علي بن أبي طالب

نسب ومولد علي بن أبي طالب

• أبو الحسن علي بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين، هو أصغر ولد أبيه أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها.
• وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية، وهي بنت عم أبي طالب، هاجرت إلى المدينة وماتت فيها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
• ولد في مكة سنة ثلاث وعشرين قبل الهجرة.
• نشأته في مكة: تربى في بيت النبوة، وكان ملازما لرسول الله، حيث مرت بمكة وما حولها سنين قحط وجوع حيث كان علي صغيرا في السادسة من عمره مع أخوته عقيل وجعفر، فذهب الرسول محمد وعمه العباس إلى أبي طالب عرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولدا من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفا للعبء الذي عليه فاخذ العابس جعفر وأخذ النبي عليا.

صفات علي بن أبي طالب الخَلقية والخُلقية

• صفاته الخَلقية: كان عليا آدم شديد الأدمة ثقيل العينين، عظيمهما، وهو إلى القصر أقرب، وكان شيخا أصلا كثير الشعر، ربعة في القوم، عظيم البطن، عظيم اللحية وكان يخضبها بالحناء.
• صفات علي الخُلقية والإيمانية:
• كان من السابقين الأولين، شهد بدرا وما بعدها، وكان يكنى أبا تراب أيضا وهو أحب لقب إليه لتسمية رسول الله له به.
• قال سعيد بن المسيب: لم يكن أحد من الصحابة يقول: “سلوني” إلا علي. وقال عمر: علي أقضانا، وأبى أقرؤنا.
• ابن عم رسول الله وصهره على ابنته فاطمة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين.
• فصيحا أديبا ينسب له الكثير من الأشعار والحكم، كما أنه قوي شجاع.

عائلة علي (زوجاته وأولاده)

تزوج علي بن أبي طالب الكثير من النساء غير فاطمة وأنجبن له من الذكور والبنتا تسعة وثلاثين ولدا وبنتا.

• فاطمة الزهراء بنت: أنجبت له: الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، واختلف في محسن.
• خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية: ولدت له محمد الأكبر بن الحنفية.
• الصهباء أم حبيبة بنت ربيعة التغلبية، ولدت له عمر ورقية.
• أمامه بنت أبي العاص، ولدت: محمد الأوسط بن علي.
• أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية، أم: العباس وعثمان وجعفر وعبد الله.
• ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية، أم: أبو بكر وعبيد الله.
• أسماء بنت عميس بن معاذ الخثعمية، ولدت يحيى ومحمد وعون.
• أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية، أم: رملة وأم الحسن.
• محياة بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية.
• أم يعلى، هلكت وهي جارية لم تبرز.

إسلام علي بن أبي طالب

• لما نزل قول الله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، جمع أهله على وليمة، وعرض النبي محمد، الإسلام على أقاربه من بني هاشم، فلم يستجب منهم إلا علي.
• أسلم قبل الهجرة النبويّة وهو ابن ثماني سنين، وقيل تسع وقيل أكثر، وهو أول من أسلم من الصبيان، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام.
• وقيل أن علي يكتم إسلامه خوفا من أبيه، ثم لقيه أبو طالب، فقال: أسلمت؟ قال: نعم، قال: وازر ابن عمك وانصره.

أعمال علي بن أبي طالب في الإسلام

عاصر علي بن أبي طالب الإسلام صغيرا، وكان له الكثير من الأعمال نذكر أهمها:

• نومه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة، تغطية على هجرة النبي، وليبقى بعد رسول الله ليرد الأمانات المودعة عند الرسول إلى أهلها.
• هاجر إلى المدينة بعد النبي بثلاثة أيام قيل وحيدا وقيل برفقة أمه وزوجته وفاطمة بنت الزبير والتقى رسول الله في قباء.
• كان أحد كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
• كان أحد سفراء النبي ومستشاريه ورسله للدعوة إلى الإسلام.
• شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي محمد على المدينة وأظهر في جميعها بطولة وشجاعة وإقدام.

أحاديث في مكانة وفضل علي بن أبي طالب

جاءت كثير من الأحاديث تبين فضل علي ومكانته بين الصحابة، منها:

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: “لأعطين الراية رجلا يحب

الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويفتح الله على يديه”. فدعا عليا فدفعها إليه.

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: “انت مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي”.
• خلف رسول الله عليا خلفه على المدينة في إحدى الغزوات فقال: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان!؟ قال: “أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي”.
• أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كنت مولاه فعلي مولاه”.

خلافة علي بن أبي طالب

• بويع علي بالخلافة سنة خمس وثلاثون للهجرة بالمدينة المنورة، بعد مقتل عثمان رضي الله عنه بيوم واحد، وبايعه كل من كان في المدينة، واستمر حكمه خمس سنوات وثلاث أشهر، وتخلف عن بيعته أقوام.
• تميزت مرحلة حكمه بعدم الاستقرار، حيث لم تبايع جميع الأمصار عليا وحدث اقتتال في صفوف المسلمين، ونقل العاصمة من المدينة إلى الكوفة.

أعمال علي بن أبي طالب في الخلافة

حالة عدم الاستقرار في فترة حكم علي أثرت كثيرا على مسيرة الفتوحات التي كانت في عهد الخلفاء السابقين، وأبرز ما حدث في عهد علي رضي الله عنه:

• انقسام المسلمين إلى صفين: صف مع علي الخليفة الشرعي، وصف مع معاوية المطالب بدم عثمان.
• وقوع كثير من المعارك نتيجة فتنة مقتل عثمان، منها معركة الجمل وصفين. وما تبعها من انقسام واقتتال بين المسلمين.
• ظهور الخوارج الذين كفروا عليا وعادوه، فناظرهم ابن عباس، وقاتلهم علي وهزمهم في موقعة النهروان.
• بداية ظهور فرقة الشيعة المؤيدين لعلي ومنهم المغالي فيه، والخوارج المعادين له الذين كفروه.

مقتل علي بن أبي طالب

• كان علي بن أبي طالب يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، فلما خرج من بيته يوقظ الناس مناديا: الصلاة الصلاة، اعترضه رجلان شبيب وعبد الرحمن بن ملجم، فضربه عبد الرحمن بسيف مسموم على رأسه، وقيل ضربه في المسجد، ثم هرب شبيب، وأمسكوا بعبد الرحمن.
• بقي علي يومي الجمعة والسبت، ثم توفي شهيدا ليلة الأحد، لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة أربعين للهجرة.
• قيل دفن بالكوفة، وقيل في أفغانستان، والشيعة يرجحون دفنه في النجف، بينما يرجح أهل السنة أنَّ جثمانه حُمل على ناقته وأطلقت في الصحراء فلا يعلم أحد أين قبره تحديدًا.
• وعمي قبره بوصية منه لئلا تنبشه الخوارج.

ما ينسب إلى علي من كتب

اشتهر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالحكمة والشعر، ونسب إليه الكثير من الأقوال، والمؤلفات منها:

• كتاب نهج البلاغة: يحتوي حكم وأقوال لعلي بن أبي طالب، جمعه الشريف الرضي ويعتبره الشيعة من أهم كتب علي، بينما لايرى أهل السنة صحة نسبة هذا الكتاب لعلي.
• كتاب أنوار العقول من أشعار وصي الرسول: ألفه عالم شيعي هو قطب الدين الكيدري، وفيه أشعار قوافيه فيها جميع أحرف الهجاء.
• كتاب غرر الحكم ودرر الكلم: يجمع فيه حكم وأقوال قصيرة لعلي، ينسب لعلي أيضا، جمعه عبد الواحد الآمدي التميمي.
• كتاب نهج البردة: ينسب لعلي بن أبي طالب، وهناك مخطوط بهذا الاسم محفوظ في مكتبة الروضة الحيدرية الشيعية في النجف.
• مصاحف علي: قيل هي ثلاث مصاحف كتبت بخط يده، حيث كان علي من كتاب الوحي.

وقد يهمكم المقال التالي عبر الرابط:

فتنة مقتل عثمان بن عفان.