النسخ في الحديث النبوي

نبذة عن النسخ في الحديث النبوي

النسخ في الحديث النبوي من العلوم المهمة التي تهم طلبة العلم علم الناسخ والمنسوخ سواء في القرآن

وفي الحديث النبوي، كما أن النسخ في الحديث قليل جدا لا يتجاوز واحد وعشرين حديثا.

تعريف النسخ في الحديث

  • النسخ في اللغة: يأتي بمعنى الإزالة نسخت الشمس الظل، أزالته والنقل نسخت الكتاب أي نقلت ما فيه إلى مكان آخر.، كما يأتي بمعنى الإبطال والتحويل.
  • في الاصطلاح: النسخ هو رفع أو إزالة حكم دليل شرعي أو لفظة بدليل شرعي آخر متأخر من الكتاب والسنة.

الحكمة من النسخ

النسخ في الحديث النبوي له حكم كثيرة نذكر منها:

  • مراعاة تغير الأحكام مراعاة لمصالح العباد المتغيرة.
  • اختبار امتثال المكلفين بالتزام أمر الله تعالى أو نبيه.
  • التيسير على الأمة وإرادة الخير لها، والتدرج بالتشريع تخفيفا على المكلفين.

 المسائل التي يدخلها النسخ في الحديث النبوي

  • النسخ يتعلق فقط بالأحكام الشرعية أي في الأمر والنهي ولو بلفظ الخبر.
  • لا يوجد نسخ في النصوص المتعلقة بالعقائد أو الأخلاق أو أصول العبادات وأصول المعاملات.

ثبوت دعوى النسخ في الحديث

  • كيف يمكن معرف الأحاديث المنسوخة؟
  • النسخ كما ذهب الأصوليون لا يثبت بالاحتمال، ولا يصار إليه إلا بعد تعذر الجمع.
  • ثبوت دعوى النسخ لا تكون إلا بطرق يعرف بها الحديث أنه منسوخ هي:
  • النص على النسخ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة).
  • تصريح الصحابي بالنسخ، مثل قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار.
  • الإجماع بين العلماء على القول بالنسخ.
  • معرفة التاريخ بين الحديث الأول والثاني، مثل حديث: (أ فطر الحاجم والمحجوم)، قيل كان هذا زمن الفتح، فنُسخ بحديث ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم صائم في حجة الوداع).

أقوال الناس في النسخ في الحديث النبوي

  • جمهور علماء المسلمين على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا، وذلك لأن أفعال الله لا تعلل بالأغراض، وأنه أدرى بمصالح العباد، ولأن نصوص القرآن والسنة دلت على جواز النسخ ووقوعه.
  • أبو مسلم الأصفهاني: أجاز النسخ عقلا لكن منعه شرعا، وقيل أنه منعه من القرآن خاصة، مستدلا بقول الله تعالى: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، بمعنى أن أحكامه لا تبطل أبدا.
  •  الروافض: توسعوا في جوازه وإثباته حتى أجازوا البداء على الله تعالى، مستدلين بقول الله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعمده أم الكتاب}.
  • اليهود: ينكرون النسخ تماما، لأنه يستلزم البداء.

لماذا ينكر اليهود النسخ؟

  • اليهود لا يقولون بوقوع النسخ في شرائع الله زعما منهم أن النسخ يستلزم البداء، والعلم بعد الخفاء وذلك لا يجوز علي الله.
  • قصدهم من إنكار النسخ هو ألاّ يؤمنوا بشريعة أخرى تأتي بعد التوراة وتنسخها، وبالتالي فلا يؤمنون بنبي بعد موسىـ لا بعيسى ولا محمد عليهما الصلاة والسلام
  • يرد عليهم لأنه ما من نبي إلا جاء بشريعة تتناسب مع عصره تنسخ شريعة من سبقه، وهذه سنة التدرج في التشريع.
  • كما أن شريعة اليهود نفسها كان فيها النسخ، قد ذكر ذلك في القرآن {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}

النسخ والبداء والفرق بينهما

معنى البداء: هو الظهور بعد الخفاء، وهو يفيد معنى استصواب شيء علم بعد جهل به.

 معنى البداء اذن في اللغة والاصطلاح هو: أن يستصوب المرء رأيا، ثم ينشأ له رأى جديد لم يكن معلوما له.

الفرق بين النسخ والبداء

  • النسخ في الحديث النبوي يختلف عن البداء لان الأول ليس فيه تغيير لعلم الله تعالى، والثانى يحمل معنى وقوع هذا التغيير.
  • ü   البداء يستلزم سبق الجهل ثم حدوث العلم وكلاهما مستحيل في حق الله لأن الله علمه محيط بكل شيء.
  • النسخ جائز عقلا ووقوعه ثابت في القرآن، بينما البداء لا يجوز على الله تعالى.
  • ليس في النسخ بداء وإنما هو مقتضى الحكمة ومعلوم أن البداء هو ظهور الشّيء وبدوه بعد أن كان خافيا. 

شروط النسخ في الحديث

لا يتحقق النسخ إلا بتوفر الشروط التالية:

  • ان يكون المنسوخ وكذلك المنسوخ منه حكما شرعيا وليس حكما متعلقا بالعقائد أو حكما عقليا أو أخلاقيا.
  • النسخ لا يكون إلا بخطاب شرعي وليس بموت المكلف.
  • أن يتأخر الناسخ عن المنسوخ ويكون منفصلا عنه.
  • تعذر الجمع بين الدليلين الناسخ والمنسوخ.
  • أن لا يكون المنسوخ والمنسوخ به مؤقتا أي محدد بوقت معين.
  • أن يكون النسخ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. لأنه بوفاته ينقطع الوحي وتستقر الأحكام.

أهم كتب الناسخ والمنسوخ في الحديث

اهتم العلماء بموضوع النسخ وألفو في ذلك مصنفات منها:

  • كتاب “ناسخ الحديث ومنسوخه” للحافظ أبي بكر بن محمد الأثرم.
  • كتاب “ناسخ الحديث ومنسوخه”، للشيخ المحدث الحافظ أبي حفص عمر بن أحمد البغدادي المعروف بابن شاهين.
  • كتاب “الناسخ والمنسوخ من الحديث”، للإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل.
  • كتاب “الناسخ والمنسوخ من الحديث”، لأبي داود السجستاني.
  • كتاب “ناسخ الحديث ومنسوخه” لأبي بكر محمد بن عثمان بن الجعد الشيباني.
  • كتاب “ناسخ الحديث ومنسوخه” لأحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان بن سنان التنوخي.
  • كتاب “الناسخ والمنسوخ”، لأحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الطحاوي.
  • كتاب “الناسخ والمنسوخ”، لأبي محمد قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف الأموي القرطبي.
  • كتاب “الناسخ والمنسوخ”، لأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
  • كتاب “الاعتبار في الناسخ والمنسوخ”، من الآثار لمحمد بن موسى بن عثمان بن حازم أبو بكر الهمداني.
  • كتاب “إعلام العالم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخه”، لأبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن الجوزي

أمثلة على الناسخ والمنسوخ من الأحاديث

الأحاديث التي ادعي النسخ فيها كثيرة نذكر منها:

  • عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا).

نسخ بحديث عائشة في الصحيحين أيضا، وهو أنه: (صلى في مرضه الذي توفي فيه قاعدا، والناس خلفه قياما). قال بنسخه الثوري وأبو حنيفة والشافعي وابن المبارك، وأنكر النسخ أحمد ابن حنبل وقال بالجمع بينهما.

  • حديث قيام النبي صلى الله عليه وسلم للجنازة إذا مرت، ثم ترك القيام كما في حديث على أنه صلى الله عليه وسلم قام للجنازة ثم قعد).
    قال القاضي عياض: ذهب جمع من السلف إلى أن الأمر بالقيام منسوخ بحديث علي.

وذكر النووي أن الأمر للندب والقعود بيانا للجواز ولا يصح النسخ مع إمكان الجمع.

  • عن حذيفة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما)، رواه البخاري
    وقد ادعى بعضهم نسخ جواز البول قائما بدليل حديث أبي هريرة: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبول الرَّجل قائمًا)، رواه البيهقي وابن ماجة.
  • حديث: (يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، ويقي ذلك مثلُ مؤخرة الرَّحْل)، نسخ بما رواه البخاري عن عائشة أنه ذكر عندها ما يقطع الصلاة فقالوا: يقطعها الكلب والحمار والمرأة، قالت: «لقد جعلتمونا كلابا، لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وإني لبينه وبين القبلة وأنا مضطجعة على السرير فتكون لي الحاجة فأكره أن أستقبله فأنسل انسلالا).

قال بعض الفقهاء بالنسخ، وغالب الفقهاء قالوا بالجمع بين الحديثين، والمراد قطع الخشوع وليس بطلان الصلاة.

قد يهمك: مسألة تدوين الحديث.

You might also like