أساليب تربية الأبناء

نبذة عن أساليب تربية الأبناء

يبحث الوالدين لإنجاح عملية تربيتهم لأبنائهم عن أساليب تربية الأبناء، يبتغون من ذلك التعرف على الأساليب والطرق الصحيحة التي تنمي شخصية أبنائهم.

تعريف الأساليب التربوية

يعرف علماء التربية أساليب تربية الأبناء بأنها: الطريقة أو مجموعة الأساليب والوسائل المشتمرة التي يتبعها الأبوين في تنشئة أبنائهم وتربيتهم ويكون لها أثرفي تشكيل شخصية الطفل وسلوكياته.

متى تبدأ تربية الطفل

التربية مع الطفل تبدأ منذ الصغر، عندما يكون رضيعا في شهره السادس حيث يستطيع إدراك الطلب والرفض، ومعنى قول نعم ولا، ويمكن أن يعود على سلوكيات صحيحة ويجنبه الوالدين السلوكيات غير الصحيحة.

العوامل المؤثرة في تربية الطفل

 تتأثر تربية الأطفال بعدة عوامل تترك أثرها في تربيته من أهمها:

البيئة التي تحيد بالأبناء وينشئون فيها، فبمقدار ما تكون هذه البيئة مريحة لهم بمقدار ما يحفزهم هذا ويشعرهم بالأمان.

شخصية وسلوك الوالدين تجاه الأبناء، والأبناء قادرون على التفريق بين الأب والأم وتقبل كلم مهم أو الميل للتعامل مع أحدهم بناء على شخصيته ولطفه أو قسوته.

الطرق وأساليب تربية الأبناء التي يتبعها اللآباء في تربيتهم لأطفالهم، وبمقدار ما تتعدد الوسائل والطرق بمقدار ما يدعو ذلك للنشاط والبعد عن الملل والرتابة.

مدى مشاركة الوالدين لأطفالهم من حيث السؤال عنهم والاستماع إليهم، ومساعدتهم ومشاركتهم ببعض أعمالهم، ومشاركتهم أفراحهم ونجاحاتهم ومتابعة أعمالهم ودراستهم وغير ذلك من الأعمال.

أساليب التربية الحديثة

يكثر الآباء من السؤال حول أساليب تربية الأبناء فيقولون:  كيف نربي أطفالنا تربية صحيحة، وما هي أساليب التربية الصحيحة وأساليب التربية الخاطئة؟

ذكر علماء التربية كثير من الوسائل في تربية الأبناء، وخاصة مع تنوع الوسائل في عصرنا، ونذكر أهم هذه الوسائل:

التربية بالقدوة: وخاصة في المراحل الأولى، فالطفل في سنواته الأولى يتعلم بالتقليد لما يراه من محيطه، وكذلك من معلميه في المسجد أو المدرسة ومن الأقران لذلك لا بد من أن يتصف المربي بصفتي العلم والعمل، ومن أهم واجبات الوالد والمعلم أن يكونوا قدوة حسنة بسلوكهم.

التربية بالترغيب والترهيب: لا يخفى على المربين دور التحفيز بالثواب والثناء على نشاط وتقدم المتعلم، ودور التحذير والتنبيه من الأخطاء والعقوبة في حفظ الأولاد من الاستمرار في الخطأ، على أن تستعمل بحكمة وكل في موضعه دون إفراط أو تفريط.

التربية بالقصة: وتعتبر من أهم أساليب تربية الأبناء التربية بالقصة، ففي هذه الأسلوب يسهل أيصال الكثير من القيم والأفكار والعبر مع تشوق الطفل للسماع دون ملل فالطفل يميل بطبعه إلى سماع الحكايات، وهذا أسلوب قرآني لتثبيت حقائق التوحيد والقيم، قال منّاع القطان: ممّا لا شكّ فيه أنّ القصة المحكمة الدقيقة تطرق السامع بشغف، وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة ويسر، ولذا كان الأسلوب القصصي أجدى نفعاً وأكثر فائدة.

التربية بالموعظة: إن وقع الطفل في غفلة أو خطأ لا يوبخ ولا يعنّف وإنما يوجه باللطف والموعظة، يقول ابن القيم: “القابل الذي عنده نوع غفلة وتأخّر يدعَى بطريق الموعظة الحسنة”.

التربية بضرب الأمثال: وخاصة الأمثال التي تحمل قيما ومنها الأمثال الواردة في القرآن والسنة، فالتربية بالأمثال القرآنية والسنة النبوية أسلوب تربوي قائم بذاته، تخاطب العقل والوجدان، ونتائجها طيبة في حياة الفرد والجماعة، وتؤثر إيجابا بالنفس والسلوك.

ما هي أهم المبادئ التربوية؟

كما أن هناك وسائل تربية الأبناء فهناك مبادئ تقوم عليها التربية الصحيحة، منها:

اقتران العلم النظري بالممارسات العملية: فلا ينبغي أن يسمع الطفل شيئا ويرى سلوكا مختلفا من المربي، لابد أن يرى سلوكا وعملا يتوافق مع التوجيهات التي يسمعها من المربي والمحيط وإلا لن يأخذ شيئا.

التدرّج في التربية:  من خطوات التربية الصحيحة منهج التدرج الذي لا بد منه في مراعاة الانتقال من المعلومة المحسوسة إلى المجردة، والاهتمام أولا بالتربية البدنية في السنوات الأولى ثم المعلومات البسيطة إلى الأكثر تفصيلا بما يتناسب مع المرحلة العمرية، يقول ابن خلدون: “اعلم أن تلقينَ العلوم للمتعلّمين إنما يكون مفيداً إذا كان على التدرّج شيئاً فشيئاً، وقليلاً قليلاً”.

مراعاة ميول الطفل وتوجيه قدراته بحسب ذلك: فالرغبة في الشيء أول عوامل النجاح فيه، قال ابن القيم: “ومما ينبغي أن يعتمَد حالُ الصبي وما هو مستعدّ له من الأعمال ومهيّأ له منها”.

التكليف بالمستطاع بدنيا وعقليا: فالإنسان ينفر من الأمور التي تشق عليه، مرّ عمر بن الخطاب على امرأة توقظ ولدها لصلاة الصبح، فهو يأبى، فقال: دعيه، لا تعنتيه، فإنها ليست عليه حتى يعقلها.

مراعاة الفروق الفردية: فالناس جميعا ومنهم الصغار متفاوتون في القدران البدنية والذهنية فلا يطلب من الجميع أن يؤدوا نفس الأمر، فما كان سهلا على شخص قد يكون شاقا على آخر، فمن وظائف المعلة أن يقدر مدى إدراك الطالب وقدراته ويخاطبه على أساس ذلك.

المتابعة والتقويم: لا يكفي أن يوجه الطفل للأمر حتى يتابع ليكون مفهوما لديه وسلوكا متبعا فإن أخطأ يصحح.

اللّعب والترويح جزء من التربية: وهي مساحة في حياة الطفل مرغوبة جدا ينبغي أن تستغل من خلال طريقة التعلم باللعب، رأى الحسن أطفالا يلعبون فنهاهم ولده عبدالله، فقال الحسن: (دعهم، فإن اللعب ربيعهم).

التعريض بالعقوبة: دون أن يصرح بها، يقول القرافي في واجب المربي “أن يزجر المتعلّم عن سوء الأخلاق بطريق التعريض ما أمكن، ولا يصرّح؛ لأن التصريح يهتك حجاب الهيبة، ويورث الجرأة على الهجوم”.

نصائح للأمهات في تربية الأطفال

هذه نصائح للوالدين في في أساليب تربية الأبناء لها أثرها من أهمها:

تجنب القسوة والعنف والتوبيخ في التعامل مع الطفل، وعدم النقد الدائم عند قيامهم ببعض السلوكيات الخاطئة.

التشجيع والتعزيز وإظهار الاحترام لهم، عند نجاحاتهم أو قيامهم ببعض السلوكيات الإيجابية.

المشاركة الحقيقية مع الأطفال باللعب وممارسة الهوايات حتى يشعر الطفل أننا قريبون منه، وكذلك إشراكه بالأعمال المنزلية البسيطةليشعر بالطمأنينة والاستقرار والثقة بالنفس.

التربية السليمة وأثرها على الأبناء

تنعكس آثار استخدام أساليب تربية الأبناء الصحيحة والحديثة على الطفل نفسه، وعلى أسرته ومجتمعه، حيث سنشأ الطفل بشخصية متوازنة روحيا وعقليا وجسديا، فينتج عن ذلك بناء هذا الفرد علاقات وصلات اجتماعية بالمحيط الذي حوله من أفراد أسرته ومجتمعه تقوم على المحبة والتعاون والود والتسامح.

كما تجعل من هذا الشخص فردا قادرا على الجمع بين ثوابت حياته القائمة على ثوابت الدين وقيم المجتمع، والتجديد وعدم الانغلاق متماشيا مع مطالب العصر لا بمقتضى هواه بل بمقتضى الفطرة والمصلحة الحاجة التي يشعر بها.

قد يهمك الاطلاع على مقال: طرق تنمية ذكاء الطفل

You might also like