علم مصطلح الحديث

علم الحديث هو أحد أهم العلوم التي حفظ الله بها الدين الإسلامي، وهو العلم الذي تميزت به هذه الأمة من بين الأمم الأخرى ومن أسماء علم الحديث أيضا علم مصطلح الحديث.

تعريف علم الحديث لغة واصطلاحا

تعريف الحديث في اللغة: ضد القديم، ويأتي بمعنى الخبر والجديد، قال في القاموس: “الحديث: الجديد، والخبر”.

وعلم مصطلح الحديث اصطلاحا: هو علم الحديث رواية ودراية.

أهمية علم الحديث

أهمية علم مصطلح الحديث بأنواعه له  أهمية كبيرة وفوائد جمة، نذكر من أهمها:

حفظ الدين الإسلامي من التحريف والتبديل، حيث نقلت الأمة الحديث بأسانيده فميزت الصحيح من الضعيف المعلول، ولولا هذا العلم لاختلط الحديث الضعيف بالموضوع بالصحيح.

قواعد هذا العلم تحفظ العالم من الوقوع في الوعيد الشديد الذي يمكن أن يقع به من يتساهل في راوية الحديث، وهو قول النبي صلة الله عليه وسلم: (من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار).

حفظ علم الحديث التراث الإسلامي وكتب العقيدة والتفسير والفقه والسيرة من كثير من خرافات وأواهم الأمم السابقة عموما والإسرائيليات، وميزت الحق من الباطل من هذه الروايات.

هذا العلم ربى المسلمين على الفكر السليم العقل الصحيح والدقة في نقل الأخبار عموما، ووضع منهجا متميزا في نقل الأخبار والتثبت من صحتها، بعيدا عن فوضى النقل دون تحقق.

نشأة علم الحديث

متى نشأ علم مصطلح الحديث؟ ومن هو من أول من ألف مصطلح علم الحديث؟ للإجابة عن هذه الأسئلة نذكر أبرز مراحل تطور علم مصطلح الحديث:

المرحلة الأولى: الحديث عهد النبي صلى الله عليه وسلم

علم الحديث بدأ مع بدء الرسالة ونزول القرآن، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة على تعلم الكتابة، وأمر بعض الصحابة أن يكتبوا عنه الحديث، فقال لعبد الله بن عمرو: (أكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق).

المرحلة الثانية: عصر الصحابة:

الذين تلقوا الحديث وتعاليم الدين كاملة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل الصحابة عدول في رواية الحديث، فبرز عدد من الصحابة رضوان الله عليهم في الاهتمام في رواية الحديث، منهم أبو هريرة وعمر بن الخطاب وابن عباس وابن مسعود وأبو بكر وعثمان وعلي بن أبي طالب وعائشة وغيرهم.

كان الصحابة يقلون من الرواية، ويتشددون في قبول الحديث لدرجة أن عمر رضي الله عنه اشترط أن يأتي الراوي بشهود يشهدون أنهم سمعوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما ظهرت الفتنة بمقتل عثمان رضي الله عنه، وظهرة طوائف تضع في الحديث فظهر علم الجرح والتعديل، كما ظهرت المطالبة بالسند.

المرحلة الثالثة: عصر التابعين

تعتبر هذه المرحلة مرحلة البناء والتأصيل ووضع القواعد لعلم مصطلح الحديث، حيث برزت مسألة التثبت من الرواية والدقة في النقل للأحاديث والأخبار، بعد ان ظهرت الفرق والمذاهب والمتعصبون لها والداعون للبدعة وكان من جهود العلماء لتحقيق التثبت من النقل رحلاتهم في طلب السند ومعرفة الرجال.

ظهرت نداءات من أئمة أعلام تحدز من التهاون في الرواية، يقول محمد بن سيرين: “إن العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم”، كما ظهرت الكتابة في علم الجرح والتعديل.

أبرز علماء هذا العصر في الحديث: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومعمر بن راشد، وشعبة بن الحجاج، ومالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان الثوري، وغيرهم.

المرحلة الرابعة: عصر الرسوخ والنضج في هذا العلم:

القرن الثالث الهجري يعتبر العصر الذهبي لعلم الحديث، حيث ظهر تدوين الحديث في مصنفات دونت ورتبت الأحاديث فيها على أبواب وكتب.

برز علماء كبار ممن صنف في علم الحديث منهم يحيى بن معين حيث كتب في التراجم والتاريخ، وعلي بن المديني الذي كان له أكثر من مائتي مصنف في موضوعات جديدة. والإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج والبن ماجه وأبو داوود السجستاني وأبو عيسى الترمذي، وغيرهم.

المرحلة الخامسة: مرحلة استكمال التدوين والكتابة:

ظهرت كتب مستقلة في مصطلح الحديث، تجمع قواعد أصول الحديث بوصفها علما مستقلا له منهجه ومرتكزاته، وبرز علماء تخصصوا في جانب معين من علوم الحديث وكانت لهم مصنفاته، مثل علم الجرح والتعديل صنف فيه ” التاريخ الكبير: ” والتاريخ الصغير” للبخاري، و” الطبقات” لابن سعد. وعلم الرجال، صنف فيه ابن حبان ” المجروحين”، و ” الكامل في الضعفاء”، لابن عدي.

المرحلة السادسة: مرحلة الجمع والترتيب واكتمال النضخ:

تعتبر امتداد للمرحلة السابقة، وتعتد على العمل والاشتغال فيما دون في المرحلة السابقة من حيث الترتيب والتهذيب والجمع.

أهم ما دون في هذه المرحلة، مقدمة ابن الصلاح “معرفة علوم الحديث”، ابن الصلاح الشهرازوري، فجاء من بعده مختصرا أو شارحا أو ناظما، مثل كتاب النووي “التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير”، وكتاب ” الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث” للحافظ ابن كثير.

ماهي أقسام علم مصطلح الحديث

يقسم علم مصطلح الحديث يإلى قسمين: علم الحديث رواية ودراية.

يقسم علماء الحديث علوم الحديث إلى قسمين:

علم رواية الحديث، وعلم دراية الحديث.

تعريف علم الحديث رواية:

جاءت عدة تعريفات لعلم رواية الحديث، نختار الأشمل منها: “هو علم يشتمل على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وصفاته وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها”. ويضاف الصحابي والتابعي على مذهب الجمهور.

تعريف علم الحديث دراية:

علم الحديث دراية يطلق أيضا على مصطلح الحديث، أو علوم الحديث، أو أصول الحديث.

وأحسن التعاريف لعلم الحديث دراية هو تعريف عز الدين بن جماعة حيث قال: “علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن”.

أهم المصنفات في علم مصطلح الحديث

كتب في علم مصطلح الحديث مصنفات من أهمها:

  • “المحدث الفاصل بين الراوي والواعي”، الرامهرمزي.
  • “معرفة علوم الحديث ” مقدمة ابن الصلاح.
  • “الكفاية في علم الرواية”، الخطيب البغدادي.
  • “الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع” للقاضي عياض.
  • “ما لا يسع المحدث جهله” لأبي حفص عمر بن عبد المجيد الميانجي.
  • “علوم الحديث” لعمرو عثمان بن عبد الرحمن الشَّهْرَزُورِي المشهور بابن الصلاح.
  • “تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي” لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
  • “نظم الدرر في علم الأثر”، لزين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي.
  • “فتح المغيث في شرح ألفية الحديث”، لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي.
  • “نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر”، الحافظ ابن حجر العسقلاني”.

قد يهمك الاطلاع على مقال: مسألة تدوين الحديث

You might also like