نشأة علم التفسير

هذه مقدمة في نشأة علم التفسير وأهميته والمراحل التي مر بها هذا العلم منبدء تنزل القرآن إلى مرحلة التدوين.

ما هو تعريف علم التفسير

تعريف التفسير لغة: الفسر: وهو البيان فسَّر الشيء يُفسِّره، وفسَّره أبانه. والتفسير مثله، والفسر كشف المغطى، والتفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل

تعريف علم التفسير اصطلاحا: أن التفسير ليس من العلوم التى يُتكلف لها حد، ويمكن تعريفه بأنه: اعلم الذي يهتم بإيضاح التفسير بأنه بيان كلام الله، أو أنه المبيِّن لألفاظ القرآن ومفهوماتها.

مراحل نشأة علم التفسير

نزل القرآن عربيا،فكان رسول الله صلى الله عليه وسلميفهمما نزل إليه، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم يفهمون القرآن جملة، لكن معرفة تفصيله ودقائق معانية فهذا لم يكن ميسورا لهم لمجرد أنهم يفهمون العربية، فهناك ماكان يشكل عليهم ففي القرآن المجمل والمتشابه والمشكل وغير ذلك، والصحابة متفاوتونفي فهمهم لمراد الله من الآيات.

ولذا نتساءل ماهي المراحل التي مر بها علم التفسير، وكم عدد مراحل علم التفسير؟  ومتى كانت بداية تدوينعلم التفسير؟ وللإجابة على ذلك نعدد المراحل:.

المرحلة الأولى من مراحل نشأة علم التفسير هي مرحلة: التفسير في عصر الصحابة، من مراحل نشأة علم التفسير مرحلة الفهم والتلقي، بلغ رسول الله الله صلى الله عليه وسلم القرآن ومعانيه للصحابة إذ أن مهمة الرسول البلاغ والتبيان وقد تكفل الله تعالى بجمعه وبيانه من خلال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الصحابة يرجعون إليه في السؤال عن معنى ما أشمل عليهم. إلا أن رسول الله لم يفسر القرآن كاملا للصحابة في أرجح الأقوال.

والصحابة أيضا كان يغيب عن بعضهم ما كان واضحا عند آخرين، فعمر رضي الله عنه لم يعرف معنى الأب في قوله تعالى: {وفاكهة وأبا}، وابن عباس خفي عنه معنى: {فاطر السموات}.

ومن أشهر المفسرين من الصحابة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير، رضى الله عنهم أجمعين، كما أن هناك غيرهم لكن لم يكثروا من التفسير.

المرحلة الثانية: التفسير في عصر التابعين حيث اشتهر عدد من التابعين ممن حملوا التفسير عن الصحابة.

مصادر التفسير في هذا العصر: وقد اعتمد هؤلاء المفسِّرون من التابعين في فهمهم لكتاب الله تعالى على: ما جاء في الكتاب نفسه، وعلى ما رووه عن الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ما رووه عن الصحابة من تفسيرهم أنفسهم، وعلى ما أخذوه من أهل الكتاب مما جاء في كتبهم.

 وعلى ما يفتح الله به عليهم من طريق الاجتهاد والنظر في كتاب الله تعالى، وقد روت لنا كتب التفسير كثيراً من أقوال هؤلاء التابعين في التفسير، قالوها بطريق الرأي والاجتهاد، ولم يصل إلى علمهم شيء فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن أحد من الصحابة.

ما هي مدارس التفسير؟

ثم ظهرت مدارس التفسير : وهي من ضمن المرحلة الثانية من مراحل نشأة علم التفسير

مدرسة التفسير بمكة: والتي قامت على عبد الله بن عباس رضى الله عنهما وحمل عنه من تلامذته بمكة: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة مولى ابن عباس، وطاووس بن كيسان اليمانى، وعطاء بن أبى رباح.

 ومدرسة التفسير في المدينة: تتلمذ فيها كثير من التابعين لمشاهير المفسِّرين من الصحابة. ونستطيع أن نقول: إن قيام هذه المدرسة كان على أُبَى بن كعب، ومن بعده من التابعين المعروفين بالتفسير، اشتهر من بينهم ثلاثة، هم: زيد بن أسلم، وأبو العالية، ومحمد بن كعب القرظي.

 ومدرسة التفسير في العراق: قامت على عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، وكان هناك غيره من الصحابة أخذ عنهم أهل العراق التفسير، ويمتاز أهل العراق بأنهم أهل الرأي، واشتهر من التابعين علقمة بن قيس، ومسروق، والأسود بن يزيد، ومُرَّة الهمداني، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي.

 المرحلة الثالثة: التفسير في عصور التدوين

ويمكن أن نذكر مراحل التدوين  من مراحل نشأة علم التفسير من خلال ذكر أهم سمات عصر تدوين التفسير:

ابتدأ التدوين للحديث وكان التفسير أحد هذه الأبواب التي اشتمل عليها الحديث، ولم يُفرد التفسير بكتاب.

ثم انفصل التفسير عن الحديث، فكتبت التفاسير بحسب ترتب المصحف من أوله إلى آخره ذلك على يد طائفة من المفسرين، وللجواب عن سؤال من هو مؤسس علم التفسير؟ نقول أن  ابن جرير الطبري أول من ذكر الأقوال ثم وجهَّها، وعمل على الترجيح بينها، كما ذكر الإعراب عند الحاجة إليه، وذكر الأحكام الفقهية التي يمكن استنباطها من الآيات.وابن ماجه، وأبو بكر بن المنذر النيسابوري، وابن أبى حاتم وغيرهم من أئمة هذا الشأن.

ثم أخذ التفسير منهجا جديدا وهو تصنيف التفاسير مع اختصار الأسانيد، وصنف في ذلك خلق كثير من العلماء فنقلوا عن أسلافهم دون نسبة الأقوال لقائليها، وظهر في هذه المرحلة الوضع في التفسير. الروايات والقصص الإسرائيلية على أنها حقائق، وكان هذا هو بداية ظهور الوضع في التفسير.

ثم تجاوز التفسير ما كان عليه في نشاة علم التفسير فظهر تدوين تفاسير اختلط فيها الفهم العقلي بالتفسير النقلي.

ثم ظهرت تفاسير متخصصة تهتم بفن من العلوم كاللغة أو الفقه ثم ظهر التأليف في التفسير الموضوعي: وذلك بالاهتمام بتفسير قضية من قضايا القرآن أو مفردة من مفرداته، فظهر علم التفسير وأنواعه، ومنها اللون الأدبي الاجتماعي من أنواع التفسير وأصبح هو الغالب، كما ظهر التفسير العلمي نتيجة التقدم العلمي في جميع المجالات، كما بقي اللون المذهبي مستمرا إلى يومنا هذا.

أهمية علم التفسير

لماذا علم التفسير من أفضل العلوم؟ وما الحاجة إلى علم التفسير؟ في الإجابة على هذه الأسئلة يتبين مكانة علم التفسير وأهميته، إذ تأتي أهمية هذا العلم من موضوعه، وهو أنه يتناول كلام الله تعالى وبيان المراد منه، ويحتاجه كل العلوم الشرعية مثل علم العقيدة وعلم الفقه واالأصول والأخلاق والمقاصد وغيرها، بالإضافة إلى أنها ترفع من شأن العلماء الذين يجتهدون في قهم وبيان المراد من كلام لله.

أهم كتب علم التفسير

من المؤلفات التي تفيد في معرفة تاريخ التفسير وتطوره  وتحدثت عن نشأة علم التفسير وأنواعه، كتاب (التفسير والمفسرون)، لمحمد حسين الذهبي، فهو كتاب شامل للتعريف بالتفسير والتأويل والمدارس التفسيرية واأنواع التفسير بالمأثور والرأي، وأنواع التفسير الصوفي والإشاري والفهي والعلمي وغيره من الأنواع، ويتحدث عن أهم التفاسير في كل نوع من هذه الأنواع.

قد يهمك الاطلاع على مقال: معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما

You might also like