المذهب الشافعي

نبذة عن المذهب الشافعي

  • المذهب الشافعي المذهب الثالث ظهورا من بين المذاهب السنية، مؤسس الإمام الشافعي، وتابعه أئمة مجتهدون حرروا ونقحوا في المذهب ونشروه.
  • جمع الشافعية في مذهبه بين فقه الحجاز وفقه العراق بتلقيه عن الإمام مالك ومحمد بن الحسن.

مراحل تطور المذهب الشافعي

مثل كل المذاهب مر المذهب الشافعي بأربعة مراحل:

مرحلة النشأة والتكوين

  • تبدأ بزيارة الإمام الشافعي إلى بغداد سنة 195 ورحلته إلى مصر حتى وفاته فيها سنة 204هـ. 
  • ظهر في هذه المرحلة المذهب الفقهي القديم للشافعي في بغداد مستقلا عن اجتهادات الإمام مالك، ودون ذلك في كتابه الحجة، والرسالة العراقية في الأصول.
  • حرر الشافعي مذهبه القديم عند سفره إلى مصر وسمي المذهب الجديد، وغير عدد من اجتهاداته وضمنها فيما كتبه في مصر مثل كتاب “الأم” في الفقه، و”الرسالة” الجديدة.

مرحلة نقل المذهب وانتشاره واستقراره

  • يبدأ بوفاة الإمام الشافعي ويستمر إلى نهاية القرن الخامس بوفاة الأمام الغزالي 505هـ، وفيه مرحلتين:
  • مرحلة الرواية والنقل: نقل أصحاب الشافعي أقواله ومذهبه الجديد وعرفوا أصحاب المذاهب الأخرى مذهبهم. وانتهت هذه المرحلة بوفاة تلميذ الشافعي المرادي سنة 270هـ.
  • مرحلة الاستقرار: حيث ظهر المذهب مستقلا له فقهاؤه ومصنفاته، وأبرز من دون في هذه المرحلة الإمام الغزالي.
  • ظهر من أشهر أعلام المذهب الشافعي في هذه المرحلة: أبو حامد الإسفراييني وأبو الطيب الطبري وأبو الحسن الماوردي.: أبو بكر المروزي، وأبو محمد الجويني، والروياني والإمام الحرمين الجويني والإمام الغزالي.

مرحلة تحرير المذهب

  • وتبدأ من وفاة الإمام الغزالي إلى وفاة الإمام شمس الدين الرملي سنة 1004هـ.
  • بدأ التنقيح الأول للمذهب الشافعي وتهذيبه على يد الإمام أبو القاسم الرافعي الذ ي عليه الاعتماد في تحقيق قول المذهب الشافعي وذلك في كتابه المحرر، المأخوذ من كتاب الغزالي ” الوجيز”، ثم جاء جهد الإمام محي الدين النووي، في كتابه “روضة الطالبين وعمدة المفتين”، وكتابه “منهج الطالبين” كما ألف كتاب ” المجموع” شرح كتاب المهذب للشيرازي.
  • ثم في التنقيح الثاني بجهود علماء أفذاذ من أمثال ابن الرفعة تقي الدين السبكي في كتابه “الابتهاج” شرح المنهاج للنووي، وبدر الدين الزركشي وسراج الدين البلقيني، وآخرهم زكريا الأنصاري، وبرز في هذه المرحلة التأليف في أصول الفقه والقواعد، فمن كتب الأصول كتاب “تخريج الفروع على الأصول” للزنجاني، ومن أبرز كتب القواعد: “الأشباه والنظائر” لصدر الدين ابن الوكيل وللسبكي مثله وآخر جلال الدين السيوطي. والقواعد للحصني.
  • وخاتمة التنقيح في هذه المرحلة كانت بجهود الإمامين: ابن حجر الهيتمي وشمس الدين الرملي، معتمدين على جهود من سبقهم الإمامين الرافعي والنووي، حيث شرحا كتاب المنهاج للنووي. فاجتهدا واختارا م المسائل ورجحا.

مرحلة خدمة المصنفات

  • تبدأ هذه المرحلة بوفاة الرملي 1004 إلى منتصف القرن الرابع عشر 1335هـ.
  • خدمت كتب الأئمة، ودونت الحواشي على مؤلفات السابقين، ومن أشهر هذه الحواشي: حاشية شهاب الدين القليوبي، وشهاب الدين البرلسي عميرة، على (كنز الراغبين) للمحلي، وحاشية علي الشبراملسي على نهاية المحتاج للرملي، وغيرها.

قد يهمك: الامام الشافعي

مراحل تطور المذهب الشافعي

أصول مذهب الإمام الشافعي

نص الشافعي على أصول مذهبه في كتابه “الأم”، فقال: العلم طبقا شتى، الأولى الكتاب والسنة إذا ثبتت، ثم الثاني الإجماع فيما ليس في كتاب ولا سنة، والثالثة أن يقول بعض أصحاب رسول الله قولا ولا نعلم له مخالفا منهم، والرابعة اختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، والخامسة القياس، ولا يصار إلى شيء غير الكتاب والسنة وهما موجودان، وإنما يؤخذ العلم من اعلى”.

  • القرآن والسنة

 دمج الشافعي بينهما مع أنهما في حقيقتهما ليسا بمرتبة واحدة، والشافعي لا يعتبر السنة بمرتبة القرآن من كل الوجوه، لكنه وجد أن القرآن اشتمل كليات وكثير من الجزئيات، والسنة فصلت المجمل وبينت المشكل.

لكن الشافعي جعل العلم بالسنة بمرتبة العلم بالقرآن عند استخراج الأحكام، وهذا لا يتنافى من كون القرآن هو الأصل.

كما يقرر الشافعي أن القرآن لا ينسخ السنة وأن السنة لا تنسخ القرآن، ولابد من دليل عند القول بنسخ القرآن للسنة.

دافع الشافعي عن السنة وجادل فئات منهم من ينكر السنة كاملة، ومنهم من لا يقبل بالسنة إلا إن كان معناها في القرآن، ومنهم من لا يقبل إلا المتواتر من السنة ويرفضون الآحاد، فرد عليهم، وسمي ناصر السنة.

  • الإجماع

هو حجة في الدين، وأول اجماع يعتبره الشافعي هو إجماع الصحابة، ولا يوجد ما يدل من أقوال الشافعي أنه لا يقبل إجماع من بعدهم.

لكن الشافعي يؤخر الإجماع في الاستدلال عن الكتاب والسنة، فإن خالف الإجماع النص رده.

لم يكن الشافعي يعتبر إجماع أهل المدينة، مخالفا بذلك مذهب شيخه مالك في الظاهر، مع إقراره أن أهل المدينة لا يجمعون على أمر إلا يكون محل إجماع البلاد الإسلامية وبذلك يوافق شيخه.

  • أقوال الصحابة

يأخذ الإمام الشافعي بأقوال الصحابة في مذهبه القديم والجديد، ويقسم الشافعي أقول الصحابة إلى ثلاثة أقسام:

ما هو محل إجماع بين الصحابة وهذا حجة لأنه إجماع.

ما يكون قول للصحابي ولا يوجد من يخالفه، وهذا يأخذ به الشافعي.

ما يختلف فيه الصحابة، وهذا يختار من أقوالهم ولا يقول قولا يخالف كل أقوالهم.

  • القياس

يقرر المذهب الشافعي أن القياس هو الاجتهاد، وهو يتفق مع تعريف الأصوليين له، ويعتبره الشافعي أصلا من الأصول الإسلامية لمعرفة ما يدل عليه الكتاب والسنة.

الشافعي لا يعتبر القياس إثبات حكم من المجتهد، بل هو بيان لحكم الشرع في المسألة التي اجتهد فيها المجتهد.

لا يأخذ الشافعي بشيء من ضروب الاجتهاد سوى بالقياس، بعد النص القرآني والسنة والإجماع وقول الصحابي.

  • إبطال الاستحسان

يقول الإمام الشافعي: “من استحسن فقد شرع”، مخالفا بذلك قول مالك: ” الاستحسان تسعة أعشار العلم”.

استدل الشافعي على نفي الاستحسان:

بأن الأخذ به اتهام للشرع ان الإنسان ترك سدى دون تبيين الأحكام له وهذا باطل.

أن الطاعة لله ولرسول، أي بما ورد في نص أو بالحمل على نص (القياس).

أن الرسول لم يكن يبين الأحكام باستحسانه وإنما بالنظر في نصوص الوحي.

استنكار الرسول صلى الله عليه وسلم عل بعض أصحابه حكمهم بمقتضى القياس بقتل رجل أسلم خوفا من السيف.

الحكم بالاستحسان بناء على المصلحة يأخذ به العالم وغير العالم.

الاستحسان لا مقياس ولا ضابط له، ما يؤدي إلى اختلاف كبير، اما القياس فله ضابط

قد يهمك: المذاهب الفقهية

أصول مذهب الإمام الشافعي

أشهر مصنفات المذهب الشافعي

  • كتب الإمام الشافعي في الفقه القديم والجديد ” الحجة”، و “الأم”، وفي الأصول كتاب “الرسالة”.
  • ثم ألفت كتب بعد الشافعي محررة ومحققة لأقوال المذهب، نذكر من أهمها:
  • تحفة المحتاج على المنهاج، لابن حجر الهيتمي.
  • تكملة المجموع، لابن السبكي.
  • حاشية الجمل على شرح المنهج، لزكريا النصاري.
  • حاشية الرملي على أسنى المطالب شرح روض الطالب، لزكريا الأنصاري.
  • حاشية قليوبي وعميرة على شرح المحلى، لقليوبي وعميرة.
  • الحاوي، للماوردي.
  • روضة الطالبين وعمدة المفتين، للنووي.
  • المجموع، للنووي.
  • نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج، للرملي.

المجتهدون في المذهب الشافعي

رحل الشافعي إلى كثير من البلدان وخلف وراءه في كل بلد تلامذة نقلوا وألفوا، تميز منهم:

  • الإمام الشافعي: محمد بن إدريس، مؤسس المذهب.
  • المزني: إسماعيل بن يحيى، من مصر قال عنه الشافعي: “المزني ناصر مذهبي”، من كتبه: الجامع الكبير، الجامع الصغير، المختصر، وغيرها
  • البويطي: يوسف بن يحيى المصري، فقيه مناظر، قال عنه الشافعي: “ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف بن يحيى، وليس أحد من أصحابي أعلم منه”.
  • الغزالي: محمد بن محمد بن محمد أبو حامد، فقيه أصولي متكلم، له مؤلفات عدة منها: الوسيط، الوجيز، البسيط، إحياء علوم الدين وغيرها.
  • النووي يحيى بن شرف بن مري، علامة في الفقه الشافعي والحديث واللغة، من أهم كتبه: المجموع شرح المهذب، روضة الطالبين، المنهاج، وغيرها.
  • الشيرازي: إبراهيم بن علي بن يوسف، مناظرا فصيحا، انتهت إليه رئاسة المذهب، من مؤلفاته: “المهذب” في الفقه، و”التبصرة” في الأصول، و”النكت” في الخلاف.
  • الرافعي: عبد الكريم بن محمد، من مصنفاته: العزيز شرح الوجيز، فتح العزيز في شرح الوجيز.
  • ابن الرفعة: أحمد بن علي بن مرتفع، المصري، من مؤلفاته: الكفاية في شرح التنبيه، المطلب في شرح الوسيط، وغيرها.
  • السيوطي: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد، المصري، أعلم أهل زمانه في الحديث واللغة والفقه، بلغت مؤلفاته خمسمائة مؤلف/ منها: الأشباه والنظائر، والحاوي للفتاوى، والإتقان في علوم القرآن.
  • إمام الحرمين الجويني: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف، مجمع على إمامته وفقهه، له في الأصول “البرهان”، والفقه “نهاية المطلب في دراية المذهب.
المجتهدون في المذهب الشافعي

انتشار المذهب الشافعي

  • انتشر المذهب الشافعي في البلاد التي لحل إليها وأقام فيها مدة، ومن هذه البلاد مصر التي كانت آخر سنواته فيها، وكذلك في العراق حيث رحل إليها مرتين وتوسع ليشمل خراسان وما وراء النهر، رغم وجود المذهب الحنفي فيه.
  • ودخل المذهب الشافعي بلاد فارس ولم يكن بها غيره سوى مذهب داوود الظاهري، ودخل اليمن والشام، ولم يزل في تلك البلاد.
  • لم يكن للمذهب الشافعي انتشارا في بلاد أفريقية والمغرب العربي والأندلس

أحكام المذهب الشافعي

  • احكام الطهارة في المذهب الشافعي

يجوز المسح على الخفين فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين ولكن بشرط اذا ادخل قدميه طاهرتين وبعد ذلك تحل له الصلاة وان احدث فانه يمسح على الخفين بدلا من خلعهما لغسل القدمين لانهما على طهارة اما اذا ادخل رجليه او واحدة منهما الخفين قبل ان تحل له الصلاة لم يكن له ان احدث ان يمسح على الخفين لانه ادخل احدى رجليه الخف وهو غير كامل الطهارة

السواك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل وضوء ” وقال ايضا ” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ” اي ان السواك شيئا اختياريا وليس واجبا ولكنه مستحب عند كل حال يتغير فيه الفم فمثلا عند الاستيقاظ من النوم واكل كل ما يغير الفم وشربه وكذلك عند الصلوات

الاغتسال واحكامه : قال الله تعالى ” لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا”

فقد قال الشافعي : انه يجب الغسل من الجنابة لان هذه من شروط الطهارة واذا اسلم المشرك يستحب ان يغتسل ويحلق شعره فاذا لم يفعل ذلك ولم يكن جنبا فليتوضأ ويصلي

والغسل ملزم به كل شخص الا ان هناك استثناءات فاذا كان الانسان مسافرا ولك يجد ماء فليتيمم او ان كان مريضا ومرضه يمنعه من الاغتسال بالماء فليتيمم وخاصة المرض الذي يكون به جراح اي لا يجب ان تصل اليها الماء لانه اذا مسه الماء قد يضر به او يتلفه

  • احكام الصلاة

قال الشافعي في الصلاة : ان الله عز وجل قد فرض الصلوات وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد كل صلاة منهن ووقتها وما يعمل فيهن في الفرائض والنوافل

قال الشافعي : اذا فاتت الرجل صلاة ولم يدر اي صلاة بعينها صلى الصلوات الخمس ينوي بكل واحدة منهن الصلاة الفائته له اما اذا فاتته صلاتان وهو يعرفهما وصلى احدهما بنية ثم لم يدر بعد ذلك ايهما نوى لا تجزيه الصلاة حتى يكون على يقين من التي نوى

اذا دخل الرجل في صلاة بنيتها وبعد ذلك صرف النية الى صلاة اخرى او صرف النية الى الخروج من الصلاة ثم اعاد النية اليها فقد فسدت الصلاة وعليه ان يعيد الصلاة مرة اخرى

واذا دخل الصلاة بنية وصرف النية الى صلاة غيرها كانت نافلة مثلا فتتم النية على الصلاة التي صرفها لها ولا تجز عنه الصلاة التي دخلها في البداية لانه صرف عنها النية وان كبر وبدأها ولم ينوي صلاة بعينها ثم نواها بعد ذلك لم تجزه لانه لم ينويها من البداية

خصائص المذهب الشافعي ومميزاته

  • الالمام باصول الاستنباط والاستدلال بالحديث النبوي الشريف
  • معرفة الشافعي التي اكتسبها في الحجاز في الادب واللغة والاحاديث
  • تزود المذهب الشافعي بعلماء بارزين قاموا بتعديل مواده ووضع الكتب في قراراته
  • الدراسات المعمقة في النحو
  • تعزيز المعرفة في المجالات المختلفة
  • تعلم الامام الشافعي من اصحاب المذهب الحنفي
  • اخذ من القياس وجعل له قواعد واصول

علماء المذهب الشافعي

  • شمس الدين الرملي : كان فقيها في مصر واطلق عليه الناس لقب الشافعي الصغير وقد قام بتاليف مصنفات وشروح عديدة
  • محمد الخطيب الشربيني : عرف بالورع والزهد والعبادة وقام بشرح كتاب التنبيه والمنهاج والف كتاب الاقناع في في الفاظ ابي شجاع
  • الشيخ زكريا الانصاري : اصله من مصر وقام بتاليف كتاب تحفة المحتاج في شرح المنهاج وكتاب الامداد شرح الارشاد

مصادر المذهب الشافعي

  • التبصرة للشيرازي
  • الام للشافعي
  • المجموع شرح المهذب للنووي
  • المهذب للشيرازي
  • الطراز المذهب في تلخيص المهذب لاحمد بن عبدالله الطبري
You might also like