ما هو عام الفيل ؟

ما هو عام الفيل ؟، في عام 571 م كانت هناك محاولة ٌ لهدم الكعبة الشريفة من قبل أبرهة الحبشي ، وقد خلد القرآن الكريم هذه القصة، وتغنت المصادر التاريخية في الحديث عنها ، وقد سمي ذلك العام نسبة إلى الحادثة التي وقعت فيه ونسبة إلى الحيوان الذي شارك في هذه العملية.

قد يهمك: ما هو عام الحزن؟

ما هو عام الفيل ؟

عام الفيل 

ما هو عام الفيل ؟  ولماذا سمي بهذا الاسم ؟  ومتى كان عام الفيل ؟.

في عام 50 ق.م 571 م حاول أبرهة الحبشي حاكم اليمن التابع لمملكة أكسوم الحبشية أن يدمر الكعبة حتى يجبر العرب وقريش على الذهاب إلى كنيسة القليس والتي بناها وزينها في اليمن.

ويروي لنا التاريخ : أن أبرهة الحبشي كان قد حملة عسكرية الهدف منها هدم الكعبة ولكنها باءت بالفشل ولم يستطع أن يحول أنظار العرب وقريش إلى كنيسة القليس بدلاً من الكعبة الشريفة، وسمي ذاك العام بعام الفيل لأن الحملة استخدمت فيها الفيلة التي أحضرها أبرهة من اليمن.

أبرهة الحبشي والهجوم على مكة 

بنى أبرهة الحبشي كنيسة كبيرة بصنعاء (  كنيسة القليس  ) وجعلها تحفة من تحف العمارة  وكان يريد أن يأتي العرب للحج إليها بدلاً من الكعبة الشريفة، وكانت كنيسته لا تقل روعةً وجمالاً عن كنيسة آيا صوفيا في القسطنطينية، وهنا ثارت العرب عليه، وأخذوا يضمرون الشر له ولكنيسته.

وعندما علمت العرب ما ينوي إليه أبرهة تجاه الكعبة خرجوا لمنعه من ذلك ، ولكنه تمكن من هزيمة كل من يتعرض له في طريقه فهزم ( ذا نفر وأصحابه – قبيلتي شهران وناهس – وغيرها من قبائل العرب )، حتى أصبح على مشارف مكة

تهيأ أبرهة لدخول مكة مع فيله الضخم وبعض الفيلة التي أحضرها معه لهدم الكعبة.

توسل عبد المطلب ربه وناجاه أن يحفظ بيته وبيت إبراهيم الخليل ، فحمى الله بيته ولم يدخل أبرهة مكة وتوقف عند وادي محسر حيث برك الفيل ولم يقم، ثم أرسل الله تعالى عليهم طيراً من البحر ومع كل طائر ثلاثة أحجار واحد في منقاره واثنان في قدميه مثل حبتي الحمص والعدس، لا يصيب الحجر واحداً منهم إلا وأهلكه.

وخرجوا يتساقطون في كل مكان ، وأصيب أبرهة في جسده وتفشت الأمراض بين الجنود ، وكانوا يتساقطون ويموتون في طريقهم إلى اليمن.

قد يهمك: ما هو جامع ضرار؟

ما هو عام الفيل ؟

قصة أبرهة الحبشي وعبد المطلب

عندما اقترب أبرهة مع جيشه من مكة وجد قطيعاً من النوق لعبد المطلب سيد قريش فأخذها عنوة، فخرج عبد المطلب وهو جد الرسول الكريم من أبيه طالباً منه النوق وأن يترك الكعبة وشأنها، فرد له نوقه ولكنه رفض الرجوع عن قراره بهدم الكعبة، وخرج أهل مكة هاربين إلى الجبال خوفاً من أبرهة وجنوده وفيلته.

وعندما كان عبد المطلب عند أبرهة يسترد نوقه سأله أبرهة : لماذا لا تدافعون عن الكعبة ؟ فأجابه عبد الطلب: (  أما النوق فأنا ربها ، وأما الكعبة فلها ربٌ يحميها )، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل ، تحمل معها حجراً من سجيل قتلتهم وشتتهم في صحراء العرب.

الأسباب التي حملت أبرهة على هدم الكعبة

عرفنا ما هو عام الفيل ؟ ومتى كان ولماذا   لكن ماهي الأسباب التي دفعت أبرهة إلى هدم الكعبة ؟، واختلفت الآراء والأقوال حول السبب الذي أثار أبرهة وجعله ينقم على العرب ورغبته في الانتقام منهم، وهي كالتالي:

  • منهم من قال أن رجلاً من أهل كنانة دخل الكنيسة وعبث بأثاثها ولطخها بالقوارير والأوساخ ، وعندما علم أبرهة بذلك قيل له أن من فعل هذا من رجال العرب الذين يحجون بالبيت في مكة ، فغضب وأقسم أن يهدم الكعبة ويجعل العرب يحجون إلى كنيسته ( القليس ).
  • وفريقاً آخر قال أن بعض العرب أشعلوا ناراُ فحملتها الرياح إلى كنيسة القليس واحرقتها، الأمر الذي جعل أبرهة يسير جيشاً إلى مكة وهدم الكعبة.
  • ومنهم من قال ليس من المنطق أن يجهز أبرهة جيشاً جراراً ويقطع به مئات الكيلو مترات بسبب انتهاك رجلاً لكنيسة القليس أو حتى إحراقها، وهذا الفريق قال ان هناك أسباباً دينيةً وسياسيةً واقتصاديةً للقيام بهذا الغزو  وهي:

الأسباب الدينية

وتعود إلى رغبة أبرهة الحبشي في نشر النصرانية بين العرب، وهدم الكعبة وتحويل العرب للعرب إلى كنيسة القليس وخاصةً وأن النصارى وجدوا في الكعبة منافساً كبيراً أمام تحقيق ما يصبون إليه.

الأسباب السياسية

وهذه تعود إلى الرغبة في فرض السيطرة الحبشية على بلاد الحجاز وتحقيق حلم الدولة البيزنطية في السيطرة على شبه الجزيرة العربية، وتشكيل قوة من شأنها التصدي لمحاولات الفرس التي تستهدف وجودهم في المنطقة.

الأسباب الاقتصادية

  • وتعود إلى أن اليمن وبعد احتلاله من الأحباش فقد دوره الاقتصادي في التجارة ، وكذلك النزاع بين الروم والفرس أغلق الطريق التجاري الذي يمر عبر العراق والشام.
  • حتى أصبح الطريق التجاري الوحيد هو الطريق الذي بين تهامة والحجاز ، وكان على أهل مكة القيام بدور الوسيط وهو ما يدر عليهم الربح الكبير.
  • ولهذا حاول الأحباش احتكار هذا المصدر الاقتصادي بعد الاستيلاء على مكة، ولهذه الأسباب كانت حملة أبرهة لهدم الكعبة الشريفة .

حمى الله تعالى مكة من أصحاب الفيل وعادوا إلى بيوتهم هالكين، وأصبحت لقريش مكانة عظيمة بين العرب سواءً المكانة الدينية أو التجارية، وبقيت الأمور على ماهي عليه لمدة أربعين عاماً حتى جاء سيد الأنبياء وخاتم الرسل بالدعوة الإسلامية، وتحول بيت الله الحرام إلى كعبة للمسلمين وقبلةٌ لهم ، وأزال عنه النبي الكريم معالم الجاهلية والوثنية وصار حرماً شريفاً لا يدخله مشرك.

                                 بسم الله الرحمن الرحيم

ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل *

ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول *

                                                                            …   صدق الله العظيم  …

You might also like