تعريف الأحاديث الموضوعة

عن الأحاديث الموضوعة.

مقدمة عن الأحاديث الموضوعة


يمكن تعريف الأحاديث الموضوعة باختصار على أنها كل الأحاديث المختلقة المكذوبة على الرسول (ص) أو على من بعده من الصحابة.

وهناك الكثير من الأحاديث الموضوعة التي تشوّه في مضمونها التعاليم الإسلامية لذلك لابد من التنبه لمصادر الأحاديث لمعرفة إن كانت موضوعة أم لا قبل تصديقها والأخذ بها.

مفهوم  الأحاديث الموضوعة

من أجل تعريف الأحاديث الموضوعة نشارك معكم تعريف الحديث الموضوع لغة واصطلاحاً كما يلي:

الموضوع لغة

مادة “وضع” وضعه يضعه اسم مفعول مأخوذ من وضع الشيء يضعه وضعا، إذا حطه وأسقطه، أو مأخوذ من الضعة وهي الانحطاط في الرتبة، أو من وضعت المرأة ولدها إذا ولدته، فتأتي بمعنى: السقوط، وبمعنى الانحطاط والخسة، وبمعنى الولادة.

الحديث الموضوع في الاصطلاح

هو الحديث المختلق المكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو على من بعده من الصحابة أو التابعين.

والمناسبة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي في معنى الحديث الموضوع ظاهرة؛ لأن الحديث الموضوع فيه معنى السقوط وفيه انحطاط في رتبته عن غيره، وفيه معنى التوليد وإيجاد ما لم يكن موجوداً.

أنواع الحديث الموضوع

للحديث الموضوع قسمان وهما كما يلي:

الحديث الموضوع على رسول الله (ص)

فإذا أطلق لفظ الموضوع أريد به الوضع على رسول الله، ومثالهما وضع على الرسول: (لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفع)، وهو كذب باطل.

الموضوع على غيره من الصحابة أو التابعين

فيقيد ويقال مثلا: هذا موضوع على ابن عباس أو علي رضي الله عنهما أو على مجاهد.

ومثاله ما وضعته الرافضة على سيدنا علي -رضي الله تعالى عنه من أنه قال: (لما غسلت النبي -صلى الله عليه وسلم شربت من سرته ومحجن عينيه فورثت علم الأولين والآخرين).

وقد يكون الوضع متعمدا وهو الغالب، وقد يكون غلطاً.

الألفاظ الدالة على الوضع

الحديث الموضوع وأسباب الوضع قد لا يمكن تبيانها ولكن من الألفاظ التي يستخدمها المحدثون تدل على أن الحديث موضوع.

قولهم:

هذا حديث موضوع، أو كذب، أو باطل، أو لا أعرفه إذا صرح بذلك أحد الأئمة الكبار، وكذا قولهم: هذا الحديث لا أصل له، أي ليس له إسناد يعرف.

أما قولهم: لا يثبت أو لا يصح فليسا نصا في ذلك؛ لأنه لا يلزم من عدم الصحة أو عدم الثبوت الوضع.

حكم رواية الحديث الموضوع

لا يحل رواية الموضوع في أي باب من الأبواب إلا مقترنا ببيان وضعه سواء في ذلك ما يتعلق بالحلال والحرام أو الفضائل أو الترغيب والترهيب او غيرها.

ومن رواه من غير بيان وضعه فقد دخل في عداد الكذابين لحديث رسول الله قال: (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).

وقد حكم كثير من علماء الحديث على من روى الموضوع من غير تنبيه إلى وضعه، وتحذير الناس منه، بالتعزيز، والتأديب.

قال يحيى بن معين لما ذكر له حديث سويد الأنباري: “من عشق وعف وكتم ثم مات، مات شهيدا” قال: هو حلال الدم.

حكم الكذب على رسول الله

جمهور العلماء على أن الكذب على رسول الله من الكبائر، ولا يكفر فاعل ذلك إلا إذا كان مستحلا للكذب عليه.

هل تقبل رواية من كذب في الحديث وإن تاب؟

مذهب جمهور المحدثين إلى أن من كذب في حديث واحد فسق، وردت روايته، وبطل الاحتجاج بها حتى لو تاب،

وقال النووي: من قطع بصحة توبته بشروطها تقبل روايته، ومذهب الجمهور أحوط وأبعد عن الريبة في رواية الحديث.

 

دخول الحديث الموضوع إلى باقي علوم الدين

انتشرت الأحاديث الموضوعة في جميع كتب العلوم، منها التفسير والفقه والزهد وغيرها:

الموضوعات في كتب التفسير

التفسير بالمأثور يعتمد على الأحاديث، وأغلب الذين صنفوا في الحديث جعلوا فيه بابا للتفسير، ولما كان الحديث قد دخله الوضع.

فلا جرم إن دخل أيضا التفسير بالمأثور، ثم اشتملت كتب التفسير على كثير من الموضوعات ومن أسباب ذلك النقل ممن أسلم أهل الكتاب، في القصص وأخبار الأمم السابقة.

وقد تعرض العلماء لنقد الروايات الباطلة في كتب التفسير، فالإمام أحمد يقول: “ثلاثة ليس لهما أصل: التفسير والملاحم والمغازي”.

أغلب الوضع في التفسير يكون في: فضائل سور القرآن، وأسباب النزول، أو بأحوال الأمم السابقة، وقصص الأنبياء وأحوال المعاد وبدء الوجود وأسرار الوجود

الموضوعات في كتب الفقه

جاء في كتب الفقه أحاديث منكرة وموضوعة وضعيفة، وخاصة في العصور المتأخرة عند من كانت بضاعتهم في علوم الحديث ومعرفة الصحيح والسقيم قليلة، فأوردوا في كتبهم أحاديث بعد حذف أسانيدها، دون بيان مرتبتها، أما كتب المتقدمين والأئمة الكبار، فلا تكاد تجد فيها موضوعا.

الموضوع وكتب الوعظ، والتصوف، والأخلاق

أكثر المصنفات التي تحتوي على الأحاديث الموضوعة والضعيفة، هي كتب الزهد والرقائق والوعظ، من باب الترغيب والترهيب،

ومثال لهذه الكتب كتاب ” إحياء علوم الدين” للإمام الغزالي، و”قوت القلوب” لأبي طالب المكي، و”غنية الطالبين” للجيلاني، فهي مليئة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة.

قد أحسن الإمام العراقي بتخريج أحاديث الإحياء وبيان صحيحها وضعيفها.


بعد قراءة موضوع عن تعريف الأحاديث الموضوعة قد يهمكم الموضوع التالي:

You might also like