زواج النبي من خديجة

مقدمة حول زواج النبي من خديجة

بعد أن بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين من العمر وذهب بتجارة إلى الشام لخديجة بنت خويلد، ورأى ميسرة غلام خديجة من أخلاق رسول الله وأحداثا بينت مكانته وأهميته، إضافة لأمانته وبراعته في البيع والتجارة، أرادات خديجة أن يكون هذا الرجل من نصيبها، فكان زواج النبي من خديجة.

سبب زواج الرسول من خديجة

نورد قصة زواج الرسول من خديجة وعمرها مختصرة.

سمعت خديجة من غلامها ميسرة عن أخلاق وأمانة محمد، فرغبت بالزواج منه، فأرسلت السيدة خديجة صديقتها نفيسة بنت منبه؛ لتعرض على محمد الزواج، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الزواج، وكلم أعمامه، فساروا إلى السيدة خديجة يريدون خطبتها.

خطبة زواج النبي من خديجة: في يوم خطوبة سيدنا محمد فلما انتهوا إلى دار خويلد قام أبو طالب عم النبي وكفيله يخطُب خُطبة العرس، فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا، وجعلنا أمناء بيته، وسواس حرمه، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل شرفًا ونبلاً وفضلاً، وإن كان في المال قلا، فإن المال ظل زائل، وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل.

أولاد النبي من خديجة: بعد زواج النبي من خديجة، وعاشا معًا حياة طيبة موفقة، ورزقهما الله تعالى من الأولاد ستة، هم: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله، والقاسم.

بناء الكعبة وقصة الحجر الأسود:

  • اجتمعت قريش لإعادة بناء الكعبة، وأثناء البناء اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واشتد الخلاف بينهم وأخذوا سيوفهم، ولكنهم ارتضوا أن يحكموا أول داخل عليهم وانتظر القوم.
  • كان الداخل محمد، فهتفوا: هذا الأمين قد رضيناه حكما، وعرضوا عليه الأمر وطلبوا منه أن يحكم بينهم، فخلع الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر عليه، ثم أمر رؤساء القبائل فرفعوا الثوب حتى أوصلوا الحجر إلى مكانه من الكعبة، عندئذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة ووضعه مكانه، وهكذا كفاهم الله شر القتال.

الدروس والعبر لهذه المرحلة

  • من أهم صفات التاجر المسلم الناجح الأمانة والصدق وتمثلت كلها في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم.
  • كان زواج النبي من خديجة زواج الصادق الأمين من السيدة خديجة الطاهرة العفيفة بتقدير الله تعالى، وكانت زوجة تناسبه وتؤازره، وتخفف عنه ما يصيبه، وتعينه على حمل تكاليف الرسالة وتعيش همومه.
  • ذاق النبي مرارة فقْد الآباء وفقد الأبناء، وقد شاء الله ألا يعيش لرسول الله أحد من الذكور حتى لا يكون مدعاة لافتتان بعض الناس بهم، وادعائهم لهم النبوة، كما أنه لون من ألوان الابتلاء.
  • زواج النبي من خديجة وهي تكبره بسنوات دليل على عدم اهتمام بأسباب المتعة الجسدية ومكملاتها، فلو كان مهتما بذلك كبقية الشباب لطمع بمن هي أقل منه سنًا.
  • في زواج الرسول بخديجة ما يلجم ألسنة وأقلام الحاقدين على الإسلام، من المستشرقين وعبيدهم العلمانيين، الذين أرادوا أن يظهروا رسول الله في صورة الرجل الشهواني الغارق في لذاته وشهواته.
  • في الرد على من أرادا الطعن في زواج النبي بعدد من الزوجات نقول في الرد على شبهة زواج النبي من خديجة وغيرها من النساء.
  • عمر الرسول عندما تزوج خديجة كان خمس وعشرون سنة، فقد عاش إلى الخامسة والعشرين من عمره في بيئة جاهلية، عفيف النفس، دون أن ينساق وراء الشهوة.
  • تزوج من امرأة لها ما يقارب ضعف عمره، وعاش معها دون أن تمتد عينه إلى شيء مما حوله، وقد ظل هذا الزواج قائما حتى توفيت خديجة عن خمسة وستين عاما، وقد ناهز النبي عليه الصلاة والسلام الخمسين من العمر دون أن يفكر خلالها بالزواج بغيرها.
  • كان زواجه من عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين لكل زواج منهن حكمة وسبب، يزيدان في إيمان المسلم بعظمة محمد.
  • في قصة بناء الكعبة وتخاصم الناس على من يضع الحجر الأسود بيان لمكانة الكعبة وشرفها عند الناس، كما أن في فض الخصومة بينهم بيان لحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعالجته للمشاكل وحقنه للدماء.

قد يهمك الاطلاع على مقال: زواج المرأة دون ولي

You might also like