سقوط الدولة العثمانية

نبذة عن سقوط الدولة العثمانية

استمر حكم الدولة العثمانية مدة ستمائة عام وزيادة، منذ تأسيسها إلى نهايتها، مرت بها مراحل قوة وضعف، تراجع وإعادة القوة، إلا أنها ولعوامل كثيرة استسلمت وبشكل بطيء للنهاية والسقوط بعد الحرب العالمية الأولى، ليعلن في النهاية سقوط الدولة العثمانية.

متى تأسست الدولة العثمانية ومتى انتهت

لقد تأسست الدولة العثمانية على يد مؤسسهاعثمان برن أرطغرل بن سليمان شاه سنة 699 للهجرة، وحكمت ستة قرون وانتهت على يد دول التحالف بعد الحرب العالمية الأولى في عهد محمد السادس سنة 1341 للهجرة حيث أعلن عن إلغاء منصب الخلافة وسقوط الإمبراطورية العثمانية.

.

ماهي أسباب سقوط الدولة العثمانية

للسؤال عن سبب سقوط الدولة العثمانية، أو ما هو سبب انهيار الخلافة العثمانية يجد أن الدولة العثمانية بدأت بالضعف بعد موت السلطان سليمان القانوني، فبدأ عهد الانحسار والتراجع إلى أن ألغيت الخلافة  في عهد محمد السادس الذي حكم لأشهر، ومن أهم عوامل سقوط الخلافة العثمانية:

التنوع العرقي والديني الكبير من الشعوب التي تعيش تحت ظل الدولة العثمانية نتيجة القتوحات الكبيرة ودخول الشعوب تحت حكم الدولة العثمانية وهي تحمل أفكارها وثقافاتها ولغاتها.

الابتعاد عن تحكيم الشريعة الإسلامية خاصة في الأقاليم المفتوحة والبعيدة عن مركز الخلافة، فكان الانحراف عن منهج الشريعة التدريجي فزاد منالتوجه من أبناء الدولة العثمانية إلى الثقافة الغربية.

الحروب الصليبية التي لم تنته مع الدولة العثمانية منذ نشأتها، بل استمرت ستة قرون، إلا أنها زادت شدتهابعد أن فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية، وتوسع من جاء بعده في أوربا، فظهرت كثير من التحالفات بين الدول الأوربية للتخلص من الوجود الإسلامي العثماني في أوربا.

حرب البلقان وهي البلاد التي فتحها العثمانيون في البلقان، استقلت وانفصلت عن جسم الدولة لما ضعفت الدولة العثمانية،وبدأت بالتوسع على حساب الأراضي العثمانية.

الحرب العالمية الأولى وهي من أهم العوامل التي ساهمت في إسقاط الدولة العثمانية بشكل مباشر هو دخول الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى سنة 1914م، حيث تحالفت روسيا مع بريطانيا وفرنسا وروسيا، وشنوا حربا على الدولة العثمانية وخرجت الدولة العثمانية خاسرة، وفي عام 1918م وقعت هذه الدول مع الدولة العثمانية هدنة توقف فيها عن القتال بينهم.

الصراعات الداخلية ومن أهمها الصراع بين القادة العسكريين على النفوذ والسيطرة، وبالتالي مد نفوذهم على الشعب والأجهزة الخاصة بالحكم السياسي، وتوغل أعداء الدولة من أبنائهافي مراكز حساسة ورئيسية.

إدخال حرية تعدد الأحزاب ونظام الانتخابات في ظل البرلمان العثماني، وانتشار الأحزاب والحركات العرقية في الدولة في غالب الأقاليم، فكانت نتائج ذلك إظهار هشاشة نظام الخلافة وسارع بانهيارها.

إهمال اللغة العربية حيث اهتمت الدولة العثمانية باللغة العربية في بداية تأسيسها وعصور قوتها، فكانت تقوم بتعليم العربية وتنشرها في البلاد المفتوحة، لكن في فترات الضعف أهملت ذلك مما قطع الكثير من روابط التواصل بين الأقاليم،

 وخاصة الأقاليم العربية منها.

التوسع الجغرافي الكبير للدولة العثمانية حتى شملت مساحات واسعة من بلدان من آسيا وأروبا وأفريقيا، مع عدم

وجود روابط قوية تجمع هذه البلدان من اللغة أو الدين أو غيرها، مما جعل هذه البلاد تفكر في الانفصال عندما وجدت الدولة العثمانية ضعيفة.

الوضع الاقتصادي حيث أقامت الدولة العثمانية وخاصة في ظل السلطان عبد الحميد الثاني الكثير من المشروعات والمؤسسات الاقتصادية، مثل السكة الحديدية والبنوك وشركات التأمين، لكن كانت هذه المشاريع تقوم بها شركات أجنبية غير عثمانية مملوكة لأجانب غير مسلمين أو بشراكة مع عثمانيين غير مسلمين، إضافة إلى الدين العام الكبير الذي كان يهدف للسيطرة على القرار السياسي العثماني، وخاصة إذا علمنا أن إدارة الدين العام تتألف من مجلس إدارة مكون من سبعة أعضاء خمسة منهم أجانب.

متى كان سقوط الدولة العثمانية؟

تاريخ سقوط الدولة العثمانية بالهجري والميلادي: بعد الحرب العالمية الأولى وخسارة الدولة العثمانية للحرب فرضت دول التحالف سيطرتها على مناطق من الدولة العثمانية وفي سنة 1922 تم عزل آخر السلاطين العثمانيين، ونفيه خارج الأراضي التركية، وهو محمد السادس، وفي ربيع الأول سنة 1341 للهجرة أعلن عن إلغاء منصب الخلافة وسقوط الإمبراطورية العثمانية.

وبالتالي تبين لنا من الذي هزم العثمانيون في هذه المواجهة، وهم دول التحالف التيتآمرت على الخلافة العثمانية واسقطتها.

ماذا حدث بعد سقوط الدولة العثمانية

من أهم نتائج سقوط الدولة العثمانية:

بعد الحرب العالمية الأولى دخلت دول التحالف البحار حول استانبول، ودخلت اليونان أزمير، وأصبحت المعاملات في الدولة العثمانية تحت رقابة أوربا، وعزل آخر السلاطين العثمانيين ونفي خارج الأراضي التركية، وفي سنة 1341 للهجرة ألغي منصب الخلافة.

أخذ البريطانيون العراق وسوريا وفلسطين وسيطروا عليها، وأخذت فرنسا المغرب، ودخلت بريطانيا مصر، وهاجمت إيطاليا سواحل أفريقيا من جهة ليبيا، مع إرسال الحملات التبشيرية، فدخلت الدولة العثمانية في مهادنة وصلح مع هذه الدول، وانتقلت قوات الحلفاء إلى القسطنطينية لمنع العنف وإحلال السلام بزعمهم، بينما بقيت مناطق صغيرة في الأناضول للدولة العثمانية، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى انتهت الدولة العثمانية رسميا عام 1922م، وتم تأسيس الجمهورية التركية.

الدولة العثمانية والعرب

هل للعرب دور في إسقاط الخلافة؟ إن المتتبع لأحداث انهيار الدولة العثمانية يدرك أن سقوط الدولة العثمانية إنما كان سنة 1909م، بسقوط عبد الحميد الثاني وتسلط القوميين الأتراك، وأن الدولة بدأت عهد الضعف منذ موت سليمان القانوني.

وأن العرب شاركوا الدولة العثمانية في الكثير من حروبها بآلاف المجاهدين وفي جميع مراحل الدولة، وخاصة في عهد ضعفها، فقد شاركوا مع العثمانيين في جناق قلعة سنة 1916م، حيث استشهد سبعين ألف عربي من أصل ربع مليون شهيد من جيش الدولة العثمانية، كما شاركوا في معركة كوت العمارة سنة 1916م.

العرب لم يكونوا السبب في انهيار الجيش العثماني وهزيمته في الحرب العالمية الأولى، ولم يكن عدد المشاركين من العرب في تمرد الشريف حسين بالعدد الذي يمكنه أن يواجه مئات الآلاف من الجيش العثماني في المنطقة العربية.

قد يهمك الاطلاع على مقال: فتح القسطنطينية

You might also like