مسؤولية الوالدين في التربية

الأبناء مسؤولية يتحمل الأبوين هذه المسؤولية برغبة في تنشئة الأبناء وتعليمهم ، ويتضمن هذا المقال الكلام عن مفهوم التربية  ومسؤولية الوالدين في التربية.

تعريف التربية لغة واصطلاحا

التربية لغة: مشتقة من ربا يربو، بمعنى زاد ونما، أو رَبّ يَرُب بوزن مدّ يمُدّ، بمعنى أصلحه، وتولّى أمره وقام عليه، كما يقال: ربّ الشيء إذا أصلحه، أو مشتق من رَبِي يَربىَ بمعنى نشأ وترعرع.

وفي الاصطلاح: تربية الأبناء: جاءت عدة تعريفات لتربية الأبناء نذكر منها:

عملية منظمة لأحداث تغييرات في معارف الفرد ومهاراته واتجاهاته من أجل تطوير متكامل في شخصيته.

 تنشئتهم وإعدادهم في جميع جوانبهم الشخصيّة وفق المنهج الإسلامي لتحقيق العبودية لله عز وجل.

من هو المسؤول عن تربية الأبناء

عندما نتحدث عن مسؤولية الوالدين في التربية فإننا نتحدث عن دور الوالدين في تربية الأبناء، ولا شك أن التربية مسؤولية مشتركة، يشترك في تحملها  الأبوين، فهناك دور الأب في تربية الأبناء في الإسلام والذي لا يقتصر على تأمين الطعام والشراب والكسوة للأبناء، إنما يتعداه إلى الحماية والرعاية والتعليم، والتنشئة على الصلاح وحب الخير.

كما أن هناك حديث عن دور الأم  في تربية الأبناء والذي لا يقتصر علة مهمتها في رضاعه والقيام على خدمته ونظافته، بل يتعدى ذلك إلى تقديم العطف الحنان والتربية على القيم والمبادئ،

ويمكن أن نجيب عن التساؤل ما هو دور الأهل، وما مسؤولية الوالدين في تربية الأبناء؟ فنقول:

لا بد لبناء شخصية سوية متوازنة مراعاة الاهتمام بجميع الجوانب في شخصية الطفل عند تربيته وهنا تتجلى مسؤولية الوالدين في التربية، وهذه الجوانب هي:

الجانب الإيماني: كل ما يتعلق بأمور العقيدة من أركان الأيمان وتعزيز المراقبة لله تعالى وكذلك ما يتعلق بأمور العبادات من التزام بها بالطريقة التي يرضاها الله تعالى.

الجانب العلمي: ويشمل المعارف والعلوم الدينية التي هي فريضة على كل مسلم تعلمها، وكذلك العلوم والمعرف الدنيوية التي يحتاجها المجتمع.

الجانب الفكري: بتنمية كل ما يتعلق بالأذهان وإدراك الحوادث والقضايا والقدرة على استنباط الحلول للمسائل التي تواجه الإنسان وتنمية مهارات التفكير.

الجانب الأخلاقي: كل ما يتعلق بالقيم والفضائل والتخلق بها والدفاع عنها، والتحذير من الرذائل ومحاربة نشرها في المجتمع.

الجانب الاجتماعي: ما يتعلق بطبيعة الأنسان الاجتماعية وبناء علاقات على مستوى الأسرة والقائمة على الصلة والبر والإحسان، أو مستوى المجتمع بغرس روح التعاون بين أبنائه على الخير، أو على مستوى الأمة بالانتماء إليها والاهتمام بقضاياها.

تربية الأبناء في القرآن والسنة

يتحدث الإسلام عن مسؤولية الوالدين في التربية وحكم تربية الأولاد، وأهميتها في المجتمع المسلم، وقد جاء في القرآن الكريم ما يشير لمسولية الوالدين في التربية، فقد خاطب القرآن الكريم الآباء وكلفهم بمهمة إنقاذ أبنائهم من النار فقال: {يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}. وذلك بتعليمه الحلال والحرام، ويجنّبه المعاصي والآثام، إلى غير ذلك من الأحكام كما ذكر القرطبي.

ومن السنة حمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسؤولية الوالدين في التربية فجعلها مسؤولية أمام الله، فقال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها). ومعنى الراعي هنا: الحافظ المؤتمن على ما يليه، يأمرهم بالنصيحة فيما يلونه، ويحذرهم أن يخونوا فيما وكل إليهم منه أو يضيّعوا، وأخبر أنهم مسؤولون عنه، ومؤاخذون به كما ذكر الخطابي. وكذلك قوله: (علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر).

أهمية التربية في الإسلام

مايشير إلى أهمية ومسؤولية لوالدين في التربية أن الفطرة التي تحمل صاحبها على المحافظة على الأبناء في أحسن حال، فرغبة الإنسان برؤية ولده متميزا في جميع جوانب شخصيته أمر فطري يدفعه للتربية الحسنة.

وكذلك حالة المجتمع اليوم بما فيه من تضييع الهوية ومحاربة للقيم السوية يحمل الآباء مسؤولية إعداد الجيل من الأبناء ليكونوا رجال الغد الحاملين لقيم دينهم والمدافعين عنها.

تقصير الآباء في تربية الأبناء

هل تحاسب الأم على تربية أبنائها ، وكذلك اهل يحاسب الأب على تقصيره في تربية ابنائهم؟

مسؤولية الوالدين في التربية لأبنائهم هي أمانة يجب أن يؤديها الوالدين،وأي تقصير في هذا الواجب يعتبر خيانة للأمانة  وتقصير في الدين، لأن نتائج الخلل أو التقصير في التربية سينعكس على الأبوين بالدرجة الأولى ثم على المجتمع عموما، ومن صور التقصير في تربية الأبناء:

  • الاقتصار في تربية الأولاد على الأمور المادية من طعام او شراب أو لباس ومسكن وصحة وإهمال الجوانب الإيمانية من صلاح وفضيلة وخير.
  • تنشأة الأطفال على الترف والنعومة والجبن من باب الشفقة والعطف عليهم،بدل التربية على القوة والجرأة.
  • الشدة والقسوة المبالغ فيها أثناء التعامل معهم، ومنعم من كثير مما يحتاجونه، وحرمانهم من العطف والحنان.

قد يهمك الاطلاع على مقال: طرق تنمية ذكاء الطفل

You might also like