كتاب صحيح البخاري

من أهم كتب الحديث على الإطلاق، حتى اعتبر أنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم، اسمه “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، وسماه البخاري ” الصحيح”، و ” الجامع الصحيح”، وعرف عند الأمة قديما وحديثا كتاب صحيح البخاري.

من هو البخاري؟

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري، ولد في بخارى في 13 شوال 194 للهجرة، نشأ يتيما بعد وفاة أبيه والبخاري صغير، في بيت علم فأبوه كان من علماء الحديث ، فحفظ القرآن صغيرا وبدأ حفظ الحديث في العاشرة من عمره، ورحل في طلب العلم إلى أكثر البلاد الإسلامية، والتقى الشيوخ وجلس يطلب الحديث منهم.

أقر له جميع أقرانه وشيوخه وتلامذته وعلماء عصره ومن جاء بعده بالإمامة في الحديث حتى لقب بأمير المؤمنين في الحديث، وتتلمذ عليه أكابر علماء الحديث والمصنفين من بعده مثل الأمام مسلم وابن خزيمة والترمذي وغيرهم.

توفي في إحدى قرى سمرقند بعد أن مرض فيها، في ليلة عيد الفطر في أول شوال سنة 256 للهجرة.

سبب تأليف صحيح البخاري

قصة كتابة كتاب صحيح البخاري رواها البخاري نفسه فقال:رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، كأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذبّ عنه، فسألت بعض المعبرين فقال: إنك تذبّ عنه الكذب، فهو الذي حملني على إخراج الصحيح”.

وذكر أن الباعث على تصنيف البخاري للكتاب هو أنه سمع يوما في مجلس إسحاق بن راهويه يقول إسحاق: “لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم”. فكان ذلك دافعا للبخاري فبدأ بجمع الصحيح.

الراجح عند العلماء أن ما سمعه من إسحاق كان أولا، ثم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.

أهمية صحيح البخاري

لماذا يعد كتاب صحيح البخاري من أهم كتب الحديث؟ في بيان مكانة كتاب البخاري إجابة لذلك، ومن أهمية البخاري أنه:

لقد تلقت الأمة الإسلامية صحيح البخاري وصحيح مسلم بالقبول، ونقل الإمام النووي اتفاق المحدثين على أن صحيح البخاري وصحيح مسلم أصح الكتب بعد القرآن الكريم، وذلك لمكانتهما ورسوخهما في العلم ومعرفة الحديث وارجال الحديث، واشتراطهما شروطا تحقق أعلى درجات الصحة.

لذا يعتبر صحيح البخاري قديما وحديثا أكثر الكتب على الإطلاق انتشارا في بلاد المسلمين، وأكثرها شروحا واعتناء من علماء الأمة.

مميزات صحيح البخاري:

يتميزكتاب صحيح البخاري بمجموعة من الصفات لا توجد في مصنفات الحديث الأخرى، منها:

أول كتاب في الحديث من حيث القبول والانتشار والفضل والصحة عند الأمة.

أول كتب في الأحاديث الصحيحة المجردة، فأحاديثه كلها صحيحة، قال العقيلي في الرد على المنتقدين: ” لما ألّف البخاري كتابه الصحيح عرضه على يحيى بن معين ووعلي بن المدين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، وكلهم قال كتابك صحيح الا أربعة أحاديث، والعقيلي يقول: “والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة”.

سمعه من البخاري عدد كبير من تلامذته بلغ سبعون ألفا وقيل تسعون ألفا، ورووه عنه نقلا بالسند من زمن البخاري إلى يومنا هذا.

شروط البخاري في الصحيح: استنبط العلماء شروط البخاري لقبوله الحديث في كتاب صحيح البخاري، حيث لم يصرح هو بذلك، وذكروا شروطه وهي:

  • ثبوت المعاصرة والملاقاة والملازمة بين الراوي ومن روى عنه ممن فوقه.
  • الثقة والاشتهار في الرواة.

أحاديث صحيح البخاري

كم عدد الأحاديث النبوية في صحيح البخاري؟ أحاديث البخاري بمجموعها سبعة آلاف ومائتين وخمس وسبعون حديثا مع المكرر بحسب قول ابن الصلاح والنووي، وقريب من ذلك ذكر ابن حجر.

كم عدد أحاديث صحيح البخاري بدون المكرر؟ بينما بلغ عدد الأحاديث بدون المكرر أربعة آلاف حديث.

يحتوي كتاب صحيح البخاري أحاديث معلقة يبلغ عددها ألف وثلاثمائة وواحد وأربعين، ومرفوعة وموقوفة على الصحابة والتابعين ومتابعات.

كيف كتب صحيح البخاري؟

بدأ  البخاري تصنيف كتاب صحيح البخاري  في المسجد الحرام وانتهى منه في بخارى، أعاد فيه النظر مرات عدة وعرضه على علي بن المديني وابن معين وابن حنبل وغيرهم من المحدثين، فامتحنوه وأقروا له بصحته.

كم مدة كتابة صحيح البخاري؟ استمر الإمام البخاري في جمع وترتيب صحيحه مدة طويلة بلغت ستة عشر عاما، من خلال رحلاته العلمية في الأمصار، يقول البخاري: “صنفت كتابي هذا في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثاً حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته”.

كم كتاب في صحيح البخاري؟

قسم البخاري صحيحه إلى سبع وتسعون كتابا، أول كتاب في كتاب صحيح البخاري هو “كتاب بدء الوحي”، ثم قسم كل كتاب إلى أبواب، ولعل سائل يسأل وكم عدد أبواب صحيح البخاري؟ فالجواب هو أن الأبواب في صحيح البخاري بلغت ثلاثة آلاف وثمانمائة واثنان وثمانون بابا أول باب فيها ” باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

أقوال العلماء في صحيح البخاري

  • “كتاباهما – البخاري ومسلم -أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز”، قال ذلك أبو عمر ابن الصلاح والسخاوي وابن تيمية وابن حجر، بل نقل النووي وابن تيمية اتفاق العلماء أنه ليس بعد القرآن أصح من كتاب البخاري ومسلم.
  • قول النووي: “أول مصنّف في الصحيح المجرّد، صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، وهما أصح الكتب بعد القرآن، والبخاري أصحّهما، وأكثرهما فوائد. وقيل: مسلم أصح، والصواب الأول”.
  • يقول الإمام الذهبي: “وأما جامع البخاري الصحيح، فأجل كتب الإسلام، وأفضلها بعد كتاب الله تعالى.

قد يهمك الاطلاع على مقال: تدوين الحديث

You might also like