علي بن أبي طالب

وفاة معاوية وقبره

صفات معاوية بن أبي سفيان

من ضمن الصفات التي كان يمتاز بها أحد أهم الشخصيات التاريخية وهو معاوية بن أبي سفيان ما يلي:

قوة الجسد

فقد كان جسم معاوية بن ابي سفيان غاية في الصلابة والقوة وكان مشهورًا بزيادة طوله كما الجبال وبياض بشرته التي تزين طلته, وقد أطلق عليه عمر بن الخطاب اسم  كسرة العرب، كما كان يتمتع بالصفات العظيمة التي تحسن من سمعته بين قومه وهي الصدق في القول والحكمة.

تحدث عن صفاته عبد الله بن العباس وقال أنه لم يقابل شخص يحمل نفس أخلاقه, وتحدث في خصاله ابن أمير المؤمنين عبد الله قائلًا لم يسبق لي أن رأيت رجلًا بعد نبي الله محمد يتمتع بدرجة عالية من السيادية عن السيد معاوية.

اكتسابه المزيد من العلوم والفقه

فقد اكتسب معاوية بن أبي سفيان نتيجة مرافقته لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم العلوم الدينية وعلوم الفقه وعلوم التربية الإيجابية الصحيحة للأبناء والنفس، وتكلم في معرفته وعلمه ابن عباس وقال انه يشبه الفقهاء في حديثهم وطباعهم.

وأطلق ابن عباس عليه اسم أفضل صحابي، وأيضًا أسماه بالبحر لأنه يمتيز بكبر حجمه الذي يطابق سعة علوم وأفكار ومدارك معاوية بن أبي سفيان, تم وصف معاوية ايصًا بـأنه حبر الأمة.

 وأعظم وصف له كان ترجمان القرآن، إذ جاء يوم دعا له فيه رسول الله بالحمة وسعة علومه والتأويل، فأعطاه الله ما شاء وأجاب دعوته.

تأثيره القوي في حل النزاعات

فقد كان معاوية بن ابي سفيان تابع ورفيق مميز  لعليّ وعندما أراد أن يخرس خصومه ويسكتهم عن الجدل أرسله علي إلى مكان تواجد الخوارج ، واشتد معهم وصار جدال انتهى سريعًا إذ لم يصبح لديهم بعد حديث معاوية أي حجة.

قدرته في توصيل العلم

 معاوية بن أبي سفيان كان  حريصًا جدًا على بلوغ العلم إلى المسلمين على لسانه، وقد قال فيه أبي أمامة ابن حنيف أنه بينما هم ببدء الأذان في   المسجد على منبره وقال: الله أكبر الله أكبر.

فوجد صوته يتردد على لسان معاوية قائلًا مثله: الله أكبر الله أكبر. وعندما أكمل قائلًا: أشهد أن لا إله إلا الله، تبعه معاوية مؤكدًا على قوله: وأنا.

كان معاوية دائم التحدث بالعلم ونشره عن طريق ذكر الأحاديث التي توضح فائدة اعتناق دروس الفقه, وكان يحب تنفيذ كل تعاليم السنة على الوجه الصحيح بكل ما يستطيع  من جهد.

قصة معاوية بن أبي سفيان وعلى بن أبي طالب

قد ورد في كتاب بعنوان البداية والنهاية كتب بقلم ابن كثير أنه حدثت مشكلة بين قبيلتين من أبناء العراق وأبناء الشام، وعندما انتهى الخليفة على بن أبى طالب من معركة الجمل وفاز بها وتمكن من دخول البصرة، فإنه تقدم من البصرة ذاهبًا إلى حيث الكوفة.

وأخيرًا هبط في مدينة الرحبة وقام فصلى في المسجد الأعظم ثم ثم ألقى خطبته على القوم وهو يناديهم إلى فعل الخير متى استطاعوا ذلك، والتوقف عن فعل الخبائث والمنكر والنهي عنه ثم بدأ في الثناء على أبناء الكوفة فى الخطبة التي يلقيها عليهم.

وبعدها أرسل إلى  رجلًا يدعى جرير بن عبد الله وأيضًا إلى الأشعث بن قيس ليقوما بالحصول على البيعة من الرعايا المتواجدين بالعراق ثم يأتيا إليه بعدها ليخبرانه بنا تم، وبالفعل هذا ما حدث.

فلما أراد على رضى الله عنه أن يبعث إلى معاوية رضى الله عنه يدعوه إلى بيعته قال جرير بن عبد الله: أنا أذهب إليه يا أمير المؤمنين، فإن بينى وبينه ودَّا، فآخذ لك منه البيعة.

ولكن ظهر الأشتر وقتها ليقول لعلي: لا ترسله, فإنى أخاف أن يرافقه هواه.

فقال علي: إتركه وأرسله ودعاه لأن يأخذ معه رسالة لمعاوية يخبره فيها بموعد اجتماع المهاجرين مع الأنصار لتتم مبايعته, وليكون على علم بما صار في معركة الجمل، ولينضم إلى جمع الناس الذين أيدوه.

وعندما وصل جرير لمعاوية وضع في يده الرسالة وكان من عمرو بن العاص أنه رفض هو ورؤوس دولة الشام، المبايعة إلى أن يتم قتل كل من جهز لقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، أو حتى يسلمونه إليهم وإذا لم يرضى بما أرادوا فلن يجد منهم إلا أن جهزوا لقتاله ولم يرضوا بمبايعته.

فعاد جرير لعلي وعرض عليه ما حدث منهم, فقال الأشتر: ألم أخبرك ألا ترسل جرير إليهم لو كنت أرساتني أنا لكن أغلقت جميع أبواب معاوية.

You might also like