قصة معاوية مع علي بن أبي طالب

قصة معاوية مع علي بن أبي طالب

تبدأ قصة معاوية مع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من مقتل عثمان وتنتهي باستلام معاوية بن أبي سفيان الخلافة على جميع الدولة المسلمة بتنازل الحسن بن علي رضي الله عنه، ويمكن تلخيص قصة الفتنة بين علي ومعاوية من خلال النقاط التالية:

  • بعد مقتل عثمان أرسلت نائلة زوجة عثمان إلى معاوية كتابا بما جرى وبعثت بقميصه الذي قتل به إلى معاوية، فأمر معاوية ان يطاف بالقميص في أجناد الشام، وجمع الناس وحرضهم على الطلب بدمه، فقال أهل الشام: هو ابن عمك وأنت وليه، ونحن الطالبون معك بدمه.
  • بايع أهل الحجاز وغيرهم لعلي بالخلافة بعد عثمان ، ولم يبايع أهل الشام، فجاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية، وقالوا: أنت تنازع عليا، أم أنت مثله؟ فقال: لا والله، إني لأعلم أنه أفضل مني، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، والطالب بدمه، فأتوه، فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان، وأسلم له، فأتوا عليا فبلغوه طلب معاوية، فلم يسلمهم إليه.
  • خرجت أم المؤمنين عائشة مع عبدالله بن الزبير وطلحة لمطالبة علي بقتل قتلة عثمان وتسليمهم، فحدثت موقعة الجمل، فبلغ معاوية ظهور علي على من طالبوا بالقصاص لعثمان، فطلب معاوية من أهل الشام القتال معه والطلب بدم عثمان، فبايعه أهل الشام أميرا على الشام وليس خليفة.
  • طلب ابن عباس من علي أن يكتب لمعاوية فيقره على ولاية الشام حتى ينال بيعة أهل الشام، ثم إذا استقر له الأمر عزله، فقال علي: إنه لا يرضى حتى أعطيه عهد الله وميثاقه أن لا أعزله، وبلغ هذا الكلام معاوية، فقال: والله لا ألي له شيئا ولا أبايعه.
  • رفض معاوية بيعة علي، فارسل علي جريرا إلى معاوية يطالبه بالبيعة، فرده معاوية، وأرسل أبا مسلم الخولاني إلى علي يطلب منه تسليم قتلة عثمان فأبى علي، وجرت بينهما مراسلات ، وقرر علي المسير إلى الشام  وكانت وقعة صفين.
  • اقتتل الناس في صفين ووقع قتل كثير بينهم، ورفع أهل الشام المصاحف وقالوا: ندعوكم إلى كتاب الله، والحكم بما فيه، فوقف الاقتتال، وارتضوا أن يجعلوا بينهما حكمين، هما أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، والتقوا فلم يقع اتفاق.
  • رجع علي إلى الكوفة، وقد اختلف أصحابه بين رافض للتحكيم ومكفر لعلي، وبين مؤيد له ، ورجع معاوية إلى الشام بالألفة والاجتماع مع أصحابه، وبايعه أهل الشام بالخلافة سنة ثمان وثلاثين.
  • يرى الخوارج أن السبب فيما وصل إليه المسلمين في قصة معاوية مع علي بن أبي طالب وعمرو بن العاص، فقرروا قتلهم جميعا، وخططوا لذلك، فقتل علي بن أبي طالب في رمضان سنة أربعين وهو في طريقه إلى المسجد، بينما نجا معاوية وعمرو.
  • بايع الناس الحسن بن علي بعد مقتل علي، فصالح الحسن بن علي معاوية وبايعه فأجابه معاوية على الصلح وسر بذلك ودخل الحسن ومعاوية الكوفة معا، واجتمعت الأمة من جديد بفضل الحسن على معاوية خليفة للمسلمين جميعا.
قصة معاوية مع علي بن أبي طالب

واجب المسلمين تجاه ما جرى بين الصحابة من اختلاف

  • سأل رجل الحسن البصري عن قصة معاوية مع علي بن أبي طالب، فقال: كان لهذا قرابة ولهذا قرابة، ولهذا سابقة وليس لهذا سابقة، وابتليا جميعا.
  • يقول عمر بن عبد العزيز: (تلك دماء طهّر الله يدي منها؛ أفلا أُطهر منها لساني؟ مثل أصحاب رسول الله مثل العيون؛ ودواء العيون ترك مسها).
  • الحسن البصري (قتال شهده أصحاب محمد وغبنا، وعلموا وجهلنا، واجتمعوا فاتبعنا، واختلفوا فوقفنا)
  • قال ابن أبي زيد القيرواني: “وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول إلاّ بأحسن ذكر، والإمساك عمّا شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج، ويُظن بهم أحسن المذاهب”.
  • قال الإمام أحمد بعد أن قيل له: ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟ قال: “ما أقول فيهم إلاّ الحسنى”.
  •  ابن تيمية في عرضه لعقيدة أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة يقول: (ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون).
  • كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية، حيث قال الرسول في معاوية (اللهم اجعله هاديا مهديا واهدبه)
  • وقال الرسول في معاوية( اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب).

بعض أقوال العلماء في معاوية رضي الله عنه

  • قال الموفق ابن قدامة المقدسي: ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
  • وقال شارح الطحاوية: وأول ملوك المسلمين معاوية، وهو خير ملوك المسلمين.
  • قال عنه الذهبي: أمير المؤمنين، ملك الإسلام.
  • وروى البيهقي عن الإمام أحمد أنه قال: الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فقيل له: فـمعاوية؟ قال: لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمان علي من علي، ورحم الله معاوية.

كما قد يهمكم المقال التالي عبر الرابط:

علي بن أبي طالب.

You might also like